الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: إذا صحت البدايات كانت النهايات غاية النجاح والقبول من عند الله

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إذا بدت البدايات صحيحة كانت النهايات على غاية النُّجْح والقَبول من عند الله. فكيف تكونُ البدايات؟ وما النهايات؟ 

البدايات الالتزام بالشرع الشريف، فما من واحدٍ من أهلِ الله تعالى إلا وأمرَ بما أمرَ اللهُ به ونهى عما نهى الله عنه، أمرَ بالمعروف وَنَهَى عن المنكر، ولم يعكس فيأمر بمنكر أو ينهى عن معروف.

وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية قائلا: تصحيح البدايات أن تلتزم بهمةٍ بما أمرك الله به، وأن تنته عما نهاكَ اللهُ عنه، أي أن تلتزم معالم الشرع الشريف الذى ما أنزله الله للعالمين عبثا ؛وإنما جعله سببا لخيرهم ولحسن معاشهم وارتياشهم ،ولحسن معادهم ورجوعهم إلى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.

وتابع: والالتزام بالشرع الشريف يبدأ بالطهارة فإنها مُقَدِّمَةُ الصلاة، والصلاة عماد الدين وذُرْوَةُ سَنَامِه وأعلى الأمر وخيرُ موضوع والفرق بيننا وبين الكافرين والمشركين. لا يسجد أحد على وجه الأرض لربه إلا المسلمون ،ولا يتوجهون إليه بتلك العبادة إلا هم، فهم خير العابدين جَمَعُوا فى تلك العبادة ما عليه الملائكة الكرام في الملأ الأعلى، فمنهم راكع ،ومنهم ساجد ،ومنهم قائم ،ومنهم تالٍ ،ومنهم ذاكر، ومنهم من يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،ومنهم من يتوجه ،ومنهم من يتعلق ،ومنهم من يخشع، فجمع المسلم بين ذلك كله في صلاته فتوجه إلى القبلة طاهرا خاشعا ؛وسجد لربه راكعا قائما مصليا ذاكرا تاليا مسبحا، فجمع بين أنواع العبادات التي كانت عليها الملائكة ولا زالت في الملأ الأعلى.

وأوضح جمعة أن تصحيح البدايات بأداء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولا يقبل الله ذلك كُلَّهُ إلا بِحُبِّ النبي ﷺ وَحُبِّ آل بيته، فإن حب النبي المصطفى والحبيب المجتبى وحب آل بيته من أركان الإيمان.
لا يقبل الله عدلا ولا صرفا ممن لم يُدْخِلُ حُبَّ النبي قَلْبَه. فإذا دخل حب النبي قلبك فاعلم أنك على الخير وأنك مختوم لك بالسعادة، وإذا كان على غير ذلك فهذا هو الخذلان المبين ؛ويجب عليك أن ترحل مما أنت فيه إلى رضوان الله بأن تحب رسول الله ﷺ، ولا يتم حبه ﷺ إلا بحب أهل بيته، قال صلى الله عليه وآله وسلم "تَرَكْتُ فِيكُم مَا إِنْ تَمَسَّكْتُم بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِى أَبَدًا كِتَابَ الله وَعِتْرَةَ أَهْلِ بَيْتِى"، ترك فينا كتاب الله نهتدى به، وترك فينا عترة أهل بيته نحبهم بحبه، ونوقرهم بتوقيره ،وأن نُحِبُّهُم أكثرَ من حب أهالينا.

وقال المفتي السابق أن من أجل أن الطهارة كانت أول البدايات قالت السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها عندما مات الإمام الشافعي رضى الله تعالى عنه -وكان إمامَ الدنيا وناصرَ السنة وكان من أهل البيت - قالت: "رَحِمَهُ اللهُ كان يحسن الوضوء" فإذا أحسن الوضوء فقد صحح البدايات ؛ ومن صحح البدايات أَنْجَحَ الله له النهايات. فأشارت بالبداية إلى النهاية.

ولفت الى أن بعض الناس القاصرين يظنون أنه يحسن الوضوء أي كأن وضوءه على درجة ضعيفة وبعلم قليل ؛ بل كان يحسن الوضوء أي أنه كان على علمٍ وإخلاص، وكان على الطريقة المحمودة، وكان على الشرع الذي أُمرنا أن نتمسك به، فصار إمامَ الدنيا نَذْكُرُهُ إلى يومنا هذا.
وهو صاحبُ مِصْرِنَا هذا لأنه مدفونٌ فيها. 

ولذلك شاع مذهبه هنا وأصبحت مِصْر من أركانِ المذهبِ الشافعى عَبْرَ التاريخ. كان رَحِمَهُ اللهُ يحسن الوضوء؛ فترحم السيدة نفيسة حكمة وذِكْرُهَا للبدايات حكمة. وفيها إشارة إلى أن نجاح النهايات إنما يكون بتصحيح البدايات .