الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطبتا المسجدين الحرام والنبوي.. تحذران من الحكم على الناس حسب الهوى وفتح باب النقد والخصومة فيصعب إغلاقه.. فالكمال لله وحده والإنسان ليس معصوما من الخطأ

خطبتا المسجدين الحرام
خطبتا المسجدين الحرام والنبوي

خطيب المسجد الحرام:
  • الكمال لله وحده والانسان ليس معصومًا من الخطأ
  • الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان في معزل عن بني جنسه 
  • لتفوز بمحبة الناس بعد محبة الله تعالى عليك بعملين
خطيب المسجد النبوي:
  • أولوا الألباب هم الذين صحبوا العقل بإيثار الطاعة على المعصية
  • الله عز وجل اجتبى من عباده المؤمنين ذوي الألباب

تناولت خطبتا الجمعة من المسجدين الحرام والنبوي ، رحمة الله سبحانه وتعالى بخلقه أنه لم يخلق لوحده، حيث إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان في معزل عن بني جنسه، وأن الكمال لله وحده والانسان ليس معصومًا من الخطأ، وهو ما ينبغي على المرء أن يضعه نصب عينيه عند التعامل مع الآخرين.

الله لم يخلق الإنسان لوحده
ومن مكة المكرمة ، قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن من رحمة الله سبحانه وتعالى بخلقه أنه لم يخلق لوحده، حيث إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان في معزل عن بني جنسه لا يخالطهم أو يتعامل معهم أخذًا وردًا وبيعًا وشراءً، وحبًا وبغضًا ورضى وغضبًا وإحسانًا ومكافأة.

اقرأ أيضًا.. 

وأوضح «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه من جملة الناس الذين خلقهم الله وجعلهم شعوبًا وقبائل ليتعارفوا، يحب ويكره ويأخذ ويعطي ويبيع ويشتري ويهدي ويهدى إليه، ويرد ويرد عليه وهلم جرا في كل ما هو من طبائع البشر ومعاملاتهم التي خلقهم الله عليها، غير أن ذلكم كله يستوجب على المرء في تعامله مع الآخرين أن يستحضر أسسًا وقواعد ومعايير ينبغي ألا تغيب عن باله، وألا تكون في منأى عن تفكيره وسلوكه.

وتابع: لئلا يقع في الزلل معهم أو الحيف أو الاضطراب في تطبيق تلك المعايير تجاههم إن هو أحسن ذلكم، وإلا وقع في وحشة بينه وبينهم، فتكبر عليه نفسه ويضيق قلبه لما يجب أن يكون متسعا له فلا يسلم حينئذ من غائلة التنافر والتنابز والشحناء، ولا يمكن أن يحقق في نفسه القسط والاعتدال مع الآخرين إلا بأن يهيئ نفسه بمجاهدتها في تصحيح نيته بينه وبين ربه قبل كل شيء، ثم بينه وبين الناس.

وأضاف أن ذلك بتحقيق الإخلاص لله عزّ وجل المقرون بمتابعة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ ليفوز بمحبة الناس له بعد محبة الله من خلال توفر هذين العنصرين عملًا بقوله تعالى: « لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ» ، وقال الفضيل بن عياض: أي أخلصه وأصوبه، منوهًا بأن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا قال: والخالص إذا كان لله عزّ وجل، والصواب إذا كان على السُنة.

وأفاد عن إخلاص نفسه من الشوائب فقال : وباستحضار هذا المعيار عباد الله يتم للمرء تصفية إخلاصه من الشوائب التي تعكر صفوه كالبحث عن مصلحته على حساب غيره، وكذا مكامن الشهرة الخفية والإعجاب بالنفس واحتكار الصواب له دون غيره، والرغبة في الثناء والذكر، والتماس رضا العامة أو الخاصة، والتي اصطلح علماء النفس المعاصرون على تسميته اعتبار الذات، ومن أهم ما ينفع في هذا المجال هو الرجوع إلى معيار موضوعي غير ذاتي من خلال إجراء محاكمة منطقية توضح مدى النتيجة العملية النافعة لتصرفاته مع الآخرين، ومن استفتى قلبه خطم هواه، ومن استحضر في فكره معنى الناس لم يستأثر بمعنى نفسه.

