الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدير مؤسسة اليابان الثقافية بالقاهرة: مصر من أهم دول المنطقة وأهلها ودودون.. أحب الطعمية والملوخية والكشري.. وأجمل رحلة في حياتي كانت من الأقصر لأسوان عبر النيل.. ومن الصعب عرض مسلسل كـ أوشين مرة أخرى

مدير مكتب مؤسسة اليابان
مدير مكتب مؤسسة اليابان بالقاهرة خلال تكريمه في صدى البلد

  • مدير مؤسسة اليابان الثقافية لـ "صدى البلد":
  • لدينا مكتب وحيد في قارة أفريقيا والشرق الأوسط مقره القاهرة
  • الفضائيات المصرية تريد عرض الدراما اليابانية بمقابل في حين المؤسسة تقدمها لهم مجانا
  • فن تنسيق الزهور الياباني في الأصل طقس ديني بوذي
  • قبل زيارة مصر تخيلت أن المصريين عمالقة ولهم شوارب
  • صلوات المصريين وقربهم من الخالق 5 مرات لفت انتباهي بشدة


أكد يو فوكازاوا، مدير مكتب مؤسسة اليابان الثقافية بالقاهرة، أن مهمة المؤسسة هي تعزيز العلاقات بين اليابان والدول الأخرى، وبناء الثقة بين الشعوب، وتفعيل منصة للتعريف باليابان، ولكي يتحقق هذا الهدف دشنت طوكيو حوالي 25 مكتبا في 24 دولة من بينها مصر.


وقال فوكازاوا -خلال ندوة له في ضيافة موقع "صدى البلد"- الاثنين الماضي، إن هناك مكتبا واحدا فقط في قارة أفريقيا وهو الموجود في القاهرة، والسبب في وجوده هنا هو أن الحضارة ولدت في مصر وكذلك لاعتبار أن مصر هي نافذة للعالمين العربي، والإسلامي.. كما أن وجود هذا المكتب بالقاهرة يأتي تأكيدا لمكانة مصر كــ مركز ثقافي وحضاري رئيسي في المنطقة بالكامل، ومعظم الشعوب في هذه المنطقة على غير دراية كاملة باليابان وثقافتها.


وأضاف مدير مكتب مؤسسة اليابان أن نشاطات المكتب تتركز حول ثلاثة مجالات هي: الفن والثقافة - ومن ضمنها تعليم اللغة اليابانية - والحوار العقلي، مشيرا إلى أنه يعمل في مصر في منصبه كمدير للمؤسسة منذ حوالي 3 سنوات وأربعة أشهر، ويستمتع بإقامته بالقاهرة والزخم الثقافي بها، وخلال الأيام الماضية أقيم معرض بدار الأوبرا المصرية برعاية المؤسسة، حيث تم عرض الأعمال الفنية المطبوعة في اليابان في فترة السبعينات من القرن الماضي، وهذا المعرض هو معرض جائل وبه الكثير من المتنوعات المعروضة.


وأوضح أن المعرض أقيم برعاية مؤسسة اليابان، فرع الفنون الجميلة وبدأ يوم 17 ديسمبر 2020 واستمر حتى الاثنين 4 يناير 2021، وكان عنوانه "ما وراء الصورة" مطبوعات فوتوغرافية يابانية من فترة السبعينات"، وهو عن الصور الفوتوغرافية المعاصرة لهذه الفترة، وشمل 30 عملا لحوالي 18 فنانا وأقيم بقاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا، وهذه هي المجموعة الخاصة لمؤسسة اليابان، وكان عبارة عن معروضات لفن الطباعة بقوالب خشبية "أوكيويوه" ولكن الفنانين المعاصرين الحاليين يقومون الآن بطباعة الصور الفوتوغرافية- طباعة من الورق والقطن والنحاس والحجر، وكان فن تحويل الصور صعب جدا خلال تللك الفترة.


وأوضح فوكازاوا أن هذا الفن كان له تأثير عظيم على الحركة الفنية في أوروبا في نهاية القرن التاسع عشر، ومن أبرز الفنانين الذين تأثروا بهذا الفن كان الفنان الهولندي فان جوخ، وهو ما ظهر جليا في تعليقات الفنانين المصريين خلال المعرض بأنه كان رائعا، خاصة الدكتور محمد أبو النجا الذي أكد أنه كان معرضا فريدا لم يسبق أن أقيم مثيل له.


وذكر فوكازاوا أن نشاطات المؤسسة تشمل أيضا، إقامة مهرجان اليابان للأفلام ومعارض الفنون الجميلة والحفلات الراقصة من الفن الياباني الشعبي، ومهرجان إيجي كوم، الذي كان يلقى قبولا في مصر خلال إقامته قبل كورونا.


وقال: "نساهم في تعليم اللغة اليابانية لحوالي 200 طالب كل عام في القاهرة والإسكندرية، ونتعاون مع الجامعات المصرية مثل جامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية، كما أننا نقيم دورات خاصة بنا أيضا، ونعقد ورش عمل لمدرسي اللغة اليابانية، والمجال الثالث الخاص بالحوار العقلي نٌحضر من خلاله علماء يابانيين للجامعات المصرية للتدريس والتعريف باليابان وكذلك نرسل معلمين من اليابان إلى مصر وكذلك هناك زمالات بين الجانبين".


