الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحديا إعاقتهما .. شابان يبدعان في رسم اللوحات الفنية بقنا.. شاهد

أبناء قنا يبدعان
أبناء قنا يبدعان في رسم اللوحات الفنية والمسرح

الإعاقة السمعية التى ولد بها حسين فهمى و عبد الحميد أبوبكر، لم تمنعهما من استكمال تعليمهما بجامعة جنوب الوادي بمحافظة قنا، و ممارسة حياتهما كبقية أقرانهما، بل كانت دافعًا للتحدي والتميز فى أعمال إبداعية و شاقة فى بعض الأحيان، قلما يجيدها الكثير من الأصحاء، فالأول أبدع وتميز فى مجال الرسم والآركت و الثانى أبدع فى المسرح و أعمال الحدادة.

أحمد غنيم، مترجم الإشارة للفرقة الثالثة بكلية التربية النوعية، و هايدى راجى، مترجمة إشارة للفرقة الثانية بكلية التربية النوعية، كانا مفتاح التواصل مع حسين و عبدالحميد، واللذان يتطوعان بالكثير من وقتهما لمساعدة الصم و ضعاف السمع، للتواصل مع الآخرين، خلال تواجدهم فى الفعاليات المختلفة، لضمان وصول رسالة صحيحة للآخرين.

حسين فهمى، طالب بكلية التربية النوعية 23 عامًا، أحب الرسم واللعب بالألوان منذ الصغر، وجسد بها الكثير من الأشخاص و الأشكال التى أثرت فى حياته بالإيجاب أو السلب، فى لوحات فنية رائعة نالت استحسان وتقدير الجميع، وهو ما دفعه لتطوير قدراته باستخدام كافة الخامات والألوان فى عمل رسومات مائية أو بالرصاص أو الشمع.

أسرة حسين، كان لها الدور الأكبر فى تلبية رغبة نجلها و إلحاقه بكلية التربية النوعية والتى استطاع من خلالها صقل موهبته و عشقه للفن والرسم، حتى تمكن من المشاركة بأعماله الفنية فى مسابقات والمنافسة بقوة ببعض اللوحات والحصول على جوائز ومراكز متقدمة.


قال حسين فهمى، الرسم كان هوايتى منذ الصغر، و ساعدتنى أسرتى فى تنمية مهاراتى فى الرسم، كما كان لبعض المدرسين فضل كبير فى استكمال تعليمي و تنمية موهبتى فى الرسم، و تمكنت من تعلم أساليب كثيرة فى الرسم خلال دراستى، بالإضافة إلى شغل الآركت.


أما عبدالحميد أبوبكر فبجانب اتقانه للرسم و الأعمال المطلوبة منه بكلية التربية النوعية التى قرر الالتحاق بها، كرغبة أولى، إلا أنه أجاد التمثيل والمسرح، و اتجه لأعمال الحدادة و صناعة شبابيك الألوميتال و بعض الأعمال الشاقة والصعبة، متحديًا كل الظروف والمخاطر التى قد تحيط بهذه الأعمال، ليثبت للجميع أن الإعاقة ليست نهاية للحياة، بل دافعًا للتميز والإبداع.


عبدالحميد.. رغم أن الجميع يظن أنه يحتاج للمساعدة، إلا أنه لا يترك فرصة لمساعدة الآخرين، إلا و يسارع إليها، حتى أن أساتذته فى الجامعة يستعينون به فى الكثير من الأعمال الإبداعية لمساعدتهم فى إنهائها، و يشارك دائمًا كمتطوع فى أعمال تركيب شبابيك أو حدادة خاصة بالجامعة، إضافة لتولى مسئولية تركيب الكهرباء فى جمعية النور للمكفوفين التى يتواجد بها دائمًا.


قال عبدالحميد أبوبكر، بدأت حياتى مثل الكثير من ضعاف السمع، لكننى قررت الالتحاق بالجامعة، وخلال هذه الفترة كانت لدى رغبة فى العمل المسرحى، وهو ما دفعنى للمشاركة فى الكثير من الأعمال المسرحية سواء داخل الجامعة أو خارجها، بجانب عملى فى أعمال الحدادة و صناعة الشبابيك.


يطالب حسين و عبدالحميد، بضرورة إنشاء كلية خاصة بالصم وضعاف السمع لكى تحتوي مواهبهم و إبداعاتهم، وتراعى ظروفهم واحتياجاتهم التى قد لا تتناسب مع أقرانهم الأصحاء، كما يطالبان بزيادة النسبة المخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة إلى 10% بدلا من 5% لحاجتهم إلى العمل أكثر من غيرهم لتلبية احتياجاتهم المعيشية المتزايدة.


قال أحمد غنيم، مترجم إشارة بالجامعة، أتعامل فى مجال الترجمة منذ فترة طويلة، لكن هناك نماذج مميزة نتوقف أمامها كثيرًا، مثل حسين و عبدالحميد، فرغم ظروف إعاقتهما إلا أنهما تميزا فى مجالات مختلفة بجانب إصرارهما على الوصول إلى المرحلة الجامعية، ولكل منهما بصمات فى مجال عمله.


وأضاف غنيم، نسعى بقدر الإمكان من خلال عملنا كمترجمين إشارة داخل الجامعة لإظهار مواهب الطلاب وعدم الإكتفاء بدورنا كمترجمين لتوصيل رسائلهم لأساتذتهم أو العكس، لأننا بحكم تواجدنا معهم لفترات طويلة نتعرف على مواهبهم وابداعاتهم، وبعدها نقوم بدورنا بالتواصل مع المعنيين لتنمية هذه المواهب والإبداعات.

اقرأ أيضًا :

خلال الموجة الثانية.. ارتفاع عدد المتعافين من كورونا بمستشفى قفط التعليمى إلى 108 حالات

محافظ قنا يناقش مقترحات تطوير العمل بالمواقف