الكمال لله وحده
وأشار إلى أنه بناء على ذلكم ينبغي للمرء أن يسلم بأن الآخرين ليسوا معصومين من الخطأ ولا من الاجتهاد الخاطئ، أو الزلل غير المقصود، بل هم بشر مثله يعتريهم ما يعتريه من خطأ وصواب وزين وشين وغضب ورضا، فكان لزاما عليه أن يستحضر في نفسه حقيقة أن الخطأ يذوب في بحر الصواب، وأن السيئة تذوب في بحر الحسنات كما قال الله في كتابه العزيز: « إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ».

وأكد أن الكمال لله وحده والانسان ليس معصومًا من الخطأ فقال: ولذا فإن النظر في ماهية الخطأ ومدى فداحته وضرره في مقابل النظر إلى عموم المحاسن التي تستر هذا الخطأ وتذيبه لهو سبب في تجاوزه واغتفاره، فالكمال لله وحده، والعصمة لرسوله صلى عليه وسلم ، وكل الناس خطاؤون وخير الخطائين التوابون؛ لذا كان من حق الآخرين على المرء المسلم أنه إذا وجه إليهم لوما أو نقدا أو خصومة ألا يكون على صورة تعيير أو تشهير أو شماتة أو انتقائية أو إقصاء، بقطع النظر عن ماهية ذلكم النقد والخصومة ومدى قربهما من الصواب أو الخطأ.

وحذر من أن مثل هذا الباب لو فتح على مصراعيه لادعى كلُّ ناقد دعواه وكل لائم لومه بما لا طائل من ورائه؛ لذا وجب سد الباب أمام نقد الحاقد ولمز الحاسد، فهما ينظران بعين العداوة والتشفي لا بعين العدل والإنصاف، فيجعلان المحاسن مساوئا والمحامد مكارها، ولا حيلة حينئذٍ فيمن هذه حاله؛ إذ لا ينفع معه البيان ولا يقنعه إلا الاعتذار عن المحاسن التي يعدها ذنوبا، وهذا الصنف من الناس يصعب علاجه، بل إن الناس يتقونه ويسلكون فجا غير فجه الذي يسلك فيظل كالقاصية من الغنم تأكلها ذئاب الفكر المنغلق والعقول المغلفة عافانا الله وإياكم.

وعن العدل والظلم قال إنه قد ذكر بعض أهل العلم أن الآيات القرآنية في تقرير عنصري العلم والعدل وتأكيدهما تربو على ثلاثمائة آية، نَوعَ الله فيها العِظة وفصّلها أمرا ونهيا، وقصصا وضرب أمثال؛ ما يدل على أهمية هذا المنهج وعلى موقعه بوصفه أساسا كبيرا في التعامل مع الآخرين والحكم على تصرفاتهم؛ ففي تصور عنصر العلم نجد الأمر ظاهرا من خلال قاعدة أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وذلك لأجل أن يتوفر لدى المرء معرفة حكم الشئ ومعرفة وقوع هذا الحكم ليكون بابا إلى الصواب، وفي تصور عنصر العدل، يكون المرء على ذكر من الأسلوب المتبع في القرآن الكريم.

واستشهد بما جاء في قوله تعالى: « وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى »، وقال ابن كثير: أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل فيهم، بل استعملوا العدل في كل أحد، صديقا كان أو عدوا، وقال بعض السلف: ما عاملتَ من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، والعدل به قامت السموات والأرض، ويشهد لهذا التفسير الآية السابقة في أول السورة وهي قول الله تعالى: « وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ْ» ، وقال ابن كثير: أي لا يحملنكم بغض قوم قد كانوا صدوكم عن الوصول إلى المسجد الحرام -وذلك عام الحديبية- على أن تعتدوا في حكم الله فيهم فتقتصوا منهم ظلما وعدوانا، بل احكموا بما أمركم الله به من العدل في حق كل أحد، فالعدل إذا في المنهج الإسلامي عباد الله: ذو معنى مطلق لا تحكمه النسبية فإن المرء لا يكون عادلا ظالما في آن واحد فهو إما عادل وإما ظالم.

