الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترددت فى البداية.. مغسل موتى كورونا: غسلت 40 حالة واعتبرتها مهمة إنسانية.. صور

صدى البلد

فى الوقت الذى أغلق الكثير من المواطنين أبواب منازلهم على أنفسهم وأسرهم خشية الإصابة بـ فيروس كورونا المستجد، قررت فئة من الناس أن تتصدر المشهد بشجاعة وشهامة وأن تحمل أرواحها فوق أكتافها، لمساعدة الآخرين فى المحنة التى زرعت الرعب فى القلوب، وكان فى مقدمة هذه الفئات، مغسلو الموتى.


تغسيل الموتى فى المعتاد من الأمور التى يتحاشاها الكثير من الناس، خوفًا ورهبة من الموت، لكن رغم قلة عددهم إلا أن القرى و الأحياء المختلفة لا تخلو من مغسل أو أكثر فى المكان الواحد، ففى النهاية لن يكون هناك ضرر مؤكد جراء عملية التغسيل والتكفين، بخلاف موتى فيروس كورونا التى تضاربت التصريحات العلمية والطبية مع الشائعات، ليزداد الأمر غموضًا حول انتقال العدوى من عدمه، و تتزايد مخاوف كل من يحاول القيام بهذه المهمة الشاقة.


خطورة و صعوبة المهمة، لم يمنع عددا محدودا من التصدى لهذه المهمة الإنسانية أو الانتحارية كما يصفها البعض، و من ضمن هذه النماذج الشيخ ضياء ربيع فريد جاد المولى، مدرس معهد قفط الابتدائى الأزهرى بقنا، والذى قرر أن يخوض التجربة مستعينًا بالله ومتطوعًا لوجه الله تعالى.


بدايته مع تغسيل موتى كورونا بدأت من مستشفى قفط التعليمى، الذى بحث عن متطوع لهذه المهمة الشاقة، فبعث إلى مدرس الأزهر المشهور بتطوعه فى تغسيل الموتى، ليستعين به فى تغسيل أحد الموتى المتوفين بفيروس كورونا، لاستكمال إجراءات تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير، و رغم صعوبة الأمر فى البداية إلا أنه قرر خوض التجربة لوجه الله تعالى.


بعد أول تغسيل أول حالة ومرور الأمر بسلام، كان من السهل قبول المهمة الإنسانية فى أى مكان آخر، وهو ما جعله المقصد الأول لتغسيل مثل هذه الحالات التى يخشاها الكثير حتى أقرب المقربين من المتوفين بالكورونا.


رقى المهمة و شجاعة القائم بها، و التى تستدعى أن يُكرم صاحبها بأعلى الأوسمة و أرقى الجوائز، لم يسلم أصحابها من حالة تنمر خفية و تجنب الإقتراب منهم أو الالتقاء بهم خوفًا من حملهم لفيروس كورونا القاتل، وهو ما ترك أثرًا نفسيًا فى البداية لدى القائمين بهذه المهمة الانتحارية.


قال ضياء ربيع فريد جادالمولى، مدرس معهد قفط الابتدائى الأزهرى، و شهرته أبوعلى، بدأت فى هذه مهمة تغسيل الموتى بمدينة قفط و القرى المحيطة بها، متطوعًا لوجه الله، قبل جائحة كورونا و كان الأمر طبيعيا و معتادا، إلى أن حلت الجائحة، و تغير الأمر تمامًا و أصبح مجرد حضور جنازة متوفى بفيروس كورونا من المحظورات، فكيف بتغسيل متوفى بكورونا.


وتابع جاد المولى، كانت البداية مع نفسي المتوفين بكورونا باتصال من مستشفى قفط التعليمى وكان مدير المكافحة الدكتور ناصر الزوينى، الذى حمسنى وشجعنى لهذا العمل و دعمنى معنويا، و ماديًا بتوفير المواد و الأدوات اللازمة لعملية التغسيل و الوقاية، و كان الأمر فى بدايته مقلقا للغاية، ليس على المستوى الشخصى فحسب، لكن أيضا على مستوى الأسرة و المجتمع، إلى أن وفقنى الله لتغسيل و تكفين أول حالة بمستشفى قفط التعليمى، و لم يتوان أحد من العاملين بها فى تقديم يد العون والمساعدة فالكل و قف وقفة رجال.


واستطرد أبوعلى، ادخل للغرفة المخصصة للغسل، بعد الوضوء ارتدى الأشياء الموفرة لعملية التغسيل، و بعد وضع المتوفى على خشبة الغسل يقوم عامل بالمستشفى بتعقيم وتطهير الجثمان لمدة محدودة، و أقوم أنا وزملائي بارتداء الأدوات الوقائية المتاحة لتجنب العدوى بقدر الإمكان، بعدها أبدأ بتغسيل المتوفى غسلا شرعيا، كما تعلمناه من الكتاب و السنه النبوية، وبعد ذلك نضع المتوفى فى المكان الصحيح بتعليمات من إدارة المستشفى و تسليمه بعد ذلك لأهله لدفنه فى المقابر المخصصة لهم.


وأضاف أبوعلى، فى البداية كان الأمر مقلقا للغاية، و البعض يطلب منى الإبتعاد عن هذه خوفًا على أبنائى، لكننى اتخذت القرار باستكمال المهمة، مع أخذ جميع الإجراءات الوقائية، وحرصًا على أسرتى وأبنائى، أعقم نفسى كليًا داخل المستشفى و بمجرد دخول للمنزل اقوم لتعقيم نفسى أكثر من مرة كإجراء احترازي.


وأوضح أبوعلى، إلى أن هذه المهمة التطوعية يشاركه فيها آخرون أبرزهم محمد أبو تل ومحمود سليمان، حيث لا يتأخرون معه فى أي وقت بأى مكان يذهبون إليه، داعيًا الله تعالى أن يجازيهم كل خير، و أن يحفظ مصر من الوباء و البلاء.


وأشار جادالمولى، إلى أن عدد حالات كورونا التى غسلها وكفنها خلال الفترة الماضية، لا تتعدى 40 حالة، أما الحالات العادية فلا حصر لهم، لافتًا إلى أنه حال شعوره بأى أعراض يتواصل مباشرة مع الأطباء الذين لا يتأخرون فى المتابعة والتشخيص.


اقرأ أيضًا :

قنا تحرر 2650 غرامة فورية لعدم ارتداء كمامات خلال أسبوع

تعافى وخروج 7 حالات مصابة بكورونا من مستشفى قفط التعليمي