الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدء جلسات المؤتمر العربى الـ١٨ لرؤساء أجهزة المرور

صدى البلد

بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر العربي الثامن عشر لرؤساء أجهزة المرور المنعقد عبر الدائرة التلفزيونية  عن بعد بحضور كلا من اللواء شرطة حقوقي د. مدثر عبد الرحمن نصر الدين رئيس المؤتمرو السفير د. صالح بن عيسى الأمين العام المساعد، رئيس مركز جامعة الدول العربية بتونس وأعضاء الوفود العربية, واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث قال يُسعدني أن أعرب في بداية هذا اللقاء عن تقديرنا البالغ للرعاية الكريمة التي تحيط بها تونس العزيزة مجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته العامة، فلها منا رئيسا وحكومةً وشعبا وأجهزة أمن ـ كل الشكر والعرفان.

ويُشرفني أن أرفع إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب كل التقدير والامتنان للدعم الكبير الذي يوفرونه لأمانتهم العامة، وللجهود المحمودة التي يبذلونها لتعزيز مسيرة التعاون الأمني العربي.

يأتي اجتماعنا اليوم عن بعد إحدى نتائج جائحة كوفيد 19 التي تضع أمام العالم أجمع تحديات خطيرة تلعب أجهزة الأمن أدوارا كبيرة في مواجهتها. فباستثناء الطواقم الطبية ليست هناك جهة ألقت عليها هذه الجائحة مسؤوليات جديدة أكثر من أجهزة الأمن.

ولعل جهاز المرور أكثر الأجهزة الأمنية تعاملا مع تداعيات الجائحة بفعل إسهامه في فرض احترام الإجراءات المتخذة في إطار الحجر الصحي وحظر الجولان ووجود أفراده في تماس دائم مع مستخدمي الطريق وهو ما يعرضهم لخطر الإصابة بالفيروس. ولا يسعنا هنا إلا أن نحيي التضحيات الجسيمة التي يبذلها رجال المرور في هذا المجال وتعريض أنفسهم للأخطار في سبيل نجاح المواجهة الجماعية لهذه الجائحة.

ورغم أننا أدرجنا على جدول أعمال المؤتمر المقبل لقادة الشرطة والأمن العرب موضوع تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد على الأمن العربي ودور مختلف القطاعات الأمنية وأجهزة الحماية المدنية في مواجهتها، إلا أنه قد يكون من المناسب إغناء جدول أعمالكم اليوم بتبادل التجارب في مجال التعامل مع هذه الأزمة.


تبُرز هذه الجائحة اليوم مدى أهمية البند الرابع من جدول أعمالكم المتمثل في أهمية التدريب والتكوين والتأهيل المهني لرجل المرور، إذ أن الأدوار المتنوعة التي يؤديها رجال المرور في حياتنا المعاصرة تقتضي أن يتم اختيار التكوين المناسب الذي ينمي لديهم مهارات مختلفة لعل من بين أهمها مهارة التواصل الاجتماعي والقدرة على التعامل مع المتغيرات.

ويُشكل البند المتعلق باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتوعية بالسلامة المرورية مناسبة لتبادل الممارسات الفضلى في هذا المجال الحيوي الذي تبرز أهميته بجلاء عندما نضع في الحسبان التأثير غير المسبوق لمواقع التواصل الاجتماعي في الحياة اليومية وقدرتها على توجيه الرأي العام والتأثير في السلوك. ويزداد تقديرنا لأهمية هذا الموضوع حينما نضع في الاعتبار أن الغالبية العظمى من حوادث المرور تعود الى العنصر البشري. وفي هذا السياق تشير الاحصائية السنوية لحوادث المرور المسجلة في الدول العربية الصادرة مؤخرا عن إدارة الملاحقة والبيانات الجنائية في الأمانة العامة للمجلس الى أن نسبة 92.45% من تلك الحوادث ترجع الى أخطاء بشرية، وهي نسبة تتطابق مع النسب المسجلة دوليا.

ورغم ما تقوم به الأجهزة الأمنية العربية من جهود مشكورة في مجال التوعية المرورية وما حققه مجلسنا الموقر  في هذا الإطار من إصدار الكتيبات والملصقات والنشرات وإنتاج الأفلام وتنظيم أسبوع عربي للمرور، فإن تلك التوعية لا يمكن أن تكون ناجعة لما لم تتم في إطار تشاركي تحشد من خلاله طاقات كل الجهات، ويُشرَك فيه كلُّ المعنيين بالشأن المروري على المستوى الوطني في كل دولة وعلى المستوى العربي المشترك وعلى مستوى منظمات المجتمع المدني، وذلك انطلاقا من القناعة بأن السلامة المرورية تحتاج إلى تضافر جهود الجميع وأن الطريق الآمن مسؤولية مجتمعية كما أشار إلى ذلك شعار أسبوع المروري لعام 2020م، الذي ستستعرضون اليوم احتفالات الدول العربية به.

يُسعدني في الختام أن أجدد الترحيب بكم، واثقا من أنكم ستناقشون المواضيع المدرجة على جدول أعمالكم بما عهدناه فيكم من الخبرة والمسؤولية، مما سيسهم دون شك في تقليص حوادث المرور في الوطن العربي.

والله نسأل أن يرفع عنا هذه الجائحة وأن نسعد قريبا باللقاء بكم وجها لوجه كما سُعدنا بلقاء إخواننا من تونس وليبيا.