الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اغتيالات وانفجارات وفيروس مميت ورحيل ترامب هكذا مضى 2020.. فهل سيختلف 2021 عن سابقه.. وكيف ستمضيه الدول العربية والمنطقة؟

2020.. عام الرعب
2020.. عام الرعب

- محللون: عام 2020 كان استثنائيًا بكل شيء.. لكن للشرق الأوسط كان أسوأ
- أمريكا بدأت العام باغتيال سليماني.. واستكملته الصين بفيروس كورونا 
- أزمات العام السابق لن تنتهي في أهم ملفاته..سوريا ولبنان وليبيا أزمات مستمرة في 2021 
- انتخاب جو بايدن قد يفتح ضفحة جديدة مع  إيران.. لكن ليس كما تريد
- تركيا ليست بعيدة عن الأزمات والملاحقات الدولية وفرض العقوبات.. هكذا يقول  المتابعون
- لماذا تريد أمريكا وأوروبا إعادة إعمار سوريا وإبعاد روسيا والصين؟


كان عام 2020 عامًا سيئًا استثنائيًا بكل شئ بالنسبة للعالم، بسبب جائحة كوفيد -19 ، لكن بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، كان الأمر أسوأ، وهو مايقول إن تبعات العام السابق ستكون مستمرة بالعام الجديد 2021، هكذا رأى محللون سياسيون، عرضوا لرأيهم على منصة أوراسيا ريفيو.

بداية  أمريكية بقتل سليماني
في 3 يناير 2020 ، اغتالت أمريكا  قاسم سليماني ، ثاني أقوى رجل في إيران، في غارة بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد. 

وحول الاغتيال قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقتها إنه أمر بالقتل من أجل المصلحة الوطنية ، ولوقف الحرب، و قال: "كان سليماني يخطط لهجمات وشيكة وشريرة على دبلوماسيين وعسكريين أمريكيين" ، لكنه لم يقدم أي دليل يدعم مزاعمه.

أدى الاغتيال بدلًا من ذلك إلى مخاوف من اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران، والتي دقت أجراس الإنذار في عواصم العالم. 

وتعد الشواطئ الإيرانية هي الساحل الشمالي لمضيق هرمز الاستراتيجي الذي يربط الخليج العربي ببحر العرب، ويمر ثلث الغاز الطبيعي في العالم و 25٪ من استهلاك النفط العالمي عبر مضيق هرمز الذي يمكن أن تغلقه إيران في حالة نشوب الحرب.

وهددت إيران برد متناسب بعد مقتل سليماني لكنها استجابت لنداء ضبط النفس واكتفت بمهاجمة قاعدتين عراقيتين تستضيفان القوات الأمريكية. 

وكما هو متوقع ، لم يُقتل جندي أمريكي واحد في الهجمات التي كان من الممكن أن تدفع أمريكا إلى ضرب إيران.

تراجعت حدة التوترات تدريجيًا ، لكن مع انتهاء العام، خسر ترامب الانتخابات ، وعادت التكهنات بوقوع صراع مسلح مرة أخرى مع إشارات ترامب من فترة لأخرى.

مزيد من العقوبات  
سارعت الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران في أيامها الأخيرة ، قبل أن يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه في 20يناير 2021.

في أواخر ديسمبر، حذر ترامب إيران مرة أخرى وهدد بالحرب، وقال على تويتر إنه يحمل إيران مسؤولية إطلاق الصواريخ على المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد واستهدف السفارة الأمريكية. 

 2020 .. عام الهوس الأمريكي
باختصار ، كان عام 2020 مدفوعًا بالهوس الأمريكي باندلاع حرب مع إيران، وهو ما جعل المنطقة تشعر في عدة مناسبات بأنها قد تدفع إلى حرب أخرى أكثر تدميرًا بما لا يقاس بما سبق.

انتصار بايدن
خفف انتصار بايدن الانتخابي من هذه المخاوف ، لكن حتى في الوقت الذي يخرج فيه ترامب من البيت الأبيض، يواصل ترامب إبقاء المنطقة في حالة تأهب شديد .


كورونا .. الجائحة التي بدأت من الصين
مع إن فيروس كورونا ظهر في ديسمبر 2019، إلا إن أحداثه لم تبزغ وترهب العالم إلا في فبراير ومارس، وأدت طيلة الشهور اللاحقة إلى حالات إغلاق كامل لأغلب دول العالم، ونجم عن الفيروس ضحايا بالملايين ما بين مصابين بلغ عددهم أكثر من 85 مليونًا ومتوفين تجاوزوا المليون والثمان مائة ألف حالة، والحصيلة مازالت مستمرة في 2021.

أزمة لبنان
وفي لبنان، كان الأمر صعبًا، حيث حاول اللبنانيون تغيير النظام السياسي ،من نظام تقاسم السلطة القائم على الطائفة إلى حكومة تكنوقراطية مكونة من رجال ونساء شرفاء يمكنهم حماية البلاد من الانهيار الاقتصادي، إلا إن الأمر انتهى بفقدان العملة 80٪ من قيمتها ، وبطالة على نطاق واسع ، وأصبح اللبنانيون هم المراكب الجديدة على البحر الأبيض المتوسط ​الباحثين عن ملجأ في أوروبا، إضافة إلى انفجار ميناء بيروت الذي خلف دمارًا في أجزاء كبيرة من المدينة التاريخية. 

سوريا المنهارة
انهار الاقتصاد وظهرت آثاره أيضا في سوريا المجاورة، وادعت العديد من الشركات السورية أنها وفرت الأموال في البنوك اللبنانية ، لكن مع فرض هذه البنوك ضوابط على رأس المال ، تم حظر أموالها أيضًا .

سوريا ، التي مزقتها تسع سنوات طويلة من الحرب ، في حاجة ماسة إلى إعادة بناء بنيتها التحتية الأساسية، لكن  فرضت أمريكا عقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ، ومع ذلك ، منعت أي دولة ثالثة ، بما في ذلك حلفاء الأسد روسيا والصين والهند ، من الاستثمار في سوريا.

تشعر أمريكا والعديد في أوروبا أن أموال إعادة الإعمار هي النفوذ الوحيد الذي لديهم على الأسد لممارسة الضغط عليه، ومحاولة تطويع الوضع في سوريا ليتوائم معهم.

آلام السوريين مستمرة
لازالت آلام السوريين مستمرة في 2021، حيث سيكافحون  الارتفاع المتسارع في حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 وأزمة الجوع المتكررة، حيث يقف السوريون في طوابير أمام المخابز لساعات متتالية لشراء الخبز المدعوم، بسبب عدم وجوده في المتاجر، و لا تلوح في الأفق نهاية لمعاناتهم.

وبالعودة إلى إيران التي من المتوقع أن تشهد في عام 2021 ذوبان الجليد في العلاقات مع الولايات المتحدة،  فإن أي تغيير سيكون تدريجيًا للغاية، ولن يكون كما تود إيران.

تركيا ضمن وحل الأزمات
إلى ذلك،  من المتوقع خلال العام البادي 2021، أن تزداد الأزمة الاقتصادية في لبنان وسوريا سوءًا ولا أمل في أن تنهي الأطراف المتحاربة في ليبيا واليمن صراعاتهما، وهو ما يقول إن  مستقبل المنطقة سيكون قاتمًا في بعض دوله، بما فيها تركيا التي فرضت أمريكا عليها عقوبات بسبب منظومة الدفاع الجوي إس-400، إضافة إلى التهديد الأوروبي بفرض عقوبات عليها لاختراقها البروتوكولات الدولية، ورغبتها في الاستيلاء على غاز المتوسط.