رئيس مركز معلومات تغير المناخ لـ "صدى البلد": الطقس المتقلب يمكن أن يؤثر إيجابيا على العديد من المحاصيل .. ومصر أكثر دولة في أفريقيا تستطيع تعظيم استخدامات المياه

شهدت مصر خلال الثلاثة أيام الماضية، موجة من الطقس السيئ والتقلبات الجوية، والتى كما لها تأثير مباشر على المحاصيل الزراعية ، والأسماك ، والدواجن ، والماشية.

وقبل بدء تلك الموجة، كان هناك تعاون وتنسيق مشترك بين وزارة الزراعة والجهات المختصة في الدولة، وذلك في إطار تقديم الدعم والمعلومة والإرشاد للعاملين في القطاع الزراعي، حيث أصدرت عض الارشادات اللازمة للمزارعين والمربين قبل حدوث التغيرات الجوية.

وكان لـ "صدى البلد" حوار شامل مع الدكتور محمد على فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، للحديث حول أهم التوصيات اللازمة للمزارعين والمربين وأصحاب المزارع السمكية والدواجن  فى ظل التقلبات الجوية الحالية، وإلى نص الحوار:

أوضح: "مركز التنبؤات الجوية الزراعية يختلف عن هيئة الأرصاد ، حيث أن هيئة الأرصاد تعمل رصد للحالة الجوية في طبقات الجو العليا لذا فالهيئة تصدر بيانات بشأن المحافظة ككل، لكن مركز التنبؤات التابع لوزارة الزراعة تتنبأ بكل منطقة أو حوض للزراعة فى المحافظة وتأثيراتها على الزراعة فى مختلف الأماكن لذا نصدر نماذج للمناخ الزراعى".

وتابع: "لابد من التنبؤ فى وزارة الزراعة بمؤسساتها بالأرصاد كل أسبوع لأنه بناءا عليه يتم إصدار أهم التوصيات للمزارعين".

وأشار: "كما أن هناك العديد من المحاصيل التى يؤثر فيها هذا المناخ من البرودة والصقيع سلبيا عليها وهى المحاصيل التي ظنت انتهاء الشتاء بسبب الدفأ وبدأت فى نمو متطور كالفاكهة المتساقطة الأوراق مثل العنب والخوخ والتفاح والكمثرى".

وشدد: "ويجب ألاننسي أن تباين المناخ فى مصر سبب أساسي فى إنتاج محاصيل صيفية وشتوية وأيضا جعلنا نصدر 5 مليون طن من المحاصيل لهذا العام ، معلقا :"أوروبا لاتستطيع زراعة أصناف معينة بسبب استمرار الصقيع والتي تستورد تلك الأصناف من مصر"، ومن أهم المحاصيل أيضا العنب الذى يحتاج الدعم لأنه لايتحمل هذا الجو من الصقيع خاصة أنه بدأ فى طرد أوراقه الخضراء ، وكذلك الزيتون يحتاج المزيد من الدعم".

قال: "استباقا لهذه الحالة من المناخ كان هناك فعليا إرشادات من وزارة الزراعة للمزارعين من خلال بيان رسمى ، وتم نشره خلال وسائل الإعلام والإدارات الزراعية قبل أى جهة ، خاصة أن الظروف المناخية غير معلومة".

أوضح: "لابد الانتهاء من إجراء رشة وقائية "هامة" على معظم المحاصيل على يوم الجمعة أو السبت "19- 20 فبراير 2021" ضد عدد من الأمراض المتوقع ظهورها وانتشارها خلال هذه الاجواء من المناخ "الرش بــ اوكسي كلورو النحاس مع مانكوزيب أو كلوروثالونيل او ازوكسي ستروبين أو جلوكانات النحاس" بالمعدلات الموصى بها، الندوات والتبقعات الفطرية والبكتيرية على الطماطم والبطاطس الصيفية والكنتالوب والبطيخ والخيار "اللفحة الصمغية" - لفحة الكمون - انثراكنوز الفول والبسلة - سحب مبيدات الاعفان لشلل الكمون "مون كت + توبسين".

ووجه رسالة قائلا: "أناشد بالاستعداد تمامًا لعمليات الوقاية والعلاج ضد الصدأ الأصفر على القمح فى المناطق والاحواض في الدلتا "وخاصة على الزراعات البدرية (أول 11) وعلى اصناف سدس 12 وجميزة 11 وشندويل 1 بالتحديد"، بالماده الفعاله دايفينوكونازول "المبيدات : تلت - فانجشو- سومى ايت - بانش - دورادو - بليز - نصر زول"، وأن يتوقف المزارعين عن الرى مؤقتا حتى لا تتشبع الأرض بالمياه من الأمطار، خاصة فى أراضى الدلتا والوادى الجديد، أما الرى بالتنقيط يستمر كعادته لأن أرض رملية ولا توجد مشكلات.

