الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم المنشاوي يكتب: بكل الحب ننعيك!

صدى البلد

بين الألم الذي يعتصر قلبي، والحزن عليك، والحنين إليك، أكتب تلك الكلمات، لعلها تخفف من حدة النار التي تشتعل داخلي، فإنها لوعة الفراق يا "أبن الخال"، لم تكن ابن خال فحسب، بل كنت ونعم الأخ، فلم يختلف عليك اثنين، بل بكى الجميع، وترحم عليك الغريب قبل القريب، لكن تلك هي الأقدار والأعمار، فطبت حيًا وميتًا يا "محمد".
ما وددت أبدًا أن تكون محور حديثي، فأنت لم تمت، بل حي في قلوبنا، فهناك من يدعو لك ليل نهار، ومن يترحم عليك بين لحظة وأخرى، ليتك تعرف أن الجميع يذكرك بالخير، وأن خبر وفاتك كان كالصاعقة، رغم أن جميعًا كان يشعر بك، ويتألم لألمك، ففي الوقت الذي كان ينهش المرض جسدك كان الحزن عليك يدمي قلوبنا.
تعذبت كثيرًا، وتألمت أكثر، صبرت على المرض اللعين "السرطان" أكثر مما توقعنا، وجدناك في محنتك الصابر الراضي بقضاء الله وقدره، فالمسبحة لم تفارق يدك، والحمد والثناء على الله لم يفارق شفتاك، والرأفة بكل من حولك لم تتخلى عنها حتى غيبك الموت، فأريد أن أخبرك بأن الجميع يذكرك بالخير، زوجتك.. أبنك.. والديك.. أقاربك.. أصدقائك.. أهل بلدتك وتوابعها.. كل من عرفك ومن لم يعرفك.
ولا شك، أن فراقك "مصيبة" حلت بنا جميعًا، لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون"، ولعل ما يُهدأ نار قلوبنا، هو وجهك المضيء عند "غُسلك"، بشهادة كل من شهد تلك اللحظة، التي لم أنعم بها، وجنازتك التي حضرها الصغير قبل الكبير، والغريب قبل القريب، وسيرتك العطرة، وحسن خلقك، وبرك أيضًا بمن تعرف ومن لم تعرف.
لكن هذا هو حال الدنيا، "ميت يودع ميت"، وصدق من قال: موتٌ يسيرٌ معه رحمةٌ خيرٌ من اليُسْرِ وطول البقاءِ.. وقد بَلونا العيشَ أطواره فما وجدنا فيه غيرَ الشّقاءِ، فنشهد أنك تألمت كثيرًا، وعانيت من "الكيماوي" مرارًا وتكرارًا، وصبرت وحمدت الله، بل واحتسبت كل هذا عند الله، ولم تبالي في أواخر أيامك، وتنشغل إلا بتعب من حولك، كنت رحيمًا بهم، ومشفقًا عليهم، فأنت تسكن القلب وإن كنت لا ألقاك، وطرفي موصول برؤيتك وإن تباعد عن سكناي سكناك.. رحمك لله وأسكنك فسيح جناته، وأدخلك الجنة دون حساب ولا سابقة عذاب، ولعل يكون لنا في القريب لقاء..