الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدمن أفيون متعافى لـ صدى البلد: حاولت الانتحار.. وأصبحت نجما بسبب محمد صلاح

صدى البلد

مدمن متعافى لصدى البلد:
  • أدمنت العديد من المواد المخدرة وتحولت إلى تاجر للمخدرات
  • حاولت الانتحار أكثر من مرة ولكنني فشلت 
  • زوجتي أخذت أطفالي وتركت لي البيت وعشت في وحدة قاتلة 
  • صندوق مكافحة الإدمان أنقذني وبدأت حياة جديدة 
  • أعطوني قرضا بإجراءات بسيطة ونسبة قليلة.. وتمكنت من فتح المحل الخاص بي مرة أخرى 

قال محمود محمد أحمد، البالغ من العمر 30 سنة يعمل "حلاقا"، وأحد المتعافين من الإدمان، إنه كان مدمنا لعدد من المواد المخدرة مثل: الحشيش، والهيروين، والأفيون، والترامادول، وكان السبب في ذلك الأصدقاء الذين كان يتعامل معهم، مؤكدا أنه كان يعيش حياة بائسة بسبب تعاطيه المخدرات، وكل أمواله ضاعت في شرائها.


قال محمود، لـ "صدى البلد": كنت أتعاطى المخدرات لمدة 15 عاما، ولكن بفضل الله تم علاجي تماما منذ 3 سنوات و5 شهور و3 أيام، حيث بدأت الإدمان في المرحلة الإعدادية وكانت السجائر هي المحطة الأولى أسوة بزملائي، وبعد ذلك قمت بالنزول للعمل بسبب الظروف المادية للأسرة وكان عمري وقتها عشر سنوات، ومن هنا بدأت تعاطي الحشيش، ولكن أثر على نسبة الوعي عندي،  ومن هنا بدأت أتعاطى الحشيش بكثافة، وبعدها دخلت في طريق الأقراص المخدرة.


وأضاف محمود: كنت أعمل حلاقا، وأقوم بمواصلة الليل بالنهار داخل المحل خلال فترة الأعياد والمواسم، وكان بعض الزبائن يعطونني أقراص الترامادول ومن هنا بدأت تعاطي الأقراص، ولكن حينما كنت أستيقظ وأنا أشعر بالتعب أتصل علي الشاب الذي أعطاني الترامادول وأطلب منه مرة أخري، وهكذا دخلت بعد تعاطي المخدرات في طريق البرشام، حتي جاءت فترة كان البرشام غير متواجد وأنا أدمنته لدرجة أنني كنت أنام علي الفراش لا أستطيع أن أتحرك، والصداع لا يفارقني، فقال أحد الزبائن سأقوم بعمل واجب معك وأعطاني هيروين وسألته عن مكان بيعه، وقمت بشرائه، وكنت أقول إنني حينما أجد البرشام لن أتعاطى الهيروين وللأسف هذا الكلام لم يحدث، وأصبحت أتعاطى الحشيش، والهيروين، والبرشام، وكل أموالي التي أكسبها من مهنتي أشتري بها هذه المكيفات، إلى أن تطور الأمر وأصبحت أبيع المخدرات.


وأوضح محمود: قمت ببيع المخدرات بعد أن أدمنتها، لأنني محاط بأشخاص معهم أموال وقادرين علي شرائها، ولكن للأسف ضاعت كل الأموال، وبعد أن كنت أتعاطى نسبة قليلة أصبحت أتعاطى بشكل كبير، بالإضافة إلي أن أموال المخدرات لم يكن فيها بركة، فكنت أكسب منها أموالا كثيرة، ولكن يحدث لي العديد من المصائب المختلفة، وكانت تضيع في الملاهي الليلية، حتى وصل بي الحال وأنا أبيع المخدرات أقوم باقتراض أموال من الناس، وبسبب ارتفاع أسعار الحشيش، والهيروين، والبرشام، اتجهت إلي الأفيون، وكنت أزعم أنني سأتعاطيه حتى أتمكن من ترك الأنواع الأخري.


