الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إخراج الزكاة لعلاج مرضى كورونا.. الأزهر العالمي للفتوى: يجوز تقديمها عن موعدها لمساعدة الفقراء وثوابها في وقت الأزمات أعظم.. وأزهري: توفير الدواء من أولوياتها

علاج مرضى كورونا
علاج مرضى كورونا

إخراج الزكاة لعلاج مرضى كورونا
الأزهر العالمي للفتوى: 
يجوز تقديمها عن موعدها لعلاج الفقراء
يجوز إخراج الزكاة في وجوه البر التي ينتفع بها الفقراء 
ثوابَ الصَّدقة عظيم وثوابها في وقت الأزمات أعظم

أزهري: 
علاج مرضى كورونا وتوفير الدواء لهم من أولويات إخراج الزكاة


أكد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أن الصدقة في ظل أزمة كورونا أعظم الصدقات، ويجوز إخراج الزكاة في كل ما يعود نفعه على الفقراء والمحتاجين، بما في ذلك توفير لقاح كورونا.


وقال المركز في فتوى له: إنَّه لا يَخفى على أحدٍ ما يشهده العالمُ كلُّه مِن جائحَةِ فيروس كُورونا المُستجد، وما خلَّفتهُ من آثار اقتصاديَّة على جميع النَّاس بمُختَلَفِ طبقَاتِهم؛ لا سيَّما الفُقراء منهم، ومَحدودِي الدَّخل، وأصحَاب الأعمَال البسيطة وغير الدَّائمَة.

وأضاف أن واجبَ الوَقت في ظلِّ أزمة كهذه هو تَفَقُّدُ الإنسان أحوالَ أهله ومعارفه وجيرانه وعُمَّاله، ومواساتهم ودعمهم بما قَدَرَ عليه من مال وإطعام.

وقال إنَّ ثوابَ الصَّدقة عظيم، وثوابها في وقت الأزمات أعظم؛ ويدلُّ على ذلك قولُ سيِّدنا رسول الله ﷺ حينما سُئل: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟قَال:«أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى..». [مُتَّفق عليه]،أي إنَّ أعظم الصَّدقات أجرًا مالٌ يُخرجه العبدُ وهو يَرى حَاجَتَهُ إليه، ويقدِّمه لفقير وهو يخشى أن يُصيبَه مِن الفَقرِ ما أصابَه، ويرجو الْغِنَى وزيادةَ المال .. هذه عند الله أعظم الصَّدقات.

وأضاف إلى أنَّ تفقُّد أحوال الأهل والعُمَّال والجيران من كمال الإيمان؛ فقد قال ﷺ: «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ». [أخرجه الطَّبراني].

وشدد على أن التَّصدُّق في ظلِّ ظُّروف كهذه سببٌ لدفع البلاء، وكشْف الضُّر، وسعة الرّزق؛ قال ﷺ: «وهَل تُنصَرُونَ وتُرزَقُونَ بِضُعَفَائِكُم» [أخرجه البخاري]، وسببٌ كذلك لنَيْل رضا الله سُبحانه، وتنزُّل رحماته، وحِفْظ العباد من سيئ البلاءات، والأمراض، والخواتيم؛ قال ﷺ: «صنائِعُ المعروفِ تَقِي مصارعَ السُّوءِ، والصدَقةُ خِفْيًا تُطفِيءُ غضبَ الرَّبِّ». [أخرجه الطَّبراني].

وأوضح أنه يجوز إخراج الزكاة في كافة وجوه البر التي يعود نفعها على الفقراء والمحتاجين، والتي منها توفير لقاح كورونا لهم، ودعم القطاع الطبي القائم على خدمتهم بالأجهزة والمستلزمات الطبية.

ولا شك أن مبادرات التَّنافُس في الخير، وكفالة الضعفاء، ومساعدتهم، وتوفير ما يحتاجونه، لهو خير ما يَتنافس النَّاس فيه {وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]؛ إذ هو -في الحقيقة- تنافس في رضا الله وجنته، قال سبحانه: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} .[آل عمران: 133]،واللهَ نسأل أن يكشف عنَّا البلاء، وأن يصرف عنَّا وعن بلادنا والعالمين السُّوء؛ إنَّه سُبحانه سميعٌ قريبٌ.

من جانبه، أكد الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر، على أهمية تضافر جهود المواطنين الشرفاء جنبًا إلى جنب مع جهود مؤسسات الدولة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، من أجل تنمية المجتمع والحفاظ عليه، ولا سيما في وقت الأزمات، موضحا أن المصريين يضربون دائما المثل والقدوة في التواد والتراحم، لافتًا إلى أن ذلك قد تجسد واضحًا ونحن نعيش مع العالم أجمع جائحة فيروس كورونا. 

وأضاف نائب رئيس جامعة الأزهر، في تصريح له، أن علاجَ مَرْضَى فيروس كورونا، وتوفير الدواء والأجهزة الطبية اللازمة لعلاجهم، ومساعدة المضارين من الظروف الاقتصادية التى تفرضها الجوائح؛ يعد من أولى الأولويات التي يتم إخراج الزكاة من أجلها هذه الأيام، مضيفًا أنه يجوز تعجيل الزكاة، وتقديم موعد إخراجها لصالح الفقراء والمرضى؛ بهدف التوسعة عليهم ومد يد العون والمساعدة لهم من أجل اجتياز هذه المحنة، التي أصابت العالم شمالًا وجنوبًا شرقًا وغربًا، والتي كانت بدايتها في شهر مارس الماضي 2020م، ومن هنا يجوز إخراج الزكاة مبكرًا.

وتابع: فعل ذلك العباس بن عبد المطلب عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم، خاصة وأن الزكاة تعد مساعدة للفقراء، وعونًا لسائر المحتاجين، كما أنها تجسد أهمية التكافل الاجتماعي وقيمته في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العالم أجمع، وكما كانت تفعل السيدة عائشة -رضي الله عنها- فقد كانت تغمس الصدقة في المسك قبل أن تدفع بها إلى المحتاجين، وعندما سئلت عن سبب ذلك قالت: إن الصدقة تقع في يد الرب قبل أن تقع في يد العبد، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الصدقة تكون سببًا في وقاية الإنسان يوم القيامة من الأهوال التي يلاقيها الخلق، ومن هنا نجد قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...» وعد منهم: «رجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه»، ومن هنا نجد  قيمة الصدقة؛ فهي تقي الإنسان من أهوال يوم القيامة عندما يجد نفسه في ظل عرش الرحمن الرحيم. 

ودعا الله أن يرفع الغمة عن الإنسانية كلها، وأن يوفق رئيس الجمهورية والمسئولين لما فيه الخير للبلاد والعباد، وأن يحفظ مصرنا الغالية من كل مكروه وسوء، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، كما دعا المولى -عز وجل- أن يوفق الطواقم الطبية في جميع المستشفيات، وأن يحفظهم بحفظه.