الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جنة على أرض العاصمة.. حكاية بحيرة عين الصيرة ونقل المنطقة في ثوب جديد للعالم.. شاهد

تطيور منطقة بحيرة
تطيور منطقة بحيرة عين الصيرة

خلعت محافظة القاهرة ثوب العشوائية وارتدت ملابس الجمال والفخامة ، فهي في طريقها إلى القاهرة الخديوية التي تحاكى بها العالم في خمسينيات القرن الماضي بل وأكثر لتكون قاهرة الألفية الثالثة.

بداية الأمل جاءت مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية البلاد ، قرر الرئيس استعادة القاهرة الجميلة التي دفنتها العشوائية والمناطق غير المخططة والتعديات التي لا حصر لها ، وذلك من خلال عدة محاور قامت على حزمة مشروعات شملت تطوير المناطق العشوائية وتسكين قاطنيها في مساكن آدمية وتجميل القاهرة الخديوية علاوة على المناطق التراثية والتاريخية والآثرية فضلا عن كورنيش النيل الذي سيجعل القاهرة قبلة السياح من جميع أنحاء العالم.

ولنسلط الضوء على مشروع من أهم المشروعات في القاهرة ألا وهو مشروع تطوير بحيرة عين الحياة والمناطق المحيطة بها ، حيث تستعد محافظة القاهرة لافتتاح جنتها الجديدة قريبا  بعد أن تحولت من بؤرة عشوائية ممتلئة بالقمامة والحيوانات النافقة إلى مشهد جمالي يغازل العيون ويريح القلوب.

بالتعاون مع وزارة الإسكان ووزارة السياحة عملت المحافظة على تطوير منطقة عين الحياة المحيطة ببحيرة عين الصيرة وتطهير وتجميل البحيرة ذاتها ، حيث جرى إنشاء ممشى سياحى بكامل محيط البحيرة، بعد تدبيشها وتطهيرها بطول 2 كيلو متر ، إضافة إلى إنشاء مرسى للقوارب بالبحيرة ومسرح مكشوف ونافورة ، وفندق على مساحة 265 ألف متر مربع.

كما يجري انشاء بعض المطاعم بتصميم مستوحى من طبيعة المكان التاريخية ويتناسق مع التطوير المنتظر في منطقة سور مجرى العيون ليتم تحويل المنطقة لتكون مزارا سياحيا هاما ، حيث روعي في المخطط  التناسق مع القاهرة التاريخية كموقع تراث عالمي،  ما يخلق مقصدا سياحيا تاريخيا استثنائيا، يشجع الأنشطة المختلطة التي تتناسب مع طبيعة المنطقة التاريخية.

لم يقتصر المخطط على ذلك فحسب ، ضم أيضا طريق الفسطاط أمام متحف الحضارات الذي سيتم نقل المومياوات الملكية له، وفتح امتداد له ليصل إلى طريق الأوتوستراد، كما يتم تطوير طريق عين الحياة وربطه بطريق الخيالة والطريق الدائري، علاوة على فتح طريق جديد داخل حديقة الفسطاط يصل بين صلاح سالم وطريق الفسطاط ، فضلا عن إنشاء 6 كبارى فى منطقة الفسطاط لربط المنطقة بالطريق الدائري وطريقي صلاح سالم والاوتوستراد، والعاشر من رمضان.

محور عين الحياة المروري جاء كغيره من مشروعات تطوير الطرق التي شهدتها المحافظة في الشرق والغرب ، والتي تهدف لتحقيق السيولة المرورية وتقليص المسافات وأوقات الرحلات في إطار مشروع تطوير العاصمة التراثية والسياحية والجمالية حيث ستمكن هذه المحاور من الدخول من وإلى وداخل العاصمة في دقائق معدودة بدلا من ساعات .

 المشروع عبارة عن 2 كوبري، الأول هو كوبري عين الصيرة ويربط طريق صلاح سالم بالطريق الدائري حيث يبدأ من أمام بحيرة عين الحياة ويمر عبر طريق الخيالة مُتجهًا إلى منطقة بئر أم سلطان حتى الطريق الدائري، ويمر الكوبري عموديا فوق الكوبري الثاني ، وهي يمثل نقلة نوعية في المنطقة .

أما الكوبري الثاني، فيبدأ من أمام متحف الحضارة للقادم من طريق الكورنيش ويمر عبر منطقة الإمام الليثي والإمام الشافعي، ثم شارع الكردي ويستمر حتى المرور فوق كوبري التونسي ليلتقي بطريق الأوتوستراد ، ومنه إلى أقصى شرق القاهرة ليسهل الذهاب والإياب للتجمع الخامس والمدن الجديدة.

