EN 
منزل هادئ بعيد عن ضجيج الحياة وزحام الشوارع، يشبه إلى حد كبير روحها وسكون قلبها، تفتح هند نافذة المنزل يوميا لتتحس سيارة زوجها «ميني باص _ ميني ڤان»، تراقب من الشباك بتمعن شديد آثار تقلبات الحياة عليها لتلاحظ خدشا على أحد الجوانب تارة، وتارة أخرى "خبطة في الصاج".
بدأت تتأمل حالها وتفكر بمستقبل أولادها فلذة كبدها، أكبرهم بكلية الهندسة جامعة النيل، وأوسطهم بكلية التجارة جامعة القاهرة، وأصغرهم طفلة بالحضانة، مرسومة الملامح البريئة، وخصلات الشعر المضفرة، أبناء في مراحل تعليمية مختلفة حيث وضع على عاتقها مسئولية إعالتهم بعد وفاة الأب بمرض السرطان.
اقرأ أيضًا:
بحثت هند عن باب رزق يكفي حاجتها هي وعائلتها، لتجد ضالتها في سيارة زوجها، فرغم أنها لم تفكر في قيادة سيارة من قبل، لكنها عقدت العزم مستعينة بالله ثم إحدى صديقتها لكي تجيد فن القيادة وبالفعل تعلمت شيئًا فشيئًا حتى سلكت طريقها بمفردها.
وبالرغم من أنها سيارة يمكن العمل عليها كسيارة أجرة لتوصيل الركاب، إلا أنها لم تعمل عليها كوسيلة مواصلات تجنبًا لمضايقات السائقين، التي بالفعل تحدث بالرغم من أنها سيدة تسلك المسار الصحيح على الأسفلت، وتستغل هند سيارتها في توصيل الأوردرات من مكان لآخر بمقابل مادي من صاحب الأوردر.
"بنفذ وصيتي لزوجي"، بعيون تغمرها الدموع قالت هند لـ "صدى البلد"، إنها تتمنى تنفيذ وصيتها لزوجها الراحل، وهي أن تعمل لتلبية احتياجات أبناءها بالرزق الحلال، كما تسعى لتجديد السيارة وتصليح ما بها من عطل.
