الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أطفال بدرجة فنانين.. حكايات تلاميذ تحدوا الظروف بـ «إبرة التريكو» للإنفاق على أسرهم في البحيرة.. شاهد

تلاميذ تحدوا الظروف
تلاميذ تحدوا الظروف بـ"إبرة التريكو" للإنفاق على أسرهم

صغارًا في العُمر لكن طموحاتهم كبيرة في تعلم هذه الحرفة التي توارثوها من عائلاتهم بعد سنوات من الدهر، حرفة صناعة المشغولات اليدوية التي أصبحت السلاح الوحيد أمام أطفال "نجع عون" التي تقع في منطقة أبيس التابعة لمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة لمحاربة الفقر والجهل المسيطر عليهم سنوات طويلة. 
 
ولا يعرف هؤلاء الأطفال حرفة غيرها، وعلي الرغم من صعوبة تعلمها ولكنها طوق نجاة كي ينقلهم إلى مستقبل أفضل بعد سنوات في سوق العمل.
 
حيث تروي سارة حسين، تبلغ من العمر14 سنوات، تفاصيل تعلمها تلك الحرفة: "هاوية تلك الحرفة منذ الصغر عندما كنت أشاهد شقيقتي وهي تقوم بصناعة أنواع عديدة من المشغولات اليدوية بكل سهولة من خلال إبرة التريكو الصغيرة وكأنها فنان تشكيلي يرسم لوحات فنية عالمية".
 
تابعت: " شغلي في حرفة صناعة المشغولات اليدوية لا يعتبر عائقاً أمامي في استكمال دراستي، بل تساعدني في
توفير مصروفات المدرسة، الشغل بسيط بالممارسة، بعد الانتهاء من اليوم الدراسي أذهب إلى العمل في الورشة بأجر نصف يوم، في الإجازة بعد انتهاء الامتحانات أذهب إلى العمل منذ الصباح الباكر حتى الساعة 4 مساء". 

وتوضح: "تعلم الحرف اليدوية ليس أمراً سهلاً ولكن أيضا ليس بالصعوبة التي يصعب تعلمها مع الممارسة ودوام العمل فيه ، و يعتبر مفتاح تلك الحرفة الممارسة والهوية وحب تعلمها"، مشيرة إلي أن بدايات تعلم الحرفة من أصعب المراحل، وتختلف درجة الصعوبة طبقاً لنوع المشغولات سواء مفارش أو شنط يد أو ملابس وغيرها من الأنواع المختلفة.
 

أما "حياة"، أصغر صانعة للمشغولات اليدوية في القرية التي تبلغ من العمر 9 سنوات، لها قصة أخرى  استكملت من خلالها مسيرة أشقائها الثلاث، حتى تستطيع أن  تحقق عائد شهري تساعد والدتها في تكاليف المعيشة، تقول: "تعلمت الحرفة حبا لها ولكي أستطيع توفير عائد شهري لوالدتي بعد زواج أخواتي البنات".
 
وتوضح ”حياة”، إنها كانت تعاني في بداية تعلمها كيفية استخدام إبرة التريكو، مضيفة أنها استطاعت مع الممارسة استخدامها بسهولة وأصبحت تصنع العديد من أنواع المشغولات اليدوية المختلفة في سن صغيرة.
 
أما "شيماء" التي تبلغ من العمر 16 سنة، لها قصة أخرى  لتعلم تلك الحرفة قائلة: "لم أستطع أن أستكمل مراحل تعليمي بسبب ضيق المعيشة وبُعد المدرسة عن القرية، لذلك تعلمت صناعة المشغولات اليدوية في الورشة المخصصة لذلك داخل القرية".
 
وأضافت: "صناعة المشغولات اليدوية أفضل وسيلة للحصول على مصدر رزق في تلك الظروف المعيشة الصعبة،
بعد مدة قصيرة استطعت أن احترف المهنة وأصبحت الآن مسئولة عن تدريب الفتيات في القرية".