الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحارب البرد القارس لكسب قوتها .. حكاية ثلاثينية تجلس أمام محافظة سوهاج لتبيع المناديل

حكاية ثلاثينية تجلس
حكاية ثلاثينية تجلس أمام محافظة سوهاج لتبيع المناديل

الهواء الشديد والبرد القارس ومئات المارة بالشارع يوميًا يمرون بشوارع مدينة ناصر شرقي محافظة سوهاج، ويُشاهدونها جالسة وحيدة بلا مؤنس يؤنس وحدتها أو يُساندها ويُنسيها مشقة يومها. 

وتجلس على جانب الرصيف أمام ديوان المحافظة، بثيابها المُهترية، تضع يدها على وجهها ولا تتحدث مع الآخرين أبدًا ولا تطلب منهم أي شئ، بل في صمت شديد تنتظر من يُحنن الله قلبه فيمد لها يد العون بما أعطاه الله من مال.

هي بائعة المناديل التي تسعى لنيل رزقها بحلال الله بعد مشقة وتعب يستمر طوال اليوم ببرودته القاتلة شتاءً وحرارة شمسه الحارقة صيفًا، لم تكن الوحيدة بين صفوف فتيات الصعيد عمومًا سوهاج خاصة، بل الكثيرات يسعين على رزقهن للآتي بأموالًا تقضي لهن احتياجات بيوتهن.

بدموع قلة الحيلة وبلسان مُرتجف وبقلب خاشعًا، ونفس راضية بقضاء الله ونفاذ أمره، تجلس الثلاثينية وتدعو لمن يرأف بحالها وتُجني من خلاله ومن يماثله بعض النقود التي تستطع من خلالها أن تضمن قوت يومها هي ومن تحمل مسؤوليته من أفراد أسرتها.


يتدلى نقابها على وجهها فيُخبئ دموعها التي زفرت من أعينها دون قدرة منها على السيطرة عليها، ولا يستطيع الآخرون رؤية وجهها الذي أذبلته الأيام وقسوة لياليها، لكن لا يستطع النقاب أن يخفي إحساسها الأليم الذي يصل للجميع من خلال نبرة صوتها الحزينة الظاهر فيها ألمها ووجعها ومشقتها.