الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصعايدة الجدعان.. حكاية "أحمد" أفنى شبابه في تربية وتجهيز شقيقاته بعد وفاة والدهم

احمد عصمت
احمد عصمت

كان طفلًا في منتصف العقد الثاني من عمره عندما شهد جنازة والده، ليجد نفسه بين رجال عائلة والده يقف في صِوان بمدينة ناصر شرقي محافظة سوهاج، وينتظر المُعزيين الآتيين لأداء واجب العزاء، حيث إنه أكبر أبناء المرحوم.

ليجد أحمد عصمت، نفسه الشقيق الأكبر لأربعة أطفال، والأب البديل لهم عن والدهم الذي ترك الحياة وتركهم يسبحون في الدنيا، فيُقرر وهو في الخامسة عشر من عمره أن يكون رجلًا يستطع أن يحمل على عاتقه تلك المسؤولية، ويُكرس حياته لخدمة اشقاءه ووالدته ولتلبية احتياجاتهم.

سافر الشاب إلى المملكة العربية السعودية عقب انتهاءه من الدراسة مباشرة، ليعمل بإحدى الشركات هناك ويُساعد في تجهيز شقيقاته الإثنتين وزوجهن لمن يستحقهن، وكان خير مُساند لهن، ليتبقى لديه شقيقته الصغرى الذي أردف عنها قائلًا:"دي بقى اخر العنقود ولازم تدلع علينا براحتها"


"عندي اخويا هو أصغر مني بس الحمدلله ربنا أكرمه واتجوز"، بهذه الكلمات أخذ أحمد عصمت البالغ من العُمر ٣٧ عامًا، يتحدث ل"صدى البلد"، عن شقيقه الأصغر منه عمرًا، موضحًا أن منذ أن أصبح شقيقه رجلًا وهو ساند ظهره وحين يميل يسند عليه دائمًا وهو الحضن الذي يحتويه إذا ضاقت به الحياة.

عاش الشاب فترة من الباطلة عقب انتشار فيروس كورونا المستجد واضطراره للعودة إلى مسقط رأسه في سوهاج، ليبحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أفكار مُشاعة ومختلفة في محافظتنا، لتقع نصب عينه عربة الاسبريسو والذي تُعد من الأفكار الجيدة في العمل لدى الشباب، حيث تلقى اقبالًا شديدًا من أطفال وطلاب الجامعات.

فيأخذ الشاب الثلاثيني يُفكر في شيئًا يجعل مشروعه المميز لدى الجميع، ليجد أن سيارتي الاسبريسو المتواجدتين في سوهاج ينقصهما ماكينة القهوة، فيشتريها ليعمل بها ويسترزق من خلالها، كما أخذ يصنع طعام الإندومي الذي لاقى انتشارًا واسعًا بين الشباب والأطفال في الآونة الأخيرة.

لم يستسلم "عصمت" لقلة العمل ولم ينتظر فرصة سفر للعمل بالخارج تارة أخرى ودشن مشروعًا صغيرًا ليسترزق منه ويحيا حياة كريمة لا يحتاج فيها لمد يد العون له من أحد، هكذا نُريد أن تُنار عقول أبناءنا ويكونوا دائمًا خير سند لعائلتهم وذويهم.