الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بصمات رقمية في كل مكان .. كيف تلاحق الشرطة الأمريكية المتورطين في الهجوم على الكونجرس.. شركات الاتصالات ومنصات التواصل الاجتماعي مخبرون لدى الحكومة.. وتكنولوجيا التعرف على الوجوه توقع بالكثيرين

اقتحام الكونجرس
اقتحام الكونجرس

  • مكتب التحقيقات الفيدرالي اعتقل 275 شخصا على الأقل على خلفية اقتحام الكونجرس
  • عواقب قانونية للمبلغين عن مشتبه بهم لم يرتكبوا أي مخالفات
  • الإف بي آي اعتقل "ذو القرنين" بفضل صورة نشرها بنفسه على فيسبوك
  • الطلب على برامج التعرف على الوجوه يرتفع بعد اقتحام الكونجرس

في أعقاب اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للكونجرس في 6 يناير لمقاطعة جلسة التصديق على نتيجة الانتخابات، أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات إنفاذ القانون الأمريكية الأخرى حملة نشطة لتحديد هويات المقتحمين والقبض عليهم.

وبحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أكثر ما ساعد مكتب التحقيقات الفيدرالي على تحديد هوية عدد كبير من المقتحمين والقبض عليهم هو البلاغات التي تلقاها من مواطنين تعرفوا على أشخاص رأوهم في الصور ومقاطع الفيديو التي تسجل وقائع الاقتحام، سواء تلك التي التقطها صحفيون أو تلك التي التقطها المشاركون في الاحتجاجات انفسهم ونشروها عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي.

وعلى سبيل المثال، ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على رجل يعمل بمطعم في ولاية ماريلاند أبلغ عنه زميله في العمل، ورجل آخر من ولاية تكساس أبلغت عنه طليقته بعدما رأته في إحدى الصور.

أما أشهر معتقلي اقتحام الكونجرس والذي اشتهر في وسائل الإعلام العربية بلقب "ذي القرنين"، فتعرف عليه مكتب التحقيقات الفيدرالي من صور نشرها هو بنفسه على حسابه بموقع "فيسبوك".

وأوضحت الوكالة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي تمكن حتى الآن من تحديد هوية 275 شخصًا اعتمادًا على لقطات الاقتحام، والرقم مرشح للزيادة ، وألقى القبض على 98 شخصًا منهم حتى الآن.

واطلع مكتب التحقيقات الفيدرالي على أكثر من 140 ألف صورة ومقطع فيديو، وفق ما ذكر مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في العاصمة واشنطن ستيفن دانتونو للصحفيين، حيث خصص المكتب قنوات اتصال هاتفية وعبر الإنترنت لتلقي بلاغات المواطنين عن مقتحمي الكونجرس.

ولم يفصح مكتب التحقيقات الفيدرالي عن الأساليب التي يتبعها في البحث والتعرف على هويات مقتحمي الكونجرس، لكن شرطة ولاية أمريكية واحدة على الأقل ذكرت أنها تساعد المكتب في تحديد الأسماء بناء على الصور وباستخدام تقنيات إلكترونية حديثة للتعرف على الوجوه، كما أن نظام تحديد المواقع المزودة به هواتف المقتحمين يسهل المهمة إلى حد بعيد، حيث يلزم القانون الشركات التي تقدم خدمة تحديد المواقع على كشف بيانات المشتبه بهم في مثل هذه الحالات.

لكن استخدام الصور ومقاطع الفيديو الرقمية قد ينطوي على مخاطرة قانونية بالنسبة للمتطوعين بالإبلاغ عن مشتبه بهم، فأي خطأ في تحديد هوية مشتبه به أو التحقيق مع مشارك في احتجاجات 6 يناير دون أن يكون قد شارك في اقتحام الكونجرس أو أعمال عنف ربما يُعد في حكم القانون من باب التشهير، ما يمنح المتضررين الحق في مطالبة المبلغين بتعويضات باهظة.

وفي مثال شهير عن قضية من هذا النوع، ألقت السلطات الأمنية الأمريكية القبض على طالب جامعي اشتُبه في ضلوعه بتفجير ماراثون بوسطن عام 2013 بسبب بلاغ من مستخدمين للإنترنت لاحظوا شبهًا بينه وبين صورة الجاني الحقيقي التي عممتها أجهزة الأمن في نشرة للمطلوبين، وبعدها تعرضت أسرة الطالب البريء لأضرار بسبب ما لحق بسمعتها من اتهامات باطلة.

ولذلك تسرد السلطات الأمنية الأمريكية بالتفصيل خطوات عملية البحث والمشاركين فيها، بمن فيهم المبلغين، عند طلبها أذونًا قضائية لاعتقال الجناة أو المشتبه بهم.

 منصات التواصل الاجتماعي والشركات المالكة لها تلعب دورًا بالغ الأهمية في تحديد هويات المشتبه بهم، فبحكم القانون تغدو شركات مثل "فيسبوك" و"تويتر" ملزمة بتسليم السلطات الأمنية ما لديها من بيانات عن المشتبه بهم الذين يظهرون في الصور ومقاطع الفيديو الرقمية، وأحيانًا يبثونها بأنفسهم مباشرة أو مسجلة، وبما في ذلك منشوراتهم وقوائم أصدقائهم، بل وأرقام الهواتف وبيانات الاتصال المخزنة على هواتفهم.

وعلى المنوال ذاته، فإن شركات الاتصالات أيضًا ملزمة بتسليم السلطات الأمنية بتسليم بيانات وسجلات مكالمات المشتبه بهم لتحديد مواقعهم أو الأشخاص الذين اتصلوا بهم ساعة وقوع جريمة معينة. 

وساعدت تقنيات التعرف على الوجوه كذلك في تحديد هويات عدد من المشتبه بهم، من خلال استخدام برامج متقدمة لمطابقة ملامح مقتحمي الكونجرس الذين يظهرون في الصور ومقاطع الفيديو مع صور وبيانات المواطنين المخزنة لدى أجهزة الأمن والوكالات الحكومية.

وأعلنت شرطة ولاية ميامي أنها أبلغت مكتب التحقيقات الفيدرالي عن مشتبه بهم استخدمت تقنيات التعرف على الوجوه في تحديد هوياتهم.

وقال هوان تون ثات المدير التنفيذي لشركة "كلير فيو" المتخصصة في إنتاج البرمجيات البصرية إن الطلب على استخدام برمجيات الشركة شهد قفزة كبيرة بعد اقتحام الكونجرس.