من الخاسر الأكبر من أزمة مصطفى محمد والزمالك وسانت إيتيان؟

بيان الزمالك عدّد بعض الأسباب التي دفعت الإدارة إلى ذلك وعلى رأسها اتهام رئيس النادي لبعض الأشخاص المحسوبين على القلعة البيضاء بطلب سمسرة وعمولات وهو ما نفاه النادي جملة وتفصيلا.

رولاند رومير، رئيس نادي سانت إتيان الفرنسي، كشف في مداخلة هاتفية مع عمر ربيع ياسين في برنامج نمبر 1 أن أن هناك بعض الأشخاص من داخل نادي الزمالك طلبوا عمولة للموافقة على بيع مصطفى محمد للنادي الفرنسي، وهدد رئيس سانت ايتيان بذكر الأسماء إذا لم تتم الصفقة.

وردا على تلك التصريحات أكد بيان نادي الزمالك أنه يعلن إلغاء التفاوض نهائيا، بشأن انتقال اللاعب مصطفى محمد إلى نادي سانت ايتيان الفرنسي، احتراما منا لكيان وشأن نادي الزمالك، وكذلك جماهيره العريضة في كل مكان والتي لا ترضى بمثل هذه الأمور، والتي تتعارض مع قيم ومبادىء النادي العريق، والذي طالما شهدت بها الألسن والقلوب وتمسسها المشاعر. 

لكن يبقى السؤال الأهم في هذه الحالة عن الخاسر الأكبر من هذه الأزمة بعد رضا مصطفى محمد بالأمر الواقع والتزامه بشروط تعاقده مع الزمالك.

ربما يصبح نادي الزمالك نفسه أحد الخاسرين من تلك الأزمة بعد رفض مبلغ 5 مليون دولار بما يساوي 78 ونصف مليون جنيه مصري كانت كفيلة بسد احتياجات النادي بصفقات مصرية أو عربية أو أجنبية في نفس المكان خاصة مع وجود لاعبين على مستوى عال متاحين للانتقال إلى الزمالك مثل عمر خريبين السوري.

الزمالك كان في حاجة أيضا لسداد بعض المديونيات والمستحقات بعد أزمة مالية خلفتها مرحلة تغيير الإدارات بقرار من وزير الشباب والرياضة إثر مخالفات مالية تم توجيه اتهامات بشأنها للإدارة السابقة.

وعلى الرغم من خسارة نادي الزمالك لمبلغ ضخم كان سينعش خزينة النادي لكن بقاء مصطفى محمد في حد ذاته يُعد مكسبا كبيرا، بشرط عودة اللاعب لمستواه المعهود والذي أهله لتمثيل منتخب مصر الأوليمبي والأول.

وعلى مستوى اللاعب نفسه، سيخسر مصطفى محمد فرصة اللعب في أوروبا بالتأكيد، خاصة وأن نادي الزمالك ستقتصر منافساته على الدوري والكأس المحلي وبطولة أفريقيا فقط بعد خسارة فرصة التأهل لمونديال الأندية وكذلك لعب السوبر الأفريقي، ما يعني أن فرص الاحتراف ستقل بالنسبة لـ اللاعب حتى ظهوره في أوليمبياد طوكيو القادم.

بيان نادي الزمالك انتصر لمبادئ النادي والقيمة التاريخية له رافضا اتهامات رئيس سانت ايتيان، لكن الإدارة بقيت أمامها مهمة صعبة لدعم مصطفى محمد نفسيا لاستكمال مسيرته مع القلعة البيضاء، في الوقت الذي عبر فيه مصطفى محمد عن موقفه من البيان عبر تويتر قائلا :"النجاح خُلق للأكثر صمودًا ، ومهما تأذيت، لا يوجد بطل غير جروح".