الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب الشرنوبي يكتب: قفزة في الهواء

صدى البلد

صراع الثمانين في أمريكا أو مايمكن أن نطلق عليه "ماراثون الوصول إلي المكتب البيضاوي في واشنطن"يصل إلي محطته الأخيرة ويعلن عن فوز الشاب"جو بايدن" وتمكنه من الجلوس علي مقعد رئيس مجلس إدارة العالم لمدة أربع سنوات قادمة..أما المنافس له الشاب"دونالد ترامب"غادر مقعده في واشنطن وهو يعلن عن دخولة في معسكر مغلق إستعداد للعودة لخوض السباق مرة أخري بعد أربع سنوات من الآن..فهل يٌعتبر هذا مؤشر علي إرتفاع مستوي الصحة واللياقة عند الشعب الأمريكي أم أن "Var"فشل ولم يتمكن من إثبات إيجابية حالة تناول المنشطات!!!!

كما هي عادة الإدارات الأمريكية المتعاقبة لعقود طويلة بدأ الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن"نشاطة في اليوم الأول وهو يتغني بصورة أمريكا النقية الطاهرة صاحبة  المباديء والقيم الإنسانيةالتي تمثل الخير علي الأرض!!!

بإختصار "أمريكا الحٌلم" التي تراود صورتها عيون  فتيات وشباب العالم خصوصًا شبابنا العربي والمسلم..هل ينظر شبابنا إلي  الأمريكان  في الأيام القادمة بإعتبارهم من بني البشر يصيبون ويخطئون مثلنا..أم سيظلون مٌصرِين علي الدوران في فلك صورة زائفة وغير صحيحة وحلم هو أقرب للسراب.

ساهمت السنوات الأخيرة من فترة الرئيس السابق ترامب في تأكيد ماهو مؤكد عن وجه أمريكا الحقيقي كما أتضحت بشكل أكثر جلاء حقيقةالصراعات الخفية داخل المجتمع الأمريكي خصوصًا مع الآثار المدمرة لفيروس كورونا والتي ساهمت بشكل كبير في تسريع وتيرة هذه الأحداث وكشفت الكثير من التصدعات داخل البنية الإجتماعية الأمريكية وتسببت في تشوهات كبيرة لصورة أمريكا حول العالم.

هذه الصوره المشوهه وموقفها من ملفات هامه حول العالم مثل التطورات التي حدثت في موقف الولايات المتحدة من القضية الفلسطينية ونقل السفارة إلي القدس وكذلك الدعم اللامتناهي لإسرائيل لتركيع الفلسطينيين ومحاولات متجددة لمحو معالم خريطة التراب الفلسطيني

تلك الصورة المشوهه التي حاول الأمريكيين مرارًا وتكراراُ إخفائها وراء قناع من الديموقراطية والحريات والقيم الإنسانية هي نفسها التي وقفت وراء ثورات الخراب العربي التي كادت أن تُطيح بهوية الأمة منذ عقد من الزمان..تحت ستار إعطاء الفرصة للأجيال الجديدة ومزيدًا من الحريات  والإنتقال السلمي للسلطة  لولا جهود المخلصين من أبناء هذه الشعوب العربية.

فيروس ضئيل بحجم كورونا أجبر رؤساء وقيادات أمريكا السابقين علي التخفي وراء قطعة من القماش هربًا منه!!حدث هذا في الولايات المتحدة صاحبة أقوي بنية صحية وعلمية بحثية في العالم حتي أن عدد الإصابات تخطي حاجز الخمسة وعشرون مليون من الأمريكيين وأكثر من ثلاثمائة ألف ضحية!!

لن ينسي الكثيرون صورة مبني الكابيتول يوم تنصيب"بايدن" وهو يجاهد لإخفاء حزنه وإنكساره بعدما  جٌرحت كرامته قبل أيام علي يد أبناء الشعب الأمريكي نفسه!!وهو المبني الذي ظل شامخًا أو هكذا كانوا يتحدثون عنه منذ العام 1823!!

أثبتت الخطوات الأخيرة في مارثون الرئاسة الأمريكية والخطابات العدائية  المتبادلة بين ترامب وبايدن وأنصارهم حالة الإنقسام المجتمعي التي يعاني منها المجتمع الأمريكي، تلك الحالة التي تعبر عن النار الخامدة تحت الرماد،أعتقد أن يوم الأربعاء الحزين السادس من شهر يناير سيظل عالقًا في أزهان الأمريكيين لفترات طويلة.

منظومة القيم الأمريكية التي صدعت العالم لقرون حول الديموقراطية والحريات قد تتحول في بعض الأوقات إلي مجرد عناوين براقة فارغة من مضمونها طالما تعارض ذلك مع المصالح الأمريكية.

من الضروري أن تعيد أجيالنا الجديدة النظر مرة أخري في هذه الصورة الزائفة البراقة..لعل ماحدث منذ شهور مع الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد وغيره كثيرين مثال صارخ علي العنصرية التي تنهش في الجسد الأمريكي..فهل تقرأ الأجيال الجديدة من أبنائنا التاريخ الأمريكي مرة أخري
حتي تتعرف جيدًا علي الوجه الآخر لأمريكا أم سيظلون يضيعون أوقاتهم وراء حلم هو أقرب إلي السراب؟؟!!