الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلى زيدان تكتب: الدولة تنطلق نحو أضخم مشروع لتطوير 1500 قرية

صدى البلد

يرغم أزمة كورونا  المؤثرة فى العالم كله إلا أنه مازالت الدولة المصرية تفاجئنا وتستكمل قفزاتها نحو التنمية والتطوير وتحسين جودة ومستوى الحياة لشعبها ومما لا شك فيه أن تأمين المواطن وتوفير حياة كريمة له على رأس اهتمامات القيادة السياسية وأهم أولوياتها، ويتجسد هذا فى إعلان فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالأمس لأكبر وأضخم  مشروع قومى لاستهداف 1500 قرية وتوابعها فى جميع المحافظات المصرية تحت منصة مبادرة "حياة كريمة " والتى بدأ الحديث عنها من قبل وبالأمس تحدث الرئيس عن المشروع وتفاصيله.

هذا المشروع الضخم  يستهدف 1500 قرية وحوالى 11 ألف تابع لها بتكلفة تقدر ب 500 مليار جنيه مصرى (نصف تريليون جنيه ) يسكنهم حوالى 58 مليون مواطن مصرى أى حوالى 60% من المصريين.

والجدير بالذكر أن القرى المستهدفة هى القرى الأكثر فقرا في مصر والتى لا تقل نسبة الفقر بها عن 70%  ولا أكون مبالغة حينما أقول أن المستفيد الأكبر من هذه القرى سيكون صعيد مصر الغالى.

ويعتبر الهدف الأكبر والأبرز من المشروع هو القضاء على الفجوات الضخمة التى تفصل بين المصريين وبعضهم البعض فى مستوى وجودة الحياة ، فجوات فى مستويات الخدمات المقدمة والمفاهيم المجتمعية والثقافية التى تفصل بشكل كبير بين سكان الحضر والمدن الكبرى وسكان القرى والريف والتى استمرت لسنوات ليست بالقليلة فى الماضي واستمرت بالحاضر وكادت تؤثر على المستقبل نتيجة للضعف الشديد للبنى التحتية من صرف صحي وكهرباء ومعالجة مياه الشرب وطرق وشبكات خدمية واتصالات وتضاعفت مع عشوائية التخطيط والبناء فى هذه القرى.

ويتضمن المشروع الضخم نقلة كبيرة فى تبطين الترع والمصارف وعمل تجديد لشبكات ومحولات الكهرباء وسفلتة الطرق والمحاور الرئيسية فى القرى بينها وبين بعض وبينها وبين المراكز وعمل شبكات للصرف الصحى ومحطات لتنقية  مياه الشرب ومحطات معالجة ثلاثية للإستفادة من مياه الصرف مرة واتنين وثلاثة وعمل كابلات اتصالات لتوصيل التليفون والإنترنت المنزلى  بالإضافة لبناء وحدات صحية جديدة ومتكاملة وتجديد وتطوير الموجودة منها  لتخفيف الضغط على المستشفيات العمومية الموجودة بالمراكز وبناء مدارس ومراكز للشباب ومراكز البريد وبالمختصر سيتم تطوير كل ما له علاقة بحياة المواطن المصرى والخدمات المقدمة فى تلك القرى.

ولا تقل باقى أهداف المشروع عن الهدف الرئيسى من دعم للمقاولين المحليين بتلك القرى والمراكز وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وتوفير فرص عمل للشباب والقضاء على نسبة كبيرة من البطالة فى تلك القرى فى ظل جائحة كورونا هدف مهم وحيوى جدا مما سيكون له الأثر الأكبر فى تقليل الهجرة من الريف للحضر.

وهذا التطوير لا بد وأن يكون موازيا مع تطوير مماثل فى المحليات والمراكز الخدمية الحكومية وتقليل كبير فى الفجوة الرقمية الموجودة بتلك القرى والاتجاه إلى التحول الرقمى وعمل ماكينات للدفع الإلكتروني كي تستفيد من مميزات التحول الرقمى مثل بقية الشعب المصرى.

ونظرا لضخامة المشروع استخدم الرئيس لفظ "حشد" المجتمع من أفراد لمؤسسات مجتمع مدنى قوية واعية باحتياجات كل قرية وإدراجها ضمن الخطط المقدمة للمشروع  ما يترجم بشكل جيد حجم المجهود الذى ينبغى علينا أن نقوم به جميعا لتفيذ المشروع على أكمل وجه والوصول به  إلى بر الأمان.

إن هذا المشروع  الضخم يعتبر نقلة حضارية كبرى للقرى المصرية وإعادة بناء لقدرات المواطن المصرى وعمل توازن وتقريب لفجوات المعيشة بين أبناء الشعب الواحد من أجل تحقيق التكامل والتنمية وفتح مجالات جديدة تعمل على تحقيق حياة كريمة لكل المصريين  فلنربط الأحزمة ونجهز للانطلاق, فنحن على مشارف أول 3 سنين ستغير من شكل القرى فى مصر للأفضل بإذن الله.