وتابع محمود: بعد أن تناولت الأفيون، لم أستطع أن أتركه لأن أعراض انسحابه أصعب من المواد المخدرة الأخرى، وهذه الأعراض: تكسير في الجسم، رشح شديد، وجع في كل أنحاء الجسد، لم أتحمل أحدا، وقمت بتكسير البيت، لكي أشتري الأفيون، ووصلت لدرجة أنني في هذا الوقت أتعاطى أي شيء أمامي، ولم أتمكن من ترك الإدمان بمفردي، فقام والدي بالوقوف بجانبي، واشتري علاجا لي، ولكن للأسف لم أستطع أن أترك التعاطي؛ لأنه بعد نزولي للعمل رجعت له مرة أخرى، وأصبح التركيز في كل حياتي على شراء المواد المخدرة فقط، ولم أفكر في بيتي وأولادي، وكل ما أفكر فيه كيف أشتري هذه الأنواع المخدرة، ووالدي وزوجتي وقفا بجانبي أكثر من مرة، ولكن زوجتي غضبت وتركت لي البيت وأخذت الأطفال، وأصبحت أعيش بمفردي، ففكرت في الانتحار حتى لا أسبب تعبا لكل من حولي، وبالفعل حاولت أكثر من مرة الانتحار ولكن فشلت.


وحول رحلة تعافيه من المخدرات، قال محمود: "بعد أن شاهدت إعلانا للاعب المصري محمد صلاح، علي التليفزيون، بدأت أفكر في الإقلاع عن التعاطي ولكني لم أقتنع بذلك،  فتحدث أحد الجيران مع أمي وأرشدها الى صندوق مكافحة الإدمان، فأخذتني أمي إلي مقر الصندوق، وجلست مع الدكتورة وقلت لها أنواع المواد المخدرة التي أتعاطاها، ثم بعد ذلك ذهبت إلى الأخصائية، وقامت بحجزي في نفس اليوم، وبدأت أن أحضر اجتماعات، وخطوات التعافي، ثم قمت بالنزول إلى الرعاية النهارية، وهي أن المدمنين المتعافين يأتون للمتابعة، وفي هذا اليوم تحدث أحد المتعافين عن فترة إدمانه، وكيف أصبح معافى، فوجدته يحكي نفس قصتي فسألت نفسي لماذا لا أكون مثله، ووضعته هدفا أمامي، وأخذت القرار من داخلي أن أتعافى، ونفذت جميع التعليمات، وأيضا كل ما قاله زملائي المتعافين، وطبقته تماما، وأيضا كان معي دكتور وأخصائي يتابعون حالتي حتى تعافيت.

وعن حياته بعد التعافي من الإدمان، أضاف محمود: تعافيت تماما من الإدمان، ووجدت المحل الخاص بي مغلقا، وكنت قد بعت جميع الآلات الموجودة الخاصة بالحلاقة في فترة التعاطي، فقال لي القائمون على الصندوق إن هناك بداية جديدة، وأعطوني قرضا بإجراءات بسيطة بنسبة صغيرة، وطلبوا مني دراسة جدوي، وقمت بعرضها على الأستاذ ممدوح بالخط الساخن.


ومن هنا بدأت أن أفتح المحل الخاص بي مرة أخري، وأصبح منتجا من جديد، حيث أنني أشعر وكأني في حلم، ولكن قيام الصندوق بتوفير بداية جديدة لي استطاعوا مساعدتي في ذلك، الحمد لله أنا سعيد جدا في حياتي الجديدة، وأصبحت مسئولا عن نفسي وعن غيري.


واختتم محمود: "أقول لكل مدمن أنا مش أحسن منك، أنت تستطيع أن تتعافى، وتواجه، وما عليك إلا أن تأخذ القرار من داخلك، وبعدها تستطيع أن تكون مثلي وأفضل مني".