EN 
مع انطلاق الجلسة الأولي الإجرائية لمجلس النواب الجديد..تكون مصر قد بدأت أمس فصلا ًجديدا ً من فصول تاريخها ونضالها البرلماني ..وكما هي دائما ً
التقاليد البرلمانية بدأت الجلسة برئاسة أكبر الأعضاء عمرا ً السيدة فريدة الشوباشي وإلي يمينها ويسارها أصغر عضوين من أعضاء البرلمان..تم افتتاح الجلسة بعبارة"بسم الله..بسم الشعب..نبدأ الجلسة" ثم بدأ المجلس في جدول أعمال اليوم الأول..الذي تمثل في أداء الأعضاء للقسم الدستورية ثم إنتخاب رئيس المجلس والوكيلين.
بهذا تكون مصر قد أنجزت مهمة غاية في الأهمية في ظل ظروف دولية وإقليمية متقلبة وغير مستقرة،هذا بالطبع إلي جانب جائحة كورونا وآثارها المدمرة علي العالم بأسرة ونحن في نهاية الأمر جزء من هذا العالم الذي يحيط بنا،إستكمال البنيان التشريعي بغرفتية" النواب والشيوخ"رغم هذه التحديات مؤكد نجاح يحسب للدولة ..المحافظة علي الإطار العام للدولة بسلطاته الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية أمرا ً ضروريا ًولايقل أهمية عن المحافظة علي أمنها القومي بكل صوره.
نأمل أن يكون البرلمان الجديد علي مستوي التحديات التي تحيط بالوطن كما نأمل أن يرتقي إلي مستوي طموح كل المواطنين..خصوصًا أن من يقود المجلس في هذه المرحلة الحرجة قامة من قامات قضاء مصر الشامخ هو المستشار حنفي جبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق.
المستشار حنفي جبالي رجل يبدو عليه الهدوء والإتزان منذ الوهلة الأولي إلي جانب لباقته وأدبة الجم الذي ظهر بوضوح في أسلوبه الراقي مع إدارته الجلسة بعد أن تسلمها،كما سوف يساعده في أداء هذه المهمة الوطنية المستشار أحمد سعد الجمل وكيلا ً أول للمجلس وهو أيضا ً أحد القامات القضائية الوطنية ثم رجل الأعمال محمد أبو العينين وكيل ثان للمجلس،أيضا ً لاننسي وجود المستشار عبد الوهاب عبد الرازق وهو رئيسًا سابق للمحكمة الدستورية العليا علي رأس مجلس الشيوخ..وجود هذه القامات القضائية الشامخة علي رأس غرفتي التشريع في مصر شيئًا يدعوا لمزيد من الأمل والتفاؤل كما يضفي علي المنصب هيبته ووقاره وعلي المجلس مزيد من الإنضباط.
يعتبرالتنوع الحزبي الموجود داخل برلمان مصر الجديد والذي يوجد به عددا ً غير مسبوق من سيدات مصر إلي جانب عدد غير مسبوق كذلك من شباب مصر وفتياتها وتمثيل عادل لكل فئات المجتمع من ذوي الهمم والعاملين بالخارج..ذلك التنوع الملحوظ يبقي من أهم الملاحظات التي تبدو واضحة علي التشكيل الذي يتكون منه المجلس الجديد..وهو في الوقت ذاته يؤدي بنا إلي الطموح بتمثيل مشرف ومعبر تعبيراُ حقيقيا ً عن الشعب المصري.
القدر الذي جعل من السيدة فريدة الشوباشي علي رأس المجلس وهي حالة نادرة في التاريخ البرلماني المصري وهي بالقطع تمثل كل نساء مصر ..حٌسن التنظيم والسير في إتمام الإجرآت بتعاون وُيسر رُغم كل الظروف الطارئة الصحية التي نمر بها..الإنضباط الذي بدي واضحًا عليه المجلس علي مدي ساعات طويلة بما يعني قدسية وهيبة برلمان مصر..كانت كلهاملاحظات مهمة لايمكن التغافل عنها تعبر عن الوِد والإحترام المتبادل بين جميع النواب..علينا فقط أن نتذكر كيف كان هذا اليوم منذ خمس سنوات لنعرف قيمة المسئولية الملقاة علي عاتق كل من ينول شرف تمثيل الشعب المصري..رغم أن المجلس المنتهية ولايته قدم لمصر الكثير والكثير في فترة من أشد الفترات التي مرت بها مصر في تاريخها المعاصر.
تعتبر جائحة كورونا وتداعياتها والعمل علي إصلاح ماأفسدته وآثارها التي طالت الكثير من الأسر المصرية هي أول التحديات التي سيبدأ بها البرلمان خطواته الأولي علي مدي خمس سنوات قادمة هي عمر المجلس..إلي جانب الأحداث الدولية والأقليمية التي تتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بالأمن القومي المصري..سواء مايتصل منها بالملف الليبي والتحرشات التركية بالأراضي الليبية ومنطقة غاز شرق المتوسط وكذلك كل مايتعلق بملف مياة نهر النيل وسد النهضة والتعنت الأثيوبي الواضح علي مسار المفاوضات.
تحديات تتمثل أيضا ًفي كل مايتعلق بكيفية دعم تحركات مصر الخارجية التي تهدف لإرتباطها بشبكة قوية من العلاقات المتنوعة علي المستوي القاري والإقليمي والدولي تحفظ لمصر دورها التاريخي المميز علي خريطة السياسة الدولية..رغم نجاح القيادة السياسية المصرية خلال السنوات القليلة الماضية في إعادة لم شمل ماتبقي من هذه الصورة الخارجية بعد أحداث يناير ثم تشوية متعمد من بعض القوي الدولية حيال ماجري في مصر من أحداث عقب ثورة الشعب في الثلاثون من يونيو عام 2013 .
علي بركة الله إنطلق قطار مصر التشريعي من جديد مرة أخري،علينا فقط أن نثق بأنفسنا وبإمكانياتنا ونتفائل بما هو قادم..حتي تستمر رحلة الوطن من البناء والتنمية بسواعد كل أبنائة والتي بدأت تحت قيادة الرئيس السيسي قبل عدة سنوات وبدأنا بالفعل جني بعض ثمارها الأولية.
