الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز للرجل تغسيل زوجته ودفنها؟.. دار الإفتاء توضح الضوابط الشرعية

دار الإفتاء
دار الإفتاء

هل يجوز تغسيل الرجل زوجته .. سؤال يبحث عنه كثير من المواطنين عبر شبكة البحث ، وتغسيل الميت ودفنه فَرْضَا كفايةٍ إذا قام بهما البعض سَقَطَا عن الباقين؛ قال العلامة الدردير: والصلاة عليه فرض كفاية؛ كدفنه وكفنه.
ولكن لا يغسل المرأة إلا المرأة؛ لأن الله حرم النظر إلى عورة المرأة وحرم مسها؛ قال تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾ [النور:30]، وروى الإمام السيوطي في "الجامع الصغير" عن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه: «لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةًً.. ". 

قالت دار الإفتاء المصرية ، إنه لا يجوز للزوج أن يغسل زوجته بعد وفاتها في حال وجود نساء يمكنهن القيام بهذا الأمر، ولكن في حالة عدم وجودهن فيمكنه تغسيلها.

وأكد محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "الأصل أن يغسل الرجال رجال، وأن يغسل النساء نساء، ولا يجوز أن يغسل الرجل زوجته إلا في حالة عدم وجود نساء، ولا يجوز للمرأة أن تغسل زوجها إلا في حالة عدم وجود رجال".


وتابع عبد السميع: "السيدة عائشة تقول لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ما غسل رسول الله إلا نساؤُه، وروى عن سيدنا على بن أبى طالب أنه غسل السيدة فاطمة رضى الله عنها".


فإن لم يوجد نساء يغسلنها، ولا زوج، فيغسلها الرجل المحرم؛ لأنه يجوز النظر إليها، ويجوز مسها في حال الحياة، وبالموت لا ينقطع هذا الجواز، بشرط أن لا يباشر جسدها، بل يضع خرقة كثيفة يلفها على يده، ويغسلها من تحت ثوب ليمنع النظر.

وتابعت دار الإفتاء: "لا يجوز تغسيل شهيد الدنيا والآخرة، وهو من مات في قتال الكفار بسببه، ولا يجب تغسيل السقط الذي مات قبل نزوله إذا بانت خلقته، ولا يصلى عليه، والمرأةُ يُغَسِّلها النساءُ أو زوجها، وإلا يَمَّمَها الرجالُ الأجانبُ بحائل".


هل يجوز للزوجة تغسيل زوجها؟ 
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إن جماهير العلماء أجمعوا على أنه لا يجوز للسيدة تغسيل زوجها بعد وفاته، ولكنهم اختلفوا حول تغسيل الرجل لزوجته لما ورد عن علي بن أبي طالب أنه غسل السيدة فاطمة عليها السلام.

وأضاف جمعة خلال اجابته عن أسئلة المشاهدين في برنامج " والله أعلم" على فضائية " سي بي سي" قائلا: المذاهب الأربعة في نهاية المطاف وبعد تتبع الأدلة أجمعت على عدم جواز تغسيل المرأة للرجل ولا يجوز للسيدة تغسيل زوجها.

حكم دفن الرجل زوجته وتغسيلها
وأوضحت أنه يجوز للزوج أن يغسل زوجته ولو لم يدخل بها؛ لما روى ابن ماجه أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها: «مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فَقُمْتُ عَلَيْكِ فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ»، فأضاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم الفعل إليه وهذا يدل على جواز المباشرة.

وتابعت أن ابن المنذر روى: أن عليًّا كرم الله وجهه غسَّل فاطمة رضي الله عنها، وأجمع الصحابة على جواز ذلك، لافتةً إلى أن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ذكر: وللزوجة غسل زوجها؛ لأن الزوجية لا تنقطع حقوقها بالموت بدليل التوارث.

كيفية غسل الميت
كانت دار الإفتاء قد ذكرت أنه يستحب في الغسل حمل الميت إلى موضع خالٍ مستورٍ لا يَدخله إلا الغاسل ومن يعاونه عند الغسل، مؤكدة أن غسل الصغير لا يختلف الكبير.

وأوضحت الإفتاء في فتوى لها، أنه لولي الميت أن يدخل إن شاء وإن لم يغسل ولم يُعِن، ويوضع الميتُ على لوح أو سرير هُيِّئ له ويكون موضع رأسه أعلى لينحدر الماء، ويغسل الميت في قميص يلبسه عند إرادة غسله، ثم إن كان القميص واسعًا أدخل المغسل يده في كمه -فتحة الصدر- وغسله من تحته، وإن كان ضيقًا فتق رأسه وأدخل يده فيه، ولو لم يوجد قميص أو لم يتأتَّ غسله فيه ستر منه ما بين السرة والركبة وحرم النظر إليه، ويكره للغاسل أن ينظر إلى شيء من بدن الميت إلا لحاجة بأن يريد معرفة المغسول، وأما المعروف فلا ينظر إلى شيء من بدنه إلا لضرورة.

وتابعت: ويُحضِر المغسل ماءً باردًا في إناء كبير ليغسل به، وهو أولى من المسخن، إلا أن يحتاج إلى المسخن لشدة البرد أو لوسخ أو غيره، وينبغي أن يبعد الإناء الذي فيه الماء عن مكان الغسل بحيث لا يصيبه رشاش الماء عند الغسل، ويعد الغاسل قبل الغسل خرقتين نظيفتين، وأول ما يبدأ به بعد وضع الميت على المغتسل أن يجلسَه إجلاسًا رفيقًا بحيث لا يعتدل ويكون مائلا إلى ورائه، ويضعَ يده اليمنى على كتفه وإبهامه في نقرة قفاه؛ لئلا يميل رأسه، ويسندَ ظهره إلى ركبته اليمنى، ويُمِرَّ يدَه اليسرى على بطن الميت إمرارًا بليغًا لتخرج الفضلات، ويكون عنده مجمرة فائحة بالطيب، ويصب عليه الشخص المُعِين ماءً كثيرًا؛ لئلا تظهر يخرج، ثم يرده إلى هيئة الاستلقاء، ويغسل بيساره وهي ملفوفة بإحدى الخرقتين دبر الميت ومذاكيره وعانته كما يستنجي الحي، ثم يلقي تلك الخرقة ويغسل يده بماء وصابون مثلا.


وأضافت: أنه الأحسن أن يغسل كل الدبر بخرقة والقُبُل بخرقة، ولا شك أنه أبلغُ في النظافة، ثم يتعهَّد ما على بدنه من قذر ونحوه، فإذا فرغ مما قدمناه لف الخرقة الأخرى على اليد وأدخل أصبعه في فم الميت وأَمَرَّها على أسنانه بشيء من الماء ولا يفتح أسنانه، وعلى المغسل أن يدخل أصبعه في فتحتَي أنف الميت بشيء من الماء ليزيل ما فيهما من أذى. ثم يوضئه كوضوء الحي ثلاثًا ثلاثًا مع المضمضة والاستنشاق، ولا يكفي ما قدمناه من إدخال الأصبعين عن المضمضة والاستنشاق، بل ذاك كالسواك، ويُمِيل رأس الميت في المضمضة والاستنشاق لئلا يصل الماء باطنه، فإذا فرغ من وضوئه غسل رأسه ثم لحيته بشيء فيه رغوة كالصابون أو "الشامبو" وسرحهما بمشط واسع الأسنان إن كانا متلبدين، ويرفق لئلا ينتف شعرًا، فإن انتتف رده إليه في كفنه، ثم يغسل شقه الأيمن المقبل من عنقه وصدره وفخذه وساقه وقدمه، ثم يغسل شقه الأيسر كذلك، ثم يحوله إلى جنبه الأيسر فيغسل شقه الأيمن مما بعد القفا والظهر من الكتفين إلى القدم، ثم يحوله إلى جنبه الأيمن فيغسل شقه الأيسر.

وكشفت عن أن غسل الرأس لا يعاد، بل يبدأ بصفحة العنق فما تحتها وقد حصل غسل الرأس أولا، ويجب الاحتراز عن كبه على الوجه، ثم جميع ما ذكرناه غسلة واحدة، وهذه الغسلة تكون بالماء والشيء الذي فيه رغوة، ثم يصب عليه الماء القراح -أي الذي لا يخالطه شيء- مِن أعلى رأسه إلى قدمه، ويستحب أن يغسله ثلاثًا، فإن لم تحصل النظافة زاد حتى تحصل، فإن حصل بعدد زوجي من الغسلات استُحِبَّ الإيتار، والمحسوب من الغسلات هو ما يُصَبُّ عليه مِن الماء القراح بعد زوال الصابون وأمثاله من المنظفات، فيغسل بعد زوال ذلك ثلاثًا بالماء القراح، ويعيد تليين مفاصله بعد الغسل، ثم ينشفه تنشيفًا بليغًا.

ونوهت بأنه يتعهد الغاسل مسح بطن الميت في كل مرة بأرفقَ مما قبلها، فإذا خرجت منه نجاسةٌ في آخر الغسلات أو بعدها وَجَبَ غسل لنجاسة قطعًا بكل حال سواء كان قبل وضعه في الكفن أو بعده، ولا يعيد غسل الميت .