الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هويدا دويدار تكتب: تفتيت المنطقة العربية

صدى البلد

إن المساعى الصهيونية للتطبيع ما هى إلا مساعى خبيثة لتحقيق الحلم الصهيونى من خلال تفتيت المنطقة العربية، وما نعيشه اليوم من السعى  لبعض الدول  وراء التطبيع، طمعا فى الاستفادة من التقدم فى عدد من المجالات وللحصول على بعض أسرار التصنيع فستحصل عليها من خلال العلاقات مع اسرائيل، تحت رعاية الامريكان المشروطة بحسن العلاقات مع مدللتها الصهيونية وكأننا لا نرى سوى اليهود ولم نرَ أبناءنا المتميزين الذين لم يجدوا أى دعم فى بلدانهم، وقدموا عقولهم الفذة على طبق من فضة للدول الغربية. 

فهل نتوقع أن تستفيد الأنظمة العربية من هذا التطبيع ؟ 
إن ما نتوقعه من خلال سير الأحداث فهو لا.... فالمستفيد الأكبر هو إسرائيل فهى تقترب يوما بعد يوم من تحقيق أحلامها فى المنطقة هذا الهدف الأكبر .. أما من النواحى الاقتصادية فهى المستفيد الأكبر حيث ستستطيع خلق أسواق جديدة أمام منتجاتها، وما ستجنيه من وراء تغيير النظرة العربية للأجيال القادمة للقضية العربية من دولة محتلة إلى دولة صديقة ، فتغيير الثقافة العربية واللعب على نظرة الأجيال القادمة وتغيير الهوية هو الهدف الأول لبنى صهيون، فقد أدركت إسرائيل منذ فترة كبيرة أن الحروب الباردة أكثر تأثيرا .

فتغيير الاتجاهات الفكرية له آثار كارثية وستعود بالسلب على المجتمعات العربية ككل، فما اجتمعت عليه المجتمعات العربية من ديانات ومعتقدات ومقدسات و أخلاقيات سيتغير مع الوقت ومع امتزاج تلك المجتمعات المتطرفة مع مجتمعاتنا العربية. 

وهنا نتساءل ما علاقة مصر بتلك الأحداث ؟ فنحن دائما نتوقع أن كل خطوة تقوم بها اسرائيل تجاه أى دولة عربية يكون المقصود بها مصر وزعزعة أمنها القومى بما أنها العدو الأكبر لإسرائيل فى المنطقة لما تتمتع به من مكانة إستراتيجية فى المنطقة وقد أقر بذلك بنيامين نتنياهو فى أكثر من لقاء معلن فهى تكن لمصر عداء شديدا لأنها تمثل عقبة شديدة أمامها لتحقيق الحلم الصهيونى التوسعى (من النيل إلى الفرات)
وكل مساعى التطبيع ما هى إلا تقويض للدور المصرى فى المنطقة العربية واللعب خلف الكواليس.
 
فدولة الإمارات العربية بدأت الاستثمار فى مجال التعليم حيث قررت مؤخرا تدريس المناهج الخليجية فى المدارس والجامعات التابعة لها .
فماالهدف !! ولمَ الآن !!
فقد تملك الإمارات الإمكانات المادية ولكن هل ستفرض تعليما على أبنائنا يمكن أن يخلق جيلا مختلفا بأفكاره عن نظرائه.. فكيف سنتقبل الأمر؟
لذلك يجب ألا نشاهد من بعيد فالمنطقة العربية كتلة واحدة فما يدور فيها يعود على الجميع، إلا أننا لا نملك سوى الحفاظ على ما نمتلكه من أراض ومؤسسات تقع تحت السيادة المصرية.
 
فالنجاح السياسى دائما لابد أن يكون سباقا وقارئا للأحداث لتوجيه الأمور دائما فى المسار الصحيح دون الانتظار تجنبا للأزمات السياسية وتحقيق المكاسب بأقل الخسائر .. فبعضنا كالحبر وبعضنا كالورق فلولا سواد بعضنا لما تعلمنا من هذه الحياة.