الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دراسة تكشف سيناريو جديدا متوقعا .. ماذا يحدث عند اصطدام المجرات؟

سيناريو جديد متوقع..
سيناريو جديد متوقع.. ماذا يحدث عند اصطدام المجرات؟

يزعم فريق من علماء الفلك أن حدوث اصطدام كارثي بين مجرتين من الممكن أن يترك الثقب الأسود الهائل في مركز المجرة الأكبر دون أي شيء "يتغذى عليه".

ووفقًا لما ورد في تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن خبراءً من جامعة طوكيو باليابان ابتكروا ما وُصف بكونه "المحاكاة الأكثر دقة" لمجموعة من السيناريوهات لفهم ما يحدث عند اندماج المجرات، فالاصطدام المجري يُعرف بأنه عملية عملية اندماج مجرتين مع بعضهما البعض، فهو أشبه باندماج.

يشار إلى أنه كان يُعتقد في السابق أن الاصطدامات بين المجرات تضيف بالضرورة إلى نشاط الثقوب السودء الهائلة في مراكزها من خلال توفير مزيد من المواد لتتغذى عليها تلك الثقوب السوداء، لكن فريق الخبراء الياباني أفاد بأن في ضوء بعض السيناريوهات المتعلقة باصطدام المجرات "وجهًا لوجه" يمكن أن تُستنفذ النواة المجرية من المادة التي من شأنها أن تغذي الثقوب السوداء.


ووفقًا للخبراء الذين يتولون دراسة تكوين النجوم في مجرة درب التبانة، فإن هناك دليلًا على حدوث اصطدام واسع النطاق منذ حوالي 11 مليار سنة مضت.

ورغم أن باحثي جامعة طوكيو لم يقوموا بنمذجة مجرة درب التبانة على وجه التحديد في دراستهم، إلا أن "يوهي ميكاي"، كبير الباحثين القائمين على هذه الدراسة، صرح لصحيفة "ديلي ميل" بأن مستوى نشاط الثقب الأسود في مركز درب التبانة يعد منخفضًا نسبيًا مقارنة بالثقوب السوداء الموجودة في مراكز المجرات الأخرى، وهو ما يشير إلى أن الثقب الأسود الفائق في مجرتنا، والمسمى "Sagittarius A"، ربما يكون قد تُرك بدون مادة يتغذى عليها في مرحلة ما بعد اصطدام وجهًا لوجه بمجرة أخرى.

وأشار "ميكاي" إلى أنه "عند التفكير في ظواهر كونية هائلة على غرار اصطدام المجرات فقد يكون هناك ميل لتخيلها على أنها كارثة كونية من نوع ما تتصادم خلالها النجوم وتنفجر ويكون الدمار الناجم على نطاق ملحمي"، واستطرد موضحًا: "أنها في الواقع أقرب إلى اتحاد سحابتين"، وفي ضوء هذا السيناريو فإنه من غير المحتمل أن تصطدم أي نجوم داخل المجرات، لكن العواقب الأوسع لـ"اندماج السحابتين" يمكن أن تكون هائلة.

ويمكن حدوث اصطدام المجرات بطرق مختلفة، من بينها على سبيل المثال ما يشار إليه باسم "Head-on Collision" أو "الاصطدام وجهًا لوجه" أو مباشرة، وفي تلك الحالة فإن المجرة الأصغر ستتمزق بفعل قوى المد والجزر المجري الخاصة بالمجرة الأكبر، وفي تلك النقطة يمكن أن يحدث ما يسمى بـ"تجويع الثقب الأسود" أو فقدان ما يتغذى عليه.

وأشار "يوهي ميكاي" إلى أنه على مدار استكشاف علماء الملك الفلك لاصطدامات المجرات، كان يُفترض أن الاصطدام المجري من شأنه أن يوفر دائمًا وقودًا للثقوب السوداء في شكل مادة داخل النواة، ويُفترض أيضًا أن الوقود سيغذي الثقوب السوداء ويزيد من نشاطها، مؤكدًا أن هناك سببًا يدفعه وزملاءه الآن للاعتقاد بأن حدوث ما سبق ذكره ليس حتميًا وأن العكس تمامًا قد يكون صحيحًا في بعض الأحيان.

وتوصل "ميكاي" وزملاؤه إلى هذه النتيجة بعد إعداد نماذج مفصلة لسيناريوهات اصطدام المجرات ودراستها عبر حواسيب فائقة، حيث تبين لهم أنه في بعض الظروف يمكن لمجرة صغيرة تجريد أو قذف المادة المحيطة بالثقب الأسود الهائل في المجرة الأكبر، وهو ما سيقلل من نشاطه.


وأفاد كبير الباحثين بأنه وفريقه غير متأكدين من المدة التي يمكن أن يستمر فيها قمع نشاط الثقوب السوداء، وهو موضوع من المقرر دراسته مستقبلًا.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه يمكن لنتائج هذه الدراسة أن تساعد علماء الفلك على فهم تطور مجرتنا درب التبانة في ظل الاعتقاد بأنها قد اصطدمت بالعديد من المجرات الأصغر في الماضي، كما يمكن أن يساعد في فهم ما قد يحدث بعد نحو 4.5 مليار سنة عند وقوع الاصطدام المتوقع بين مجرتنا والمجرة الحلزونية الأكبر "أندروميدا".

يذكر أن نتائج الدراسة العلمية نُشرت في مجلة "Nature Astronomy" المتخصصة في مجال علم الفلك وعلوم الكواكب.