EN 
مع كل طلوع فجر كل يوم سبت، يتوجه مجموعة من المتطوعين إلى مقر مؤسسة خيرية بمدينة قوص جنوب قنا، للبدء فى تجهيز وجبات غذائية متكاملة لتوزيعها على الأرامل و المطلقات وذوى الاحتياجات الخاصة، كعادتهم الأسبوعية التى اعتادوا علي أدائها منذ عام مضى، ما بين مجموعة سيدات و فتيات يتولون عملية التنظيف و الطبخ، و شباب يتولون عملية إحضار المواد الغذائية وتغليفها و توزيعها على المستهدفين حتى أبواب منازلهم.
المبادرة التى كانت تقتصر دائرة توزيعها فى بداية الأمر على المنطقة المحيطة بمكان تجهيز الطعام، لم تعد كما كانت فى بداية عملها، فزيادة أعداد المستهدفين من المحتاجين والفقراء، دفع المشاركين إلى توسيع نطاق التوزيع للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستهدفين بالقرى و النجوع المختلفة.
الإنفاق على أعمال المبادرة وتكاليف تجهيز الوجبات الغذائية، كانت مقتصرة فى بداية الأمر على المتطوعين المشاركين فى المبادرة، لكن ذيوع صيت الدور الانسانى للمبادرة والمشاركين فيها، دفع الكثير من أهل الخير و المتبرعين، إلى قصدهم للمساهمة فى هذه المهمة الإنسانية، سواء بتجهيز يوم كامل أو دفع تكاليف مجموعة وجبات.
شهر رمضان المعظم، و إن كانت ضمن اهتماماتهم، إلا أنه لم يكن المقصد كما تفعل الكثير من المبادرات التى تستمر طوال أيام الشهر الفضيل و تنتهى أعمالها مع آخر أيام الشهر، فالاستدامة والاستمرارية من أهم مقاصد فريق العمل الذى يرى أن استمرارها طوال أيام العام، حتى و إن كانت أسبوعية هو من أهم أهدافهم، لندرة أعمال خير وتقديم الأطعمة بعد شهر رمضان.
قال محمد عبدالمعز الطاهر، عضو مؤسسة نور الدين جابر الخيرية بالحمر والجعافرة، مبادرة مطبخ الهنا الخيرى، بدأت منذ عام ومستمرة بإذن الله تعالى بدعم ومساعدة أهل الخير، و تهدف المبادرة إلى توصيل وجبة غذاء جاهزة ومتكاملة للفئات والأسر المحتاجة، وعلى رأسها الأرامل و المطلقات و الأيتام و ذوى الإعاقة، وذلك من خلال مجموعة شبابية متبرعة ومتطوعة لتوصيل الوجبات إلى الفئات المستهدفة وفق نظام دقيق لضمان وصولها لمستحقيها الحقيقيين.
وتابع عبدالمعز، المبادرة تعمل كل يوم سبت بداية من الساعة الثامنة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، حيث يتم طهى الطعام من خلال مجموعة سيدات وفتيات تضم حوالى 7 متطوعات، وبعدها يتم تجهيز الوجبات و تغليفها وفقًا لنظام صحى، تمهيدًا لعملية التوزيع التى تبدأ قبل موعد وجبة الغذاء لضمان وصولها فى موعدها الصحيح.
وأشار عبدالمعز، إلى أن المبادرة تعمل من فريق متعاون لا رئيس بينهم ولا مرؤوس الكل يمارس دوره بحب طمعًا فى رضا المولى عز وجل و تنفيذًا لتعاليم ديننا الحنيف التى تحث على إطعام الطعام بين الناس، خاصة و أن الكثير من الأسر لا تتناول اللحوم أو الوجبات المتكاملة إلا من خلال أهل الخير، مضيفًا بأن المبادرة كانت فكرة للمهندس محمود ربيع وبعض الشباب المتطوعين والآن الكثير من أهل الخير يتبرعون بأموال أو مواد غذائية ولحوم لتوزيعها كوجبات للمستهدفين.
وقالت شاذلية محمد أحمد "أخصائية اجتماعية و عضو بالجمعية"، لا نكتفى بمجرد عمل وجبات وتوزيعها على المستهدفين، لكننا نحرص على جودة الوجبات المقدمة، من خلال طهيها بشكل جيد، و التنوع فى عمل الوجبات ما بين فراخ ولحوم بأنواعها المختلفة، إضافة إلى وضع فاكهه مع الوجبة، حتى توفر على الأسر المستهدفة قيمة وجبة غذائية متكاملة تسد جوعهم.
وأضافت ، كما نحاول بقدر الإمكان مراعاة الشروط الاحترازية والصحية خلال عملية تجهيز الطعام، أو عملية التوزيع على المستهدفين، خاصة فى ظل تفشى وباء كورونا الذى يتطلب منا إجراءات أكثر وقائية من ذى قبل، مشيرةً إلى أنهم يطورن فكرة المبادرة باستمرار مع زيادة الحالات المحتاجة و اعتماد الكثير من الأسر على الوجبات المقدمة من المبادرة.
اقرأ أيضًا :
الديون تحاصرها والسجن ينتظرها.. مأساة "نجوى" التي باعت كل ما تملك لرعاية أبنائها المعاقين
ضبط 6 أشخاص أثناء محاولتهم التنقيب عن الآثار في قرية دندرة بقنا
