الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. هادى التونسي يكتب: مشروع نادي السينما الغنائي

صدى البلد

تخيل لو استطعت ان تجمع لحظاتك الساحرة عبر العقود في ٣ ساعات،تناجي وجدانك بلغة الروح، فتشعل حماسك، و تستعيد روح الشباب و الفرح و التألق، وتعود اكثر نشاطًا و أملا و حلما .
تخيل ان محتوي تلك اللحظات الغنائية هو الارقي فنيا و معنويا، بما أهل  افلام اغلب تلك الأغنيات ان تحصل علي جوائز الأوسكار، و أن المغنيين المصريين الشباب من خريجي مدارس و جامعات اللغات الأجنبية، و لهم وظائف مرموقة، لكنهم صقلوا هواياتهم في الغناء و العزف و التأليف و التوزيع و الرقص و التمثيل من خلال دراسات متخصصة، بل و أدي بعضهم في الولايات المتحدة و بريطانيا، و انه تربطهم صداقات طويلة، و يختارون غناء عشرات الأغاني التي يؤدونها مترابطة وفق شخصية و صوت المغني. 
هؤلاء الشباب استطاعوا بدراساتهم و إتقانهم لعدة لغات و خبرات حيواتهم ان يستوعبوا ثقافات غربية، و ان يكونوا جسرًا للربط بين الثقافات و الشعوب و لتحديث فنون الغناء و الموسيقي و للارتقاء بالذوق العام، فماذا فعلوا؟
بدأت الفكرة منذ سنوات لدي نسمة محجوب المغنية ذات الصوت القوي الواسع و التي تؤدي بعشر لغات بوصفها المديرة الموسيقية لمشروع نادي السينما أو سينمانيا بان تكون فرقة من خمس مغنيين سواء درسوا في الكونسرفتوار او دراسات جامعية ذات صلة في مصر و الخارج او في مشروع فابريكا للتدريب الصوتي الغنائي الذي ترأسته مطربة الأوبرا الشهيرة نيڤين علوبة. و اكتملت فرقة نسمة محجوب بالمايسترو چورچ قلته و بأوركسترا سينكوپ و الموزع الموسيقي شادي الحلواني، و كان الهدف عرض اشهر الأغاني الغربية علي مدي عقود بشكل مترابط في برنامج صاحبة السعادة التلفزيوني الغنائي الاستعراضي،بما يثير الحنين و يثري الموسيقي، الا ان النجاح الساحق للحلقات المتميزة و انتشار تسجيلاتها في مصر و العالم العربي جعل المشروع يستمر للعرض العام في مصر و الخارج من خلال شركة مودرن تاتش للانتاج.كما انضم للفرقة مغنيون اخرون، منهم من يأتي خصيصا من لندن، بحيث اصبح ذلك الإنتاج الفني المذهل يضم ٣٠ عازفًا و مغنيًا يؤدون فرديا و ثنائيا اغنيات مترابطة (ميدلي)بعدة لغات و احيانا بمصاحبة راقصين.نحن إذن بصدد فن راقي و شباب واعد يستحق كل منهم التنويه و الدعم.
لو تأملنا فن الغناء المصري في القرن العشرين لوجدنا ان اهم الملحنين مثل عبد الوهاب و فريد الأطرش حرصوا علي مزج الموسيقي الشرقية و الغربية و استخدموا آلات غربية و إيقاعات مثل الڤالس و التانجو حتي شاعت بعض ألحانهم في الخارج، و اعطي ذلك الموسيقي و الأغاني المصرية وقعًا مميزًا و سائغًا ، لذا فالدور الذي تلعبه تلك المجموعة لا يحيي فقط الفن الراقي بل يعيد الي الذكري افلام الزمن الجميل، و هكذا و نحن بصدد نهضة ثقافية كبري عبر مدينة الفنون و الثقافة بالعاصمة الادارية و المدن الجديدة فهم يستحقون الانتشار في اهم المناسبات و المسارح و المهرجانات المحلية و الدولية.
و لدي تجربة حينما كنت سفيرا لدي ناميبيا منذ عام ٢٠٠٨، اذ لاحظت ان الصحافة المحلية تنقل عن وكالات غربية مقالات تركز علي مظاهر التطرف و الارهاب في مصر مثلما تنقل حاليا صورة مغلوطة عن وضع حقوق الإنسان، ومع إيماني بأهمية نشر الفنون المصرية الأصيلة في الخارج الا انني نجحت في استقدام فرقة د صبحي بدير و الاصدقاء التي تؤدي اغاني بخمس لغات لتلعب اسبوعا في المسرح الوطني، و حظت الحفلات بإعجاب رسمي و شعبي و انتشار إعلامي واسع الي الحد ان طلبتها السلطات الناميبية لعام تال، و قلدت الفكرة سفارات غربية كبري. كان القصد من ذلك ان يفهم الشعب اننا نجيد نفس الفنون التي يحبونها، فالمرء عادة يحب صورة نفسه في الآخرين، و ان يزول ذلك الحاجز المعنوي الذي يحجب عن تلك الشعوب الصديقة ان يروا مصر علي تنوعها بروح المودة و التفاهم. لذا اتساءل عما اذا كان بمقدورنا تخيل جدوي ايفاد فرقة نادي السينما ( سينمانيا) او مجموعة مصغرة منها لتؤدي بصحبة عازفين من البلد المعنية الي بلدان اجنبية مختارة في مهرجانات او أسابيع ثقافية لكسب مودة شعوبها. ظني ان النجاح سيفوق التوقعات، فلنفكر معًا خارج الصندوق.