الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شكرى شيخانى يكتب: أخي العربي السوري

صدى البلد

﴿ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾.

صدق الله العظيم
منذ أن بدأت بالكتابة... وأنا أردد أن سوريا للجميع وهي فوق الجميع. وأن كل من يعيش على هذه الأرض السورية هو سوري اولًا. ومن ثم تأتي قوميته إن كان عربيا أو كرديا أو أشوريا أو أرمينيا أو سريانيا إلى آخره. وعلى هذا الأساس قد بسطت يدي للجميع محاورًا ومناقشًا ومصغيًا بكل تركيز واستماع. على أن يستمع لكلامي الطرف الآخر وينصت عندما أتكلم. فليس مطلوب من أحد أن يحب أحد بالإكراه وحتى الدين لا يتم اعتناقه بالإكراه وكذلك العلاقات الأسرية الاجتماعية ليست بالإكراه. ولكن إذا لم نستطع أن نكون محبين فعلى الأقل أن نكون محبوبين وهو أضعف الإيمان.

فالذي يربطنا قبل كل شىء هو العلاقة الإنسانية والأخلاقية قبل أي دين واي قومية. من ناحية ثانية. إنه لا بد من تبديد الاعتقاد السائد لدى البعض بأن كل كردي سوري يحمل برأسه مؤامرة وانفصال وتقسيم، وإن بقينا في هذا السجال وبين أخذ ورد وتخوين وتشكيك، فهو جدل عقيم و أمر يطول شرحه. لماذا يطول شرحه؟ إنه ما لم تتحرر أخي العربي السوري من التفكير بهذا الامر لن نصل إلى نتيجة مفيدة ومرضية لكلانا. ولنفكر قليلًا؛ ماذا فعلت بنا الأنظمة القوموية وقبلها الأتراك والفرس الذين زرعوا بل ودسوا عبر تاريخ طويل من الكتابات مزورة والإعلام المشوه، فهي ليست إلا ترهات حشوا بها أدمغة البعض.

ولكن تعالى لنتناقش بكل مودة ومحبة وأسألك بكل صراحة وأن تجيبني بصراحة. ماذا يضرك أخي العربي السوري أن أعشق قامشلي أو الحسكة أو كوباني كما أشتهي أنا وأنت سمها بعين العرب كما تشتهي أنت وكمثال أنت تعشق دمشق وأنا أيضًا والسلمية او حمص وحماة مثلًا.

ما الضير أخي العربي السوري في أنني أريد وإلى جانب اللغة العربية أن أمارس حقي الطبيعي بالتعلم والتكلم بلغتي الأم وهي اللغة الكردية.

تصور أخي أن أنظمة البعث والفرس والأتراك يريدون حرماني من لغتي الأم بينما الأمم المتحدة وبمجموع دولها أقرت يوما للغة الأم وهو 21 شباط. هل تعلم ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه حماية للتنوع اللغوي بالعالم. لأن اللغات هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتطور تراثنا الملموس وغير الملموس. وعملية حماية التنوع اللغوي لن تساعد فقط كافة التحركات الرامية الى تعزيز نشر الألسن الأم على تشجيع التعدد اللغوي