الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إدارة بايدن والشرق الأوسط.. حفظ أمن إسرائيل أولا.. وسياسة خارجية تركز على حقوق الإنسان.. التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة.. وانسحاب القوات الأمريكية تدريجيا للتفرغ للمواجهات في مناطق أخرى

بايدن في المكتب البيضاوي
بايدن في المكتب البيضاوي

  • مراقبون: 
  • بايدن يمكنه تعزيز المصالح الأمريكية على أفضل وجه بالتفاعل المتوازن
  • الإدارة الجديدة يمكنها الضغط على إسرائيل لإحياء عملية السلام في المنطقة
  • إدارة ترامب تفهمت احتياجات دول المنطقة ودعمهم في مواجهة الإرهاب
  • ترامب حافظ على علاقات دافئة مع دول المنطقة


جعلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، لأكثر من 70 عامًا ومن كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أمن وسلام إسرائيل أولوية، وفي النسخة الأخيرة سعى الرئيس السابق دونالد ترامب جاهدا لاندماج إسرائيل في الشرق الأوسط بحيث أصبح ذلك هو حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأمريكية. 


ويرى مراقبون أنه لا ينبغي لواشنطن في عهد وولاية الرئيس الجديد جو بايدن أن تكون حاجزًا أمام توسع هذا الاندماج، بل عليها أن تسعى إلى دعمه. ويتمتع الرئيس المنتخب بايدن بموقع فريد الآن بسبب علاقته السابقة بالإقليم، يمكنه من التفاعل المتوازن مع هذا الشرق الأوسط الجديد بطريقة تعزز المصالح الأمريكية على أفضل وجه.


تركيز على حقوق الإنسان
وقال بايدن خلال حملته الانتخابية إنه يعتزم اتباع سياسة خارجية قائمة على حقوق الإنسان، وانتقد سياسات بعض الدول في المنطقة تجاه حقوق الإنسان.


وأكد خلال مناظرة رئاسية: "أود أن أوضح أننا لن نبيع في الواقع المزيد من الأسلحة لهم"، على عكس الرئيس السابق دونالد ترامب الذي حافظ طوال فترة ولايته، حافظ على علاقات دافئة مع دول المنطقة، ودافع في بعض الأحيان عن دول المنطقة خلال الأسئلة الصحفية التي كانت توجه إليه بخصوص هذا الشأن.


كما تفهمت إدارة ترامب احتياجات دول المنطقة من خلال الوفاء بصفقات أسلحة لمواجهة العناصر الإرهابية واتباع سياسات مواتية، بما في ذلك التصنيف الأخير للحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO).


في حين أن الديمقراطيين طالبوا الرئيس الجديد جو بايدن إلى التراجع عن القرار، مشيرين إلى عواقب وخيمة على واردات الغذاء ووصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، الذي يواجه ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ كارثة إنسانية في العالم.


ورحبت الرياض والقاهرة بالتصنيف الإرهابي.


إسرائيل محور سياسات بايدن في المنطقة
ووافقت إسرائيل، كجزء من اتفاق التطبيع مع الإمارات في سبتمبر، على تعليق خططها لضم أجزاء من الضفة الغربية العام الماضي.


وجادل العديد من الديمقراطيين التقدميين بأن "اتفاقيات إبراهيم" تكافئ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمجرد التراجع عن خطوة كانت ستنتهك القانون الدولي.


ويمكن لإدارة بايدن استخدام التراجع الإسرائيلي عن الضم في محاولة لإعادة الحياة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة وأن ازدهار العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والدول في المنطقة يمكن أن يُظهر للقيادة الفلسطينية فوائد إنهاء الصراع والانضمام إلى التكامل الاقتصادي الإقليمي، وأن تستخدم احتمالية هذه الخطوة كوسيلة ضغط على إسرائيل للمضي قدمًا في إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وتعرف القيادة الإسرائيلية أن قبولها الكامل في الشرق الأوسط لا يمكن أن يحدث إلا بعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة.



انسحاب تكتيكي 
وأكد المراقبون أنه وفي ظل إدارة بايدن، سيواصل البنتاجون بلا شك إعادة تشكيل الموقف العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، مما يسمح لها بتحويل ثقلها نحو التحديات الناشئة من الصين. بحيث يمكن العثور على بعض المرونة الدفاعية المرغوبة من خلال مطالبة الشركاء الإقليميين بتحمل بعض العبء، وهو خيار أصبح أكثر وضوحًا في أواخر العام الماضي بعد أن فتحت "اتفاقيات إبراهيم" الطريق أمام مبيعات أسلحة كبيرة.


كما غرد السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة: "حزمة F-35.. تمكن الإمارات من تحمل المزيد من العبء الإقليمي للأمن الجماعي، وتحرير الأصول الأمريكية لتحديات عالمية أخرى"، ويمكن قول الشيء نفسه عن شراء أبو ظبي لطائرات مسلحة من طراز MQ-9B بقيمة 2.9 مليار دولار.


انتقاد حقوق الإنسان
وبحسب ما ورد في تصريحات صحفية، تخشى دول المنطقة من أن الانتقادات الشديدة لدول المنطقة قد تؤثر على الجهود الإقليمية لمواجهة النفوذ الإيراني، حيث أصبحت معظم دول المنطقة هدفًا لانتقادات من إدارة بايدن بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.


وقال مسئولون أمريكيون إن رسالة دول المنطقة إلى إدارة بايدن ستكون: "خذ الأمور ببطء، فقد حدثت تغييرات دراماتيكية، وتحسنت أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة، والتعاون أصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجية الولايات المتحدة الأمنية في المنطقة، والهدف الأساسي منها هو مواجهة إيران".


كما يخطط المسئولون لإخبار بايدن أنه يجب إعطاء الأولوية لعدم تدهور علاقات واشنطن مع الرياض والقاهرة، فقد يدفعهما ذلك إلى التحول نحو روسيا والصين.