وأكد مصدر بمحافظة القاهرة في تصريح خاص لـ صدى البلد إنه سيتم افتتاح المحور خلال أسبوع ، لتكون بداية افتتاح شامل لجنة جديدة لم تشهدها محافظة القاهرة من قبل.

ونعود مرة أخري لمشروع تطوير البحيرة ، المشروع تصل مساحته الإجمالية لنحو 265 ألف متر2؛ أي63 فدانًا، ويضم مشهد "آل طباطبا"، ومطاعم وكافيتريات، وقسم شرطة، وشرطة السياحة والآثار، ومسرحًا مفتوحًا، والمتحف القومي للحضارة، وأماكن انتظار سيارات، إلى جانب إقامة عدد من الفنادق.

عقب صدور قرار من مجلس الوزراء في يوليو 2019 الخاص بإزالة الإشغالات والمنشآت حول بحيرة عين الصيرة والمتحف القومي للحضارة المصرية والتي من ضمنها قسم شرطة مصر القديمة، ومبنى شرطة السياحة والآثار، ونادي الأبطال، ومركز شباب الإمام الليثي، ومنطقة عين الحياة، ومحطة خدمة وتمويل السيارات؛ وذلك بغرض إعادة تخطيط وتطوير المنطقة حول البحيرة والمتحف، تم إزالة العشوائيات بمنطقة عين الحياة، وتم إزالة قسم شرطة مصر القديمة، كما تم إزالة مركز شباب الإمام الليثي.

الأعمال شملت التكريك والقطع في التربة العادية والصخرية لتوسعة البحيرة، كما تمت أعمال الردم وأعمال التدبيش، و فيما يتعلق بأعمال اللاند سكيب والإنشاءات وأعمال النوافير؛ فقد تم الانتهاء من أعمال الرفع المساحي والميزانية الشبكية بعد انتهاء شركة الكراكات من أعمالها، كما تم رفع المخلفات من الموقع وأعمال التسوية بمساحة 123566 متر مسطح، وجار توريد وفرد تربة الإحلال لتشكيل الميول الخاصة باللاند سكيب، وتصل الكمية التي تم فردها إلى 70000 متر3 من إجمالي 85000 متر3.
كما يجرى تركيب مكونات النوافير وهي 13 نافورة بارتفاع 2.5م خلف المسرح، بالإضافة إلى 4 مجاميع مكونة من نافورة كبيرة بارتفاع 8م وحولها 8 نافورات بارتفاع 2,5 م، كما أنه جار تركيب شبكة الري العادية لري الأشجار والنخيل، وفي الوقت نفسه يجري تنفيذ أعمال زراعة النجيلة والنخيل والأشجار شاملة شبكة الري بالرش والتنقيط، إلى جانب أنه جار حاليًا تنفيذ طبقات الإحلال للمشايات الرئيسية والفرعية.

المنطقة يتغير وجهها كاملا للأفضل، وستصبح مزارًا سياحيًا بعد أعمال التطوير غير المسبوقة التي تتم بها حيث تحولت من خرابة إلى جنة خضراء، وذلك بعد اقتراب الانتهاء من المشروع ، حيث ظهر محيط البحيرة بشكل جمالى رائع يعكس مدى اهتمام الدولة بتطوير المناطق العشوائية والاستفادة من الامكانيات والمزايا الجغرافية بالعاصمة، والسعى نحو عودة المكانة التاريخية والحضارية لمحافظة القاهرة.

بلغت نسبة الإنجاز الإجمالية في مشروع تطوير منطقة عين الصيرة، ما يزيد على 85 %، ويضم المشروع 3 مطاعم، ومنطقة الكافتيريا أمام متحف الحضارة، وملاهي الأطفال، وساحة الشاي، وحمامات، وموقف سيارات، ومنطقة جلسات الكافتيريا بالجزيرة، ومناطق جلسات بمنطقة اللسان.

جارٍ أيضًا تنفيذ مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون، بمساحة 95 فدانًا، وتشمل أعمال التطوير تنفيذ عمارات سكنية، ومول تجاري فندقي، ومطاعم، وكافيتريات، وبازارات سياحية، وغيرها، ويجرى حاليًا صب سقف الدور الخامس ببعض العمارات السكنية.

هذا التطوير المتكامل سيكون بجوار مسار أل بيت النبى بمنطقة مصر القديمة بجوار مجمع الأديان ، والتي تشهد أيضا ثورة تطويرية ستجعل المنطقة مزرارا سياحيا عالميا يتاحكي به العالم أجمع هنا في قاهرة المعز.