الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمود بكري يكتب: الأمريكان وحقوق الإنسان (1)

صدى البلد

أثار اندهاشي ما تم الإعلان عنه مؤخرًا، بتشكيل كتلة برلمانية من نواب بالكونجرس الأمريكي للدفاع عن "حقوق الإنسان" في مصر .. ومصدر الدهشة والتعجب أن أمريكا من أكثر دول العالم صخبًا وضجيجًا بالحديث عن حقوق الإنسان وشعاراته، هي من أكثر الدول انتهاكًا لحقوق البشر، بدءًا من المجازر بحق الهنود الحُمر مرورًا بالقنابل الذرية على اليابان في مدينتي هيروشيما ونجازاكي إبان الحرب العالمية الثانية وصولًا إلى التاريخ الأسود في حرب فيتنام وما تلاها من الحروب التي خاضتها وتخوضها واشنطن في العراق وأفغانستان وصولًا إلى العنصرية البغيضة بحق مواطنيها السود والتي يدمى لها الجبين، فضلًا عن الانتهاكات القائمة على التمييز العنصري ضد العرب والمسلمين.

ولم يكن مقتل الأميركي جورج فلويد على يد الشرطة الأمريكية ببعيد ، فبعد أن فقد الوعي ، وتوقف عن الحركة والتنفس، أبقى ضابط الشرطة ركبته على عنقه لأربع دقائق أخرى، حيث ظل العديد من الشهود يتوسلون إلى الضابط لرفع ركبته عن عنقه وإنقاذ حياته .. ولكن الضابط لم يبد أي رحمة أو إنسانية، وعذبوه حتى الموت في وسط الشارع في مينيابوليس، وهو الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن حياة السود ليس لها أي قيمة في بلد تدعي أنها تدافع عن حقوق البشر في كل مكان بالعالم.

لقد ذكر مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالأشكال المعاصرة من العنصرية والتمييز العرقي وكراهية الأجانب وأوجه التعصب ذات الصلة ، أن الأشخاص المنحدرين من أصول أفريقية في الولايات المتحدة يواجهون القتل والمعاملة الوحشية بمعدلات خطيرة من قبل سلطات إنفاذ القانون والحراس، الذين قليلًا ما يتعرضون للمساءلة، ويُعد البالغون من الأمريكيين الأفارقة عرضة أكثر بواقع 5.9 ضعف للسجن مقارنة مع نظرائهم من البيض، وتُعد هذه التباينات العنصرية إرثًا من بقايا العبودية والفصل العنصري.

ثم أين كانت منظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية، ولماذا الصمت على تجاوزات الشرطة الأمريكية التي حاولت منع الجماهير من ممارسة حقها المشروع في الاعتراض على نتائج الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.

لقد وصفت الولايات المتحدة مقتحمي الكونجرس بالخونة الإرهابيين، بعدما كانت تسمي مثل هذه الانتفاضات " انقلاب شعبي " ، ولكن الأمر اختلف حينما وقع في واشنطن .. كان من الأولى على أعضاء الكونجرس أن يشكلوا لجنة لحقوق الإنسان في بلادهم، بعد اقتحام مبني الكابيتول وتعدي الشرطة على الجماهير ، خاصة بعد اعتراف رئيسهم السابق " ترامب " بتزوير الإنتخابات الرئاسية الأخيرة.

إن حقوق الإنسان كانت ولا تزال اللافتة التي تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية ستارًا لارتكاب أبشع ممارسات انتهاكات البشر وحقوقهم عبر التاريخ، وبالتالي ليس لها الحق في أن تتصدى لمشاريع أو أمور تتعلق بالبشر أو حقوقهم في أي دولة أو في المحافل الدولية. 

وللحديث بقية.