وأضاف أن مؤسسة اليابان تدعو أيضا الأساتذة المتخصصين لزيارة مصر والجامعات وعقد محاضرات ومن خلال منح لليابان، إلا أن فيروس كورونا غير الكثير من أنشطة المؤسسة وكل المنظمات الثقافية عانت بسبب ذلك، و"على سبيل المثال فإن أنشطتنا.. دورات اللغات الخاصة باللغة اليابانية تحولت لدورات عبر الإنترنت وكذلك الفنانيين اليابانيين الذين كنا نستقدمهم لإقامة حفلات في مصر فعلوا ذلك من خلال الإنترنت، وكذلك أسبوع الأفلام اليابانية سنقيمه في شهر مارس 2021عبر الإنترنت "أونلاين"، وكذلك الأعمال الفنية والترجمة والمسرحيات نحاول ترجمتها للغة العربية حتى يقوم الفنانون بقراءتها والتعرف عليها وتحويلها لأعمال فنية فيما بعد".


وأكد أن المؤسسة لديها دورات خاصة لتعليم اللغة اليابانية وتقدم دورات مجانية للمصريين في كل مكان ولو لدى أي مواطن اتصال بالإنترنت يمكنك أن يحصل على دورة اللغة اليابانية، وهناك جلسات تدريبية للجميع، وهناك مدرس ياباني يتحدث العربية وبالتالي يسهل عملية تعليم اللغة اليابانية.


وأشار يو فوكازاوا، مدير مكتب مؤسسة اليابان الثقافية بالقاهرة، إلى أن المؤسسة تقوم حاليا في ظل هذه الظروف الخاصة بانتشار فيروس كورونا، بالاستعانة بمدرسين مصريين لتعليم ثقافة وطقوس إعداد الشاي الياباني، بديلا عن المعلمين اليابانيين، وكذلك تنسيق الزهور والأنواع المختلفة من الثقافة اليابانية لحين انتهاء الجائحة.


وأوضح أن هناك أمورا في الثقافة اليابانية لا تتعلق فقط بالشكل ولكن بروح الثقافة اليابانية، فمثلا أثناء تناول الشاي الياباني يجلس الأشخاص في مكان وغرفة صغيرة على مقاعد مصنوعة من قش الأرز، وهناك أيضا طقوس تتعلق بإظهار كرم الضيافة اليابانية، وكل هذه أمور لها علاقة بالشكل، ولكن الهدف الرئيسي من تقديم الشاي هو الوصول لمرحلة كبيرة من السلام الداخلي، أي ما يكمن وراء الصورة، وهو الهدف الرئيسي للثقافة اليابانية والذي تسعى المؤسسة أن يصل إليه الناس من خلال هذا المفهوم.


وأكد يو فوكازاوا، مدير مكتب مؤسسة اليابان الثقافية بالقاهرة، أن المؤسسة تقيم كل عام أسبوعا للأفلام اليابانية في شهر مارس، وكل سنة تحضر المؤسسة 4 أو 5 أفلام يابانية للعرض بالقاهرة، لكن هذا العام بسبب "كوفيد 19 ستجلب 25 إلى 30 فيلما تعرض عبر الإنترنت، ويمكن للجمهور أن يشاهدها مجانا في أي مكان في مصر.


وقال إنه فيما يخص الدراما اليابانية تقوم المؤسسة حاليا بترجمة وتعريب كثير من الأعمال الدرامية اليابانية والمسرحيات للعرض باللغة العربية، ويقوم المكتب الرئيسي في طوكيو على هذا الأمر ويجمع هذه المسرحيات في كتب لتمكين العاملين في قطاع الإنتاج في مصر من تحويلها لأعمال فنية وقتما يشاؤون.


وذكر أنه فيما يخص عرض مسلسل مثل "أوشين" الشهير، في محطات التلفزة المصرية، فالأمر صعب جدا لأن قنوات التليفزيون لا تهتم كثيرا بعرض الأعمال اليابانية، بل إن بعضها يطالب بمقابل مادي، وفي الحقيقة مؤسسة اليابان غير ربحية وتنفق على ترجمة هذه الأعمال، وتعرض هذه الأعمال مجانا.


وحول فن تنسيق الزهور الياباني قال "فوكازاوا" إنه يختلف كلية عن نفس الفن في العالم الغربي، وإن تنسيق الزهور في اليابان يعلم الالتزام، ونتج عن شعيرة وطقس بوذي وهو تقديم الزهور للموتى، ومن هنا يبدو الفن مختلف بشكل تام.


وأوضح أن الغرض من تنسيق الزهور الياباني هو تهذيب النفس، وإكساب الصفات والمسلك الحسن وهو الدور الرئيسي لتعليم فن تنسيق الزهور، كما تتميز الحدائق اليابانية بالبساطة والتواضع وتعتمد على الحصى والأحجار فقط دون وجود أزهار أو أشجار وتبدو أحادية اللون دون تنوع كبير في النباتات.


