الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أصلي بكامل ملابسي ثم أتخفف منها أثناء التسبيح والذكر.. فهل يصح ذلك؟

صدى البلد

"أصلي بكامل ملابسي ثم أتخفف منها أثناء التسبيح والذكر فهل يصح ذلك؟".. سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بفيديو مسجل له عبر قناة الإفتاء على "يوتيوب".


ورد "ممدوح" قائلًا: "ليس حراما أن تختمي الصلاة أو تذكري الله بملابس خفيفة، ولكن عندما تصلي عليكِ أن ترتدي ملابس تستر جميع جسدكِ، ما عدا الوجه والكفين".
 

تسبيح الله يعني تنزيهه عن كل نقص؛ ففيه كمال التعظيم والتوقير له سبحانه؛ لذلك اختاره الله عز وجل ليكون وسيلة كل المخلوقات لعبادته سبحانه؛ فقال في كتابه: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} ، والتسبيح هو الغالب على عبادة الملائكة؛ فقد قال الله عز وجل على لسان الملائكة: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} وقال: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ}.


فهذه عبادة جليلة عظيمة؛ لهذا كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم الإكثار من التسبيح كل يوم، وأراد منا ألا نُسَوِّف في هذا الأمر فوضع لنا هدفًا وحفَّزنا على تحقيقه، وهذا الهدف هو تسبيح الله عز وجل مائة مرَّة في اليوم؛ فقد روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟" فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: "يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ".


والتسبيح الذي يحقِّق ألف حسنة في اليوم لا يأخذ إلا دقيقة واحدة! ويكون بقول: سبحان الله.. سبحان الله، ولا يُشْتَرط الانقطاع عن الأعمال لقولها، أو تخصيص وقت لها؛ بل يمكن أن تُقال أثناء المشي، أو ركوب المواصلات، أو أثناء أداء بعض الأعمال المنزلية، وإن كان الجلوس خصوصًا للذكر أعلى وأفضل.


حكم التسبيح بغير طهارة
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، إن التسبيح وذكر الله تعالى من غير وضوء جائز شرعا، مؤكدا أن الذكر بغير وضوء لايعتبر إساءة أدب مع الله تعالى كما يتوهم بعض الناس.


واستشهد «عثمان»، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» المذاع على فضائية «الناس»، بما ورد عَنْ عَائِشَةَ أُمُ المؤمنينَ، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ»، مؤكدا أنه يجوز للمرأة الحائض والنفساء أن تذكر الله تعالى لأن الذكر لايشترط فيه الطهارة من الحدث الأكبر أو الأصغر.


واستشهد «عثمان»، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» المذاع على فضائية «الناس»، بما ورد عَنْ عَائِشَةَ أُمُ المؤمنينَ، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ»، مؤكدا أنه يجوز للمرأة الحائض والنفساء أن تذكر الله تعالى لأن الذكر لايشترط فيه الطهارة من الحدث الأكبر أو الأصغر.


فضل التسبيح والحمد عقب كل صلاة
يقف المؤمن في صلاته في حضرة ربِّ العالمين، وليس من المناسب بعد انتهاء الصلاة أن يخرج المؤمن مباشرة بعد هذا اللقاء الإيماني الكبير إلى معترك الحياة فينسى ما كان فيه منذ لحظات قليلة، ولهذا شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأخذ فترة انتقالية وجيزة قبل الانطلاق إلى أعمالنا، وأخبرنا بعظم الجزاء على صبرنا في مصلانا بعد انتهاء الصلاة.


روى مسلم عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ: تَمَامَ الْمِائَةِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ".


إن هذه الكلمات لن تأخذ على وجه التحديد أكثر من دقيقة ونصف! فلا نحرم أنفسنا من هذا الخير.


علي جمعة يكشف عن وسيلة للذكر غير التسبيح والتهليل
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الإمام النووي رحمه الله كشف عن وسيلة أخرى للذكر غير التسبيح والتهليل فقال: "اعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوها، بل كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله تعالى".


وأضاف "جمعة"، في تدوينة له عبر صفحته الرسمية، أن المداومة على الطاعة يختلف مذاقها من طاعة إلى أخرى، مشيرًا إلى أن المداومة على الذكر تختلف لذتها عن لذة المداومة على الصلاة أو الصيام أو قراءة القرآن.