الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيرين أحمد تكتب: لونا والشُهُبْ

صدى البلد

يُحكى مُنذ القِدم أن هناك شهبا يَمرُ أحيانًا من السماءْ، وَكل شخصٍ يتمنى أمنية مع مرور الشهب ستتحقق أمنيته. لِنرى في هذه القصةِ ماذا حدث لِفتاة صغيرة والشهب..


هناكَ قصة تتحدثْ عن فتاةِ جميلة، تبلغُ مِنَ العمرِ ست سنوات، طيبة القلب، تدعى (لونا) تعيش في قرية صغيرة، هذه الفتاة يتيمة الأبوين منذ أن كان عمرها عامين وجدتها إمرأةٌ شمطاءْ عجوزْ، عَملها كان جَمع فتيات صغيرات يتيمات لمصلحتها المادية.


إنه نهار جميل ومشمس مع زقزقة الطيور وصوت انهار القرية تجري جريانها مع اصوات اهل القرية، بائع الخبز، صانع الحلوى، صياح الديك. أستيقظت لونا على صوتِ العجوز وهي تناديهن: أستيقظن أنتنَ.. الوقت تأخر، آن آوان عملكن، إن لم تعملن لن أطمعِكن. فاستيقظن وذهبن للعمل، وهو قطف الأزهار الجميلة من البرية وبيعها في الازقة والطرقات وكان حالهن هكذا كل يوم، والتي لم تبيع الزهور، كان عِقابها المنع عن الأكل والشرب والضرب وما باليد حيلة. والعجوز فلم يكن لها عمل سوى جمع الأموال، أما الفتيات فلا مأوى لهن سوى التأقلم مع شراسة العجوزة. جاء يوم آخر وأعدنَ الفتيات الصغيرات للذهاب الى العمل ككل يوم، وهذا اليوم كان مختلفا، لأن الصغيرات لم تبعنَ الأزهار إلا اثنتين منهن بِعنَ كل الزهور، ولأجل الصداقة الحميمة، الفتاتان لم تعودا للبيت، لأنهن كن يدا واحدة.


حلَ الظلام وخِفن العودةَ للبيتِ، لِأن الشمطاء حتمًا ستعاقبهن، فحزنت لونا وجلسن معًا في الطرقات وكل واحدة تشكي همها للأخرى. و فجاءةً سمِعن صوت ريحِ يتجه نحوهن وينادي بصوت خافت: لاتخِفنَ صغيراتي، انا سأساعدكن.. وأتجهت لونا صوب صوت الريح لانها كانت أكبرهن وأعقلهن، فما ان وجدت ان إمرأة حسناء الوجه، مرتدية لباساَ أبيضاَ كالملاك وكان النور يشع من حولها.. خِفنَ كثيرًا. إقتربت المرأة نحو لونا وهمست بأذنها وانسحبت بهدوء!. وردت قائلةً: لاتخفن أنا ملاكٌ من السماء لأعطيكن المال مقابل الزهور التي بحوزتكن.. فرِحن الفتيات. لكن لونا أدركت ان سوءًا سيحدث، لأن الدنيا أخذُ وعطاء.. رغم هذا لم‌ تبال، أعطت المرأة المال لهن مقابل الزهور. نظرت لونا نظرةَ حزنٍ وشوق لصديقاتها وقالتْ: عَدنَ للبيت وسألحق بكن، وبينما يتهيأنَ للعودة، إلتَفَتنَ للوراءِ وجدنَ لونا ترتفع للسماء مع الملائكية ودموعها البراقة ملأت الأرض وأصبحت كل دمعةٍ كنجمة تُضيئ السماء فصرخن صديقاتها بأعلى صوت: عودي يا أختاه.. أين تذهبين؟! هكذا هي لونا، ضحت من أجلهن وفدت بروحها لهن مقابل أن يعيشن بسعادة، لأن شرط الملائكية كانَ أن تُضحيَ إحداهن وتكون فِداءَ الشقاءَ الذي يعشن صديقاتها. وتلألأت تلك الفتاة كالشهب، كانت تمر أحيانًا من السماءْ لِتحقق كل مَن يتمنى أمنية، وعدن الفتيات ليجدنَ المفاجئة، أنَ تِلكَ الشمطاءْ قد تحولتْ إلى حَجَرٍ صماءْ عِقابًا لأفعالِها السيئةْ أَزاءَ الأطفال. وتقاسمن الأموال بينهن، لكنَ الحُزن مازال حسرةً لهن، لأن صديقتهن لم تعد بينهن وكلما أشتقن اليها، نظرنَ للسماء وتمنين الامنياتْ، والأجمل مِن هذا، في إحدى الليالي الساطعات، تجمعنَ الصغيرات كَكلَ ليلةٍ في مكان أختفاءِ لونا، على أمل رؤية صديقتهن في السماء، وبين لحظة وأخرى مَر شِهابٌ من السماءْ، وسمِعن صوتَ لونا وهي تَردِد: ألتفتن، أنا بينكن.. لم يصدقنَ ما رأينَ عودة صديقتهن، عادت لونا كما كانت ثوابًا لِحسنِ نواياها وعِشن معًا بِحب و وِئام وجعلت لونا من بيتهنَ دارًا لإيواء الفتيات اليتيمات.


تبين لنا أن الملائكِية إختبرتَ نقاء قلبها ومدى روح التضحية من أجل الأصدقاء.