وأوضح أنه وبالنسبة للمنح تقدم مؤسسة اليابان برامج زمالة ومنح للطلاب المصريين وكان هناك برامج زمالة عديدة تقدم لدارسي ومدرسي اللغة اليابانية، لكن بسبب عوامل مقيدة للميزانية أصبح هذا البرنامج موقوفا مؤقتا، إلا أن هناك منحا أخرى للدارسين لمختلف العلوم اليابانية في الاقتصاد والتاريخ والسياسة، وبرامج منح خاصة باللغة للمدرسين والطلبة لزيارة اليابان، ويمكن للطلبة أن يذهبوا للسفارة مباشرة.


وأشار إلى أنه بالنسبة للثقافة اليابانية فهي تتميز بأنها جزء من ثقافة الشرق الأقصى وبعيدة تماما عن العالم الغربي، وبالفعل هي فريدة من نوعها وبعيدة عن التمازج مع الثقافة الغربية وهناك مثال لذلك في رياضة الجودو والكاراتيه، فهي أصلا رياضات للدفاع عن النفس، ومعظم الرياضات اليابانية دفاعية وليست هجومية والمهم في هذا النوع من الرياضات أن الممارس ينظر لنفسه من الداخل ويتعلم كيف يدافع عن نفسه دون أن يؤذي طرفا آخر، وهو عكس الرؤية الغربية التي تبحث عن المكسب فقط والفوز في أي مواجهة.


وقال إن الموسيقى هي موضوعه المفضل، ومنذ عدة سنوات قامت المؤسسة بدعوة "ديو جوتو" وهو عازف كمان ياباني شاب شهير جدا للقاهرة وقام بتقديم حفل موسيقى مع فرقة أوركسترا القاهرة السيمفوني في كل من القاهرة والإسكندرية، وكذلك أقامت المؤسسة حفل طبول في الأوبرا، وتحاول أن تأتي بأفضل وأكبر عدد ممكن من الفنانين اليابانيين لتقديم عروضهم للجمهور المصري، وحاليا تأتي المؤسسة بفيديوهات للعروض الفنية والموسيقية لعرضها مجانا "أونلاين" للشعب المصري.


وأضاف فوكازاوا أنه عندما تدعو المؤسسة فنانين من اليابان وتقدم وتعمل على خلق فعاليات ثقافية لهم، أو إعداد حفل موسيقي، عادة ما تقوم أيضا بدعوة فنانين مصريين لمشاركتهم، فما يحدث كثيرا في معظم عروض المؤسسة  الموسيقية أن تقوم مؤسسة اليابان بدعوة فنان أو أكثر مصريين للمشاركة في هذا العرض.


وتابع أنه لا يوجد في الوقت الحالي تعاون بين دور النشر المصرية واليابانية، خاصة في مجال إنتاج وترجمة القصص المصورة اليابانية الشهيرة "مانجا" ولكن هناك تعاون مع لبنان وفي طريقهم لطباعة مجلة "مانجا" ولهذا تدعمهم المؤسسة ماديا، وإذا أبدى أحد في مصر الاهتمام بإنتاج مطبوعة مماثلة فبالتالي سيتم دعمهم، ولكن حتى الآن لم تبد أي دار نشر مصرية اهتماما.


وذكر مدير مؤسسة اليابان الثقافية أنه يستمتع كثيرا بوجوده في مصر، لأنه اكتشف المصريين وكرمهم ولطفهم "حبوبين وعشريين" "بيتصاحبوا بسهولة على الناس"، وكانت صورة المصريين في السابق لديه أنهم عمالقة وبشوارب كبيرة وكان يخشى القدوم لــ مصر في البداية، ولكنه وجدهم ودودين، ولا يهتموا بصغائر الأمور وهو مالفت انتباهه وأعجبه كثيرا، ولا يركزون في كل شيء، على عكس اليابانيين الذين يدققون في كل شيء، كما أن المصريين يصلون أكثر من مرة في اليوم وهذا في غاية الأهمية، لأنه لا يوجد ذلك في اليابان، حيث إن الوقوف أمام الخالق لا يجعلك تنساه، متمنيا أن يفعل ذلك اليابانيون.


وأضاف أنه قام برحلة نيلية من الأقصر لأسوان وكانت أجمل رحلة يقوم بها في حياته، وأنه في بداية العام الجاري سوف يكرر هذه الرحلة مع أسرته ويزور أبو سمبل في أسوان، وأنه كثيرا ما يزور الغردقة وشرم الشيخ.


 وبالنسبة لطبقه المفضل قال فوكازاوا إنه الملوخية والطعمية والكشري كذلك، والمحشي ورق العنب.


وحول الجوائز الدولية التي تقدمها المؤسسة قال إن هناك جائزة دولية تمنحها وهي جائزة "مؤسسة اليابان" وتمنح لأشخاص أو منظمات لتعزيز قيم التعاون والتبادل الثقافي بين اليابان ودول العالم وتمنح سنويا إما لأشخاص أو منظمات.