الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وسيم الفيومي يكتب: وثيقة الأخوة الإنسانية وصُنع السلام

صدى البلد

في الرابع من فبراير 2019 وبعد سنوات وسنوات امتلأت بمعارك وحروب واضطهاد للضعفاء والفقراء والأقليات وسياسات قصرت في حقوق الكثيرين من ذوي الاحتياجات والمعوزين والضحايا على مستوى العالم بأكمله بالإضافة إلى إرهاب وتطرف وتنمر لم يسلم من كل ذلك أي إنسان مسلما كان أو كافرا .. رجلا أو امرأة ، صغيرا او كبيرا ، أبيض أو أسود ..


لذا قام الحكيمان المخلصان من اجل الإنسانية فوصفا دواء ناجعا وفكرا راقيا مستمدا من وحي السماء ، استجابة لمتطلبات الحقبة التاريخية العصيبة والتي قدر أن يوجدا فيها  .. إنقاذا ومخرجا آمنا لمشكلات الإنسان في الشرق والغرب ، وبعد جهد جهيد وعمل دؤوب مستمر .. كان التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية في دولة الإمارات الرابع من فبراير 2019 من شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان ، والتي دعت إلى حرية العبادة ، وصنع السلام ، وإحقاق الحق ، وإحلال العدالة والتصاميم مع الفقراء والمظلومين ، والمعذبين ، (( يمكن الرجوع للنص الكامل للوثيقة )) . وتم إنشاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية للمتابعة والتي يتمثل فيها الفاتيكان ومجلس حكماء المسلمين ودولة الإمارات ، وتعمل على متابعة الوثيقة على أرض الواقع ، سواء لجهة إنفاذ التوصيات أو لجهة الاستمرار في اقتراح افكار وتطوير العلاقات ومكافحة التنمر والإرهاب على شتى المستويات.


* الوثيقة نحو العالمية : 
لقد أقيمت مناسبات جرت فيها إشادة بالوثيقة واهتمام من عدة مؤسسات وتمت صياغة برامج مشتركة استفادت من تجارب الفاتيكان ومجلس حكماء المسلمين ، كما دعت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية جهات عربية وعالمية مهتمة للتنسيق وتنوع النشاطات والاستفادة من التجارب السلبية والإيجابية  .


* * لقد نظرت الوثيقة إلى الآخر بوصفه شريكا ليس شريكا في الدين والوطن فقط ولكن أخوة تستدعي مساعدة كل إنسان بحاجة إلى العون بصرف النظر عن عرقه أو دينه أو لونه .. انها الأخوة الإنسانية .


ولقد ظهر ذلك واضحا فيما دعا إليه بابا الفاتيكان في خطاباته ، كما كان هناك دور فعال مؤثر الأزهر الشريف حيث أصدر عدة وثائق كان للمثقفين والمفكرين دور في صوغها وجاءت بمنزلة نص مرجعي يسهم في حماية الحريات وتجريم الاضطهاد والإرهاب ونبذ العنف والدعوة للتعايش والمواطنة ، كما لفتت الوثيقة الأنظار من خلال عدة مصطلحات تطرقت إليها " الضمير الإنساني" " إقصاء الأخلاق" " النزعة الفردية" "الفلسفات المادية" ..


دعت الوثيقة قادة العالم وصُنّاع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي للعمل : جديًّا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورًا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليًّا من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي .


وفي طريقها لصنع آليات لنشر وتنفيذ مبادئ الوثيقة شهدت الأيام الماضية جولات أوروبية للأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية ومقابلات مع رئيس المجلس الأوروبي لبحث التعاون المشترك ولإحداث التغير الإيجابي المرغوب في المجتمعات ، وكذلك التقى بعدد من السفراء ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي ..


كللت هذه الجهود باعتماد الأمم المتحدة الرابع من فبراير يوما دوليا للأخوة الإنسانية مما يعد اعترافا دوليا بوثيقة الأخوة الإنسانية .


وجدير بالذكر أن الأزهر قام العام الماضي بنشر بنود الوثيقة من خلال ورش عمل في عدد من المعاهد في كافة محافظات الجمهورية ..
وكان الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية المستشار محمد عبد السلام قد التقى بالدكتور حمد الدرمكي الأمين العام لجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم لمناقشة تفعيل ونشر مبادئ الوثيقة في مجال التعليم ، ترتب على هذا اللقاء نشر الوثيقة إلى جميع مواقع المدارس للتعرف على مستجدات وفعاليات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية .