الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محنة المنفى وخشية الغدر.. بكم جرعة لقاح كورونا يبيع أردوغان مسلمي الإيجور للصين؟

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

في وقت سابق من هذا الشهر، نظم عدد من نشطاء أقلية الإيجور الصينية المسلمة وقفة احتجاجية أمام السفارة الصينية بالعاصمة التركية أنقرة استمرت لخمسة أيام متتالية، مطالبين بمعرفة مصير عدد من أقربائهم اختفوا في مقاطعة شينجيانج شمال غربي الصين، موطن أقلية الإيجور، لكن في اليوم السادس للوقفة تدخلت الشرطة التركية وفضتها بالقوة.

وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في تقرير لها أن موقفًا كهذا يضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مأزق حيال السياسة التي يجب اتباعها تجاه الصين، وفيما يخص قضية مسلمي الإيجور بالتحديد.

وأوضحت الصحيفة أن أردوغان الذي بذل جهدًا مضنيًا لتقديم نفسه باعتباره نصير المسلمين المضطهدين حول العالم والمهموم بقضايا العالم الإسلامي، يجد نفسه في حاجة ملحة إلى علاقات قوية وتقارب مع الصين في ظل تنامي المواقف المتشددة من نظامه في الغرب، والانتقادات والدعوات المتكررة لفرض عقوبات عليه لسبب أو لآخر، وفي ظل احتياج تركيا لاستثمارات صينية مباشرة مع تسارع وتيرة انسحاب الاستثمارات الغربية، وأخيرًا وليس آخرًا في ظل تلهف أنقرة للحصول على اللقاحات الصينية المضادة لفيروس كورونا من أجل احتواء وضع صحي كارثي فرضته الجائحة على تركيا، التي باتت بين أسوأ البقاع المتضررة من فيروس كورونا في العالم.

ونقلت الصحيفة عن محللين أن قضية الإيجور تفرض معادلة صعبة على نظام أردوغان، الذي يفتش بشكل محموم عن أنصار ومؤيدين في أنحاء العالم الإسلامي. وقال مدير مركز أبحاث آسيا والمحيط الهادئ بجامعة أنقرة ميرثان دونار "إنهم (الإيجور) مسلمون ومن أصول تركمانية. والناخبون الأتراك حساسون تجاه مثل هذه المسائل. الحكومة التركية عاجزة عن إقامة علاقات وثيقة مع الصين لكنها لا تريد قطع العلاقات معها كذلك".

وتابعت الصحيفة أن جائحة كورونا أضافت قدرًا لا يستهان به من التعقيد إلى العلاقات التركية الصينية، فبعد فشلها في تأمين كمية كافية من اللقاحات الأوروبية، أصبح العصفور الذي في يد أنقرة هو صفقة مع الصين لشراء 100 مليون جرعة من لقاح شركة "سينوفاك" الصينية، وتزامن تأجيل تسليم الصين دفعات من اللقاح لتركيا مع تصديق البرلمان الصيني على اتفاقية مع تركيا لتبادل تسليم المطلوبين، ولا تزال بانتظار تصديق البرلمان التركي.

وأُبرمت الاتفاقية قبل سنوات، ولكن البرلمان الصيني صدق عليها بشكل مفاجئ في ديسمبر الماضي، وقد تُعرض على البرلمان التركي في أقرب وقت هذا الشهر.

وبدأت الشكوك بشأن وجود صفقة سرية بين تركيا والصين لتسليم نشطاء الإيجور مقابل اللقاحات تطفو على السطح عندما تأخرت الشحنة الأولى من اللقاحات الصينية لأسابيع في ديسمبر، وحينها ألقى المسئولون باللوم على قضايا التصاريح.

وقال عضو الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض يلدريم كايا إن الصين قدمت فقط ثلث المتفق عليه، وكانت الصين قد وعدت بتسليم 30 مليون جرعة من لقاح سينوفاك بنهاية يناير. ووفقًا لكايا فإن هذا التأخير ليس طبيعيا، مضيفًا: "لقد دفعنا ثمن هذه اللقاحات، هل تبتز الصين تركيا؟". وأوضح كايا أن اتفاقية تسليم المطلوبين مع الصين أشاعت موجة من الذعر في أوساط جالية الإيجور في تركيا.