الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل اللقاح خدعة.. الصين تروج لنظريات المؤامرة عن كورونا وسط حملات التطعيم

لقاح كورونا
لقاح كورونا

نشرت وسائل إعلام حكومية صينية، معلومات مضللة حول اللقاح الذي تنتجه شركة فايزر، وما إذا كان يمكن أن يؤثر بالسلب على كبار السن ويقتلهم،بالتزامن مع حملات التلقيح التي بدأتها دول عربية وأجنبية عدة للتعافي من فيروس كورونا. 

ونقلت وكالات أنباء عن متحدث باسم الحكومة، قوله إن الفيروس ربما خرج من مختبر عسكري أمريكي.

وفي الوقت الذي يواجه فيه الحزب الشيوعي الحاكم تساؤلات متزايدة حول لقاحات الصين وانتقادات متجددة لاستجابته لفيروس كورونا، فإنه يرد على الأمر بالتشجيع على طرح نظريات مضللة يقول بعض الخبراء إنها قد تسبب ضررًا.

ويثير مسؤولون ووسائل إعلام حكومية شكوكًا، حول اللقاحات الغربية وأصل فيروس كورونا في محاولة واضحة لدرء الهجمات، حيث دخلت هذه القضيتين في دائرة الضوء بسبب الانتشار المستمر للقاحات على مستوى العالم ووصول فريق منظمة الصحة العالمية مؤخرًا إلى مدينة ووهان بؤرة الوباء، للتحقيق في أصل الفيروس.

وبينما تثير هذه النظريات الهامشية المضللة الخارج، إلا أنها تستهدف جمهورًا محليًا أكثر تقبلًا، فقد شوهد هاشتاج بعنوان "فورت ديتريك في أمريكا" (مختبر بيولوجي بولاية ميريلاند الأمريكية) الذي دشنته رابطة الشبيبة الشيوعية على وسائل التواصل الاجتماعي، ما لا يقل عن 1.4 مليار مرة الأسبوع الماضي، بعد أن دعت متحدثة باسم وزارة الخارجية، منظمة الصحة العالمية إلى إخضاع الموقع للتحقيق.

وعن هذا الأمر، قال فانج شيمين، وهو كاتب مقيم حاليًا في الولايات المتحدة، ومعروف بفضحه الشهادات المزيفة وغيرها من عمليات الاحتيال في العلوم الصينية: "الهدف هو تحويل اللوم من سوء تعامل الحكومة الصينية في الأيام الأولى للوباء إلى مؤامرة من قبل الولايات المتحدة".

وأضاف شيمين: "هذا التكتيك ناجح للغاية بسبب المشاعر المعادية لأمريكا في الصين". 

ومن جانبها، قالت يوان تسنج، الخبيرة في الإعلام الصيني بجامعة ليدز في بريطانيا، إن قصص الحكومة انتشرت على نطاق واسع لدرجة أن حتى أصدقائها الصينيين سألوها عما إذا كانت صحيحة. 

وأكدت أن إثارة الشكوك ونشر نظريات المؤامرة قد تزيد من مخاطر الصحة العامة، وسط محاولة الحكومات تبديد القلق بشأن اللقاحات، قائلة: "هذا أمر بالغ الخطورة".

وكانت وسائل الإعلام الحكومية الصينية، قد دعت إلى إجراء تحقيق في وفاة 23 مسنًا بالنرويج بعد تلقيهم لقاح فايزر. 

واتهم كل من مذيع في شبكة تليفزيون الصين الدولية "CGTN" وتليفزيون الصين المركزي "CCTV" التي تبث باللغة الإنجليزية، وصحيفة "جلوبال تايمز"، وسائل الإعلام الغربية بتجاهل هذا الخبر.

فيما يقول خبراء الصحة إن الوفيات غير المرتبطة بلقاح كورونا، ممكنة خلال حملات التطعيم الجماعية، كما خلصت لجنة منظمة الصحة العالمية إلى أن اللقاح لم يلعب "دورًا مساهمًا" في وفيات النرويج.

ولم يخجل كبار المسؤولين في الحكومة الصينية من التعبير عن مخاوفهم بشأن اللقاحات التي طورتها شركات الأدوية الغربية.

وفي ديسمبر، قال مدير المراكز الصينية للسيطرة على الأمراض، جاو فو، إنه لا يمكنه استبعاد الآثار الجانبية السلبية لهذه اللقاحات.

وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم هذه الأدوية إلى أشخاص أصحاء، لافتا إلى أن هناك مخاوف تتعلق بالسلامة.

وأثار وصول بعثة منظمة الصحة العالمية إلى ووهان انتقادات مستمرة أيضًا، وذلك للتحقيق حول أن الصين سمحت للفيروس بالانتشار على مستوى العالم من خلال الاستجابة ببطء شديد في البداية، إلى حد توبيخ الأطباء الذين حاولوا تحذير الجمهور.

وقال جاكوب واليس، كبير المحللين في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، إن الحزب الشيوعي يرى في تحقيق منظمة الصحة العالمية خطرًا سياسيًا لأنه يركز الانتباه على استجابة الصين للوباء.

وأضاف واليس أن الحزب يريد "تشتيت انتباه الجماهير المحلية والدولية من خلال التشويه الوقائي للرواية حول أين تكمن المسؤولية عن ظهور كورونا".

ونجحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينج في تحريك الدفة، الأسبوع الماضي، من خلال مطالبة منظمة الصحة العالمية بالتحقيق في المختبر العسكري الأمريكي.

وقالت ينج "إذا كانت أمريكا تحترم الحقيقة، فالرجاء فتح المختبر للتحقق منه ونشر المزيد من المعلومات حول 200 أو أكثر من المختبرات الحيوية خارج الولايات المتحدة، والسماح لمجموعة خبراء منظمة الصحة العالمية بالذهاب إلى واشطن للتحقيق في أصل الفيروس".