ونبه في التعامل مع الاخرين بإتباع القرآن الكريم فقال: أنه ينبغي للمرء في تعامله مع الآخرين ونظرته إليهم عند الاقتضاء أن يكون على ذكر من المنهج المتبع في القرآن الكريم في عدم التعميم حال النقد أو التخطئة، ملاحظا أن التعميم في كثير من الأحيان ينافي الإنصاف ووضع الأمور مواضعها، والشعار في هذا كله هو العدل والقسط، فلا غلو في الإطراء حال الرضا، ولا إفراط في القدح حال الشنآن والخصومة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم "رواه مسلم، والمعني أي هو أشدهم هلاكا.

وشدد على تحذير الناس من الحكم على الناس حسب الهوى فقال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أخبركم بالفقيه كل الفقه؟: من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من مكر الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يدع القرآن رغبة إلى غيره، ومقبض الرحى في ذلكم كله هو إحكام الهوى عن أن يميل لكفة دون أخرى بمجرد الهوى والمزاج، ولهذا قال الله تعالى: « فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا » .

ولفت إلى أنه ينبغي للمرء في تعامله مع الآخرين أن يعتمد على مصادر صحيحة ثابتة لا لبس فيها؛ ليتفادى اتباع الظن، أو الاستناد إلى الإشاعات، أو الانخداع بالإثارة عبر وسائل التواصل بشتى صورها، وما تنشره من أخبار أو تعليقات مبنية في حالات كثيرة على الظن والكذب والخرص والجزاف، والهوى والتحيز، والتهييج والإثارة، وكسب السبق في الطرح وجذب القراء والمشاهدين والمستمعين، ولذا فإن المرء الحصيف يتعامل مع مثل ذلكم بحذر بالغ؛ ليسلم من غوائل تلكم الوسائل، وينجو من مغبتها، ومن المقرر بداهة أن السلامة لا يعدلها شئ، بل هي تسعة أعشار العافية.

الله اجتبى من عباده المؤمنين ذوي الألباب
ومن المدينة المنورة ، قال الشيخ الدكتور أحمد بن طالب،  إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الله عز وجل اجتبى من عباده المؤمنين ذوي الألباب، العالمين به وبأمره، وذكر عاقبة من تنكب سبيلهم، وحاد عن طريقهم.

واستشهد «بن طالب» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما قال تعالى: «أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ».

وأوضح أن من شرح الله صدره، وأنار التصديق قلبه، ورغب في الوسيلة إلى ربه: لزم منهاج ذوي الألباب برعاية حدود مولاه، والاتساء بهدي نبيه ومصطفاه، والاستقامة على الصراط المستقيم، الذي دعى إليه عباده فقال: « وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، منوهًا بأن أولوا الألباب الذين سألوا ربهم الطريق والرفيق فقالوا « اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت » فجعلهم ذو الفضل العليم سبحانه: « فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا » .

تعريف من هم أولوا الألباب
وأشار في تعريف من هم أولوا الألباب إلى أن أولوا الألباب هم الذين صحبوا العقل بإيثار الطاعة على المعصية، والعلم على الجهل، والدين على الدنيا ، وصحبوا العلم بقطع رغبات، والخشية في الطاعات، والنصح للبريات، فكان العلم لهم جمالا، والعقل لهم جلالا، والفضل لهم كمالا، فاستغنوا بالافتقار إلى الله عن جميع خلق الله : « والله هو الغني الحميد» .

وأضاف أن أولوا الألباب أهل الذكر والفكر و التضرع والخشية، والخوف والرجاء وصدق الرغبة في ميعاد الوهاب وحسن المآب، لافتًا إلى ما كان يصنع النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو المغفور له ماتقدم وما تأخر فقال: عن بن عباس - رضي الله عنهما - أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي وهي خالته قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا إنتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة ال عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضا منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي.

ودلل بما ورد عن عبيد بن عمير أنه سأل أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قال: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: «يا عائشة، ذريني أتعبد الليلة لربي»، قلت: والله إلي لأحب قربك وأحب ما يسرك. قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض.

وتابع:  فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما راه يبكي، قال: يا رسول الله لم تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدا شكورا؟ لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: « إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ »، فيا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.