وتابع: "أما زراعة الخضروات يجب أن تكون تحت الأنفاق البلاستيكية ، حتى وان كانت أطراف الزراعة خارج السلك ، أما المحصول فى النصف الأول من العمر  يجب رشه بعالى الفسفور وفولفك مرتين بالأسبوع خلال هذه الفترة حتى يتحسن المناخ، أيضا لابد من البدء فى رش الزرع بسلفات البوتاسيوم أو البوتاسيوم فوسفات ، كمايجب رش محصول المانجو بكالسيوم بوريام غدا لإسراع واستقرار عملية الإخصاب، وعدم تأثره بانخفاض درجات الحرارة، وأنصح برش العنب المكشوف  بسلفات البوتاسيوم أو الكبريت الميكرونى لتجنب تأثره بالطقس".

أتوقع بعض الآفات الحشرية الهامة و واهمها الجيل الأول من الدودة القارضة على البطاطس الصيفية والفول المتأخر وبعض الخضر خاصة فى شمال وجنوب الصعيد - تربس البصل والثوم وتربس الازهار في فلفل الصوب والمن علي الفول والبطاطس وبفراشة الياسمين أو دودة براعم الزيتون".

أوضح: "إن وزارة الزراعة تتبنى نظام جديد من تحول الانتاج الداجنى من النظام المفتوح إلي النظام المغلق للتحكم فى الحرارة وعدم تسرب الغبار داخل العنابر ، مناشدا بضرورة وضع قطع مبللة أمام عنابر الدواجن حتى لايتراكم الغبار داخل العنابر، مع إضافة روافع المناعة للأعلاف لتجنب أمراض الصقيه، كذلك الأسماك أيضا تحتاج إلي رعاية فى تلك التقلبات الجوية فيجب تشغيل البدلات فى المزارع السمكية والتى بدورها تعمل على التدفئة وتبادل الأكسجين ورافع للمناعة لأعلاف الأسماك".

وتابع: "أناشد بضرورة تصفية مياه الأمطار في المزارع الانتاج الحيوانى حتى لاتسبب بكتيريا للمواشي وبيئة غير نظيفة مما  ، بالاضافة إلي تناول الأعلاف الجافة والتى تعمل بدورها على تدفئة الحيوانات، كما أشكر وزارة الزراعة بدورها الكبير فة  تقييم مع المنظمات المعنية الأخرى لمعالجة جميع الآثار السلبية التى تحدث فى المحاصيل والنباتات او للحظائر أو للمواشي بسبب التقلبات الجوية".

أوضح: "إن التقلبات الجوية التى تشهدها البلاد حاليا والتي زادت وتيرتها فى الفترة الأخيرة جعلت الدولة تتجه نحو إنشاء الصوب الزراعية ، والتى بدورها تعمل توازن فى الإنتاج واحتياجات المحاصيل وبالتالى لاتزيد الأسعار على المستهلك فتستنزفه، لذا بدأ إنشاء الصوب بالمشروع القومى لإنشاء الصوب بـ ١٠٠ ألف فدان في مناطق خارج الوادى والدلتا كما أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي".

وأشار: "وتعد الصوب الزراعية توسع رأسي، وهو زيادة انتاجية الوحدة نفسها سواء وحدة المياه أو الأراضي، لذا فإن كل متر مكعب من المياه يمنح أضعاف الإنتاج الذى كان يمنحه فى الأراضي المفتوحة لذا نلاحظ الفترة القادمة ظهور مصطلح إنتاجية وحدة المياه".

أوضح: "يستخدم الرى الحديث فى الصوب الزراعية، كما ظهرت الزراعة بدون تربة داخل الصوب والتى تنتج ١٢ ضعف إنتاج الزراعة فى الترب فى الأراضي المفتوحة ، ويتم زراعتها فى المواسير ، كذلك يتم الاستزراع السمكى المتكامل تحت الصوب".

أكد: "تعد مصر أكثر دولة في أفريقيا تستطيع تعظيم استخدامات المياه، لذا يجب تطوير منظومة الرى فى مصر أو تحديثه بالتنقيط أو الرش، ووزارة الزراعة بالتنسيق مع وزارة الرى حصرت الأراضى التى يجب تطوير الرى فيها أو تحديثه"، موضحا أن الوزير نجح فى وضع منظومة الرى الحديث تحت رعاية البنك المركزى بقروض ميسرة وفوائد 5%، وهذا كان غير متواجد من قبل تيسرا للمزارع، كما أن تحديث الرى أو تطويره يوفر للمزارع الكثير من المستلزمات ويعظم من الإنتاج لذا ننصح الجميع بالاتجاه نحوه".