الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بلاش عداوة أحسن.. القبس الكويتية: ظريف يسعى لمصالحة المرشد الإيراني على خصومه

ظريف
ظريف

كشفت مصادر مطلعة لصحيفة القبس الكويتية، عن وجود حركة داخلية بين رجال النظام الإيراني، لإتمام مصالحة بين المرشد علي خامنئي وتيار الإصلاحيين، قبل يوليو المقبل، ونبذ العداوة بوصفها الحالة الأفضل لدولة مثقلة بالمشكلات.

اقرأ المزيد| 






قالت الصحيفة الكويتية بحسب مصادرها، إن التحرك يقوده وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مساعٍ منه لحل الخلافات الداخلية بين المرشد علي خامنئي والمحافظين من جهة، والتيار الإصلاحي الإيراني بزعامة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، من جهة أخرى، وذلك لتهدئة الساحة السياسة قبل انتخابات رئاسية لم يبقى عليها إلا بضع أشهر.

ولم يتطوع ظريف من تلقاء نفسه للقيام بمهام المصالحة، وإنما رشحه معسكر الإصلاحيين، لدوره الفاعل في وزارة الخارجية والرجل الذي تزعم وفد بلاده في المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5 + 1 في عام 2015، والتي توصلت إلى ما عرف بالاتفاق النووي الذي خرج منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2018، وفرض على إيران عقوبات شديدة حتى سلم منصبه لخلفه جو بايدن في 20 يناير الماضي.

وتقول المصادر التي تحدثت للقبس، إن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، وجه رسالة إلى المرشد الإيراني، طالب من خلالها خامنئي أن يعامل الإصلاحيين كمعاملة الأب مع الأبناء وإن أخطئوا، وأن البلاد بحاجة إلى التوافق بين جميع التيارات السياسية تحت خيمة النظام الإيراني.

وجاء رد خامنئي حاسمًا وغير متهاود، حيث رد على رسالة ظريف بمطالب، رأى إنه يجب تنفيذها أولًا قبل أي حديث عن أي شيء.

وطالب خامنئي في رده على جواد ظريف، بـ"ضرورة تقديم الإصلاحيين اعتذار علني أولًا"، وكان منطق المرشد في ذلك، بأنه يجب أن يدفع المعسكر المناوئ جزءا من الثمن، لأنه من غير الممكن بعدما  فرضوه من تكاليف على البلاد، أن يقوموا بطلب المصالحة، "لذلك عليهم تقديم الاعتذار أولًا، وبعدها سنناقش العفو المصالحة لاحقًا".

ويشير خامنئي في هذا الخصوص  إلى الزعيمان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي، أحد أبرز زعماء التيار الإصلاحي الإيراني الذين انتقدوا سياسات المرشد الإيراني خامنئي الخارجية والداخلية، خلال السنوات الماضية، وتزعما ما سمي بالثورة الخضراء  في عام 2009، والتي اندلعت عقب إعلان فوز الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بنسبة 63% من الأصوات، حيث  شككت المعارضة الإيرانية  في نزاهة الانتخابات، ما دعا إلى نزول الناس إلى الشوارع في مظاهرات عارمة لم تتوقف إلا بعمليات قمع شديدة، سقط فيها ضحايا كثر.

يأتي ذلك وسط حالة من تفاعل نشطاء إيرانيين مع واقعة انتشار صور ترويجية في شوارع وميادين العاصمة طهران لمجتبى خامنئي، نجل المرشد الإيراني، علي خامنئي، معربين عن تخوفاتهم من احتمالية وصول مجتبى إلى منصب المرشد الأعلى للنظام خلفا لوالده.

ونشر الصحفي الإيراني علي جوانمردي صور وملصقات مجتبى في أحد شوارع العاصمة طهران، وعلق مغردا: "ها هي خلافة خامنئي تُجهز وبدأت الدعاية لآية الله مجتبى، وسوف تتحول إيران إلى كوريا شمالية أخرى، لقد تحدثنا مرارا عن خطر وصول مجتبى خامنئي إلى السلطة بوصفه واحدا من أكبر المختلسين في تاريخ إيران".

وتأتي محاولات المصالحة بين أركان السياسة الإيرانية، قبل الانتخابات الرئاسية في إيران المقررة في يونيو 2021 ، في ظل مناخ من التوتر السياسي ونزعة انتقامية من قادة كانوا قبل نحو عقد أو أكثر ممن يوصفون برجال الثورة المخلصين للنظام، إلا أن خلافهم مع المرشد وسياساته السلطوية وتحكمه في كافة مناحي الحياة، دفع بهم إلى خلف أسوار منازلهم تحت مراقبة مشددة من ضمنهم مهدي كروبي الذي منع مؤخرا وعددا من القيادات حتى من الترشح لزعامة حزب 'اعتماد ملي' الذي كان من مؤسسيه.