الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باحث: سياسة مصر في التعامل مع ملف سد النهضة قائمة على الحل عبر القنوات الدبلوماسية والسلمية.. التعنت الإثيوبي قد يؤدي إلى صراع في القرن الأفريقي.. أي نزاع غير سلمي مع أديس أبابا يوقف التنمية

موقع سد النهضة الإثيوبي
موقع سد النهضة الإثيوبي

  • محمد ماهر لــ Republic Underground:
  • الولايات المتحدة وأوروبا ليس لديهما إرادة سياسية حقيقية للتدخل لحل أزمة سد النهضة
  • الوساطة الأمريكية ممثلة في وزارة الخزانة كانت لتنجح لولا التعنت الإثيوبي
  • جميع الدلائل تشير إلى عدم رغبة مصر في حل غير دبلوماسي للأزمة
  • الاضطرابات في دارفور والصراع الحدودي السوداني الإثيوبي قد يؤديان في النهاية لحرب شاملة في الإقليم



أكد الباحث في الشئون الدبلوماسية والدولية، محمد ماهر، أن الولايات المتحدة وأوروبا ليس لديهما إرادة سياسية حقيقية للتدخل في أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى أن واشنطن حاولت قبل عدة أشهر المساهمة في حل الأزمة، وأن الوساطة الأمريكية ممثلة بوزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي كانت لتنجح لولا التعنت الإثيوبي.


وقال ماهر، في لقاء صحفي منشور أجراه مع موقع Republic Underground، إن الوفد الإثيوبي انسحب في اللحظات الأخيرة بعد أن تم التوقيع على المسودة المقترحة من قبل الجانبين المصري والسوداني، وأبدت إدارة الرئيس المنتهية ولايته ترامب اهتمامًا خاصًا بالوساطة في هذا الملف، نظرًا للعلاقات التاريخية بين القاهرة وواشنطن، وحاولت من خلال الدبلوماسية حلحلة الأزمة، عبر الوسائل الناعمة تارة وعبر ممارسة الضغوط تارة أخرى لمحاولة الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، لكن أديس أبابا رفضت كل هذه المحاولات بطريقة غريبة واستفزازية، مما أدى إلى قيام الإدارة الأمريكية بوقف بعض المساعدات الموجهة لإثيوبيا.


وأضاف أنه كان هناك تهديد بشكل صريح، من قبل الرئيس المنتهية ولايته ترامب حين أعلن في وقت سابق أن "سياسة التعنت الإثيوبية ستؤدي إلى قيام المصريين بقصف السد في النهاية"، قائلا إن مصر لا تستطيع أن تعيش بهذه الطريقة.


وشدد ماهر على أن جميع الدلائل تشير بوضوح إلى عدم رغبة مصر في اللجوء إلى حل عسكري لأزمة سد النهضة، مشيرا إلى أن السياسة المصرية في التعامل مع ملف السد تقوم على حل المشكلة عبر القنوات الدبلوماسية والسلمية، حيث أكد الرئيس السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، في أكثر من مناسبة، على هذه المعاني، كما قدمت مصر طلبا لمجلس الأمن الدولي للتدخل لحل الأزمة قبل أن يحيل مجلس الأمن الملف إلى الاتحاد الأفريقي.


وذكر أن الدبلوماسية المصرية ستحاول التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف بوسائل دبلوماسية ناعمة (مفاوضات ووساطة) أو بالوسائل الخشنة التي تحدث الآن من (اللجوء إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى)، مشيرا إلى اعتقاده أنه إذا استمرت إثيوبيا في تعنتها واستفزازها للقاهرة، فإن الأمر هنا قد يؤدي إلى صراع في وقت لاحق، إلا إن الخيار العسكري غير مفضل للقاهرة، رغم تفوقها العسكري الواضح.


وأضاف الباحث أنه وعلى الرغم من تفوق القوة العسكرية المصرية، فإن القاهرة لا تريدالسماح بتصعيد مشاكل سد النهضة مع إثيوبيا عسكريا حيث إن الصراع مع إثيوبيا سيؤدي إلى إطالة أمد سباق التنمية الذي تسير فيه البلاد بخطى ثابتة. 


وقال إنه وبشكل عام، وللوهلة الأولى، لا يوجد مؤشر على أن أحداث العنف الأخيرة في دارفور مرتبطة بالصراع السياسي المستمر حول سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، ولكن بالطبع اتساع دائرة العنف والاضطرابات في القرن الأفريقي سواء في دارفور أو في منطقة تيجراي الإثيوبية أو على الحدود السودانية الإثيوبية، أمور قد تؤدي في النهاية إلى حرب شاملة في المنطقة، خاصة في ظل وجود خلاف مصري سوداني إثيوبي. حول موضوع سد النهضة، وهو أمر حيوي ومهم للغاية للشعوب الثلاثة.