أغرب ليلة في تاريخ أمريكا.. الكونجرس يصدق على فوز بايدن بعد ساعات من اقتحام مبناه.. الاستقالات تزلزل إدارة ترامب.. والحكومة تدرس عزل الرئيس بتهمة تحريض أنصاره على العنف

ليلة طويلة قضتها العاصمة الأمريكية واشنطن وتحولت فيها إلى مسرح فوضى غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي، فوضى عصفت بقلب عرين التقاليد الديمقراطية والمؤسسية الأمريكية الراسخة، بعدما اقتحمت جحافل من أنصار الرئيس الامريكي دونالد ترامب مبنى الكونجرس بالتزامن مع جلسة التصديق على نتيجة الانتخابات الرئاسية.

وصدق الكونجرس على نتائج تصويت عدد من الولايات الأمريكية في المجمع الانتخابي ضمنت للرئيس المنتخب جو بايدن أكثر من 270 صوتًا من أصوات ناخبي المجمع، وهو الحد الأدنى من عدد الأصوات المطلوبة للفوز برئاسة الولايات المتحدة.

وكانت أغلبية أعضاء الكونجرس قد رفضت اعتراض أعضاء جمهوريين على نتائج الانتخابات في ولايات بنسلفانيا ونيفادا وميشيجان وأريزونا.

وأعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أنه سيكون هناك انتقال منظم للسلطة في 20 يناير، الموعد المحدد لتنصيب الرئيس الأمريكي الجديد.

وأضاف ترامب "قرار إعلان فوز بايدن يمثل نهاية أعظم ولاية أولى في تاريخ الرئاسة، وتسليم السلطة لبايدن بداية كفاحنا لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".

وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن مات بوتينجر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، قدم استقالته احتجاجًا على أحداث العنف التي شهدها مبنى الكونجرس ومحيطه في العاصمة واشنطن أثناء جلسة التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية.

وأفادت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية، اليوم الخميس، بأن عدد من كبار مساعدي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، بمن فيهم مستشار الأمن القومي، روبرت أوبراين، يخططون للاستقالة من مناصبهم، بسبب رد فعل ترامب على أعمال العنف التي استهدفت مبنى الكونجرس اليوم.

وأشارت "سي.إن.إن" إلى أن السكرتيرة الاجتماعية للبيت الأبيض، آنا كريستينا ريكي، قدمت استقالتها بسبب أعمال العنف التي وقعت في الكونجرس اليوم، حيث شغلت ريكي منصبها في فبراير عام 2017.

واستقالت ستيفاني جريشام كبيرة موظفي السيدة الأولى، وكذلك سارة ماتيوس، نائبة المتحدث الصحفي باسم البيت الأبيض، بعدما اقتحم أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس لمنع التصديق على نتائج انتخابات الرئاسة.

وأعلنت عمدة العاصمة الأمريكية واشنطن، موريل بروزير، تمديد حالة الطوارئ 15 يوما في أعقاب أعمال الشغب التي أدت إلى اقتحام مؤيدين للرئيس دونالد ترامب مبنى الكونجرس.

وبحسب قناة "سي إن إن"، يعني تمديد حالة الطوارئ 15 يوما أنها ستستمر إلى ما بعد يوم تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في الـ20 من يناير الجاري.

وقالت العمدة إن هؤلاء الذين اقتحموا مبنى الكونجرس "سعوا لتعطيل عمل الكونجرس فيما يتعلق بعملية قبول والتصديق على أصوات المجمع الانتخابي."

وقال رئيس شرطة العاصمة الأمريكية واشنطن روبرت ج.كونتي، إن 4 أشخاص لقوا حتفهم، بينهم امرأة، خلال الاحتجاجات أمام مبنى الكونجرس الأمريكي الليلة الماضية.

وأضاف كونتي ـ حسبما أفادت قناة (الحرة) الأمريكية اليوم الخميس، أنه تم اعتقال 52 شخصا، بعد أن اقتحم أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكابيتول في محاولة غير مسبوقة لمنع الكونجرس من التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن في الانتخابات.

وأكد رئيس شرطة واشنطن بالإنابة، أن السيدة التي توفيت في العاصمة تعرضت لإطلاق نار من قبل أحد أفراد الشرطة المكلفة بحماية الكونجرس، مضيفا أن التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث.

واستأنف الكونجرس فجر اليوم جلسته للتصديق على نتائج الانتخابات الأمريكية، التي أفضت إلى فوز الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، وذلك بعد تعليقها عقب اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب لمبنى الكونجرس، ما دفع النواب الأمريكيين إلى الهرب.

من جانبه، اعتبر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، أن ترامب يتحمل المسؤولية الكاملة عن أعمال العنف التي وقعت اليوم، مشيرًا إلى أن الأحداث التي شهدتها واشنطن اليوم، لم تكن لتحدث لولا وجود ترامب.

وفي وقت سابق، اقتحمت حشود من أنصار الرئيس دونالد ترامب الحواجز التي وضعتها الشرطة حول مبنى الكونجرس. وصعد أنصار الرئيس الأمريكي إلى الباحة الرئيسية للمبنى، ورفعوا أعلاما مناصرة لترامب، ورددوا هتافات رافضة لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أسفرت عن فوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن.

واستدعت السلطات الأمريكية وحدات الحرس الوطني في واشنطن العاصمة وولايات أخرى للتدخل ومساعدة الشرطة ووكالات أمنية أخرى في السيطرة على الاحتجاجات داخل الكونجرس وفي محيطه. 

على خلفية اقتحام الكونجرس من جانب أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وارتكابهم أعمال شغب وعنف داخل المبنى وفي محيطه، بدأت الأحاديث تدور في أوساط نواب الكونجرس عن تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي، والذي يجيز عزل الرئيس في حالات محددة.

وبحسب وكالة "رويترز"، حمّل العديد من السياسيين الأمريكيين، بينهم جمهوريون من حزب ترامب، الأخير مسئولية أعمال العنف والشغب في الكونجرس ومحيطه، أثناء الجلسة المشتركة لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ للتصديق على نتيجة تصويت المجمع الانتخابي في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس المنتخب جو بايدن.

ونقلت الوكالة عن مصادر أن مناقشات مبدئية جرت بين وزراء الحكومة الأمريكية ومسئولين موالين لترامب بشأن تفعيل التعديل 25.

وأوضحت الوكالة أن هناك طريقتين لعزل الرئيس الأمريكي من منصبه: محاكمة عزل في الكونجرس يتم التصويت خلالها في كل من مجلسي النواب والشيوخ بأغلبية الثلثين على عزل الرئيس، أو تفعيل التعديل 25 للدستور، وفي كلتا الحالتين يتولى نائب الرئيس مهام منصب الرئيس حتى نهاية الفترة الرئاسية.

ولتفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور، سيتوجب على نائب الرئيس مايك بنس وأغلبية وزراء الحكومة إعلان عجز ترامب عن أداء مهام عمله، ومن ثم عزله وتولي بنس مهام الرئاسة حتى نهاية فترة ترامب المقررة في 20 يناير الجاري.

ويمكن لترامب بعد ذلك إعلان أنه قادر على استئناف مهام عمله، وفي حالة عدم اعتراض بنس وأغلبية وزراء الحكومة يمكن أن يعود الرئيس بالفعل إلى ممارسة مهام منصبه، أما في حالة اعتراض بنس وأغلبية وزراء الحكومة فسيُحال الأمر إلى الكونجرس للتصويت على صلاحية الرئيس للعودة إلى منصبه، وإلى أن يبت الكونجرس في الأمر يظل نائب الرئيس يمارس صلاحيات الرئيس.

ولكي يعود الرئيس إلى تولي منصبه يتوجب تصويت أكثر من ثلثي أعضاء كل من مجلسي النواب والشيوخ لصالحه، لكن يمكن للكونجرس وقد هيمن الديمقراطيون على الأغلبية في مجلسيه إرجاء التصويت على عودة ترامب حتى انتهاء ولايته الرئاسية في موعدها المحدد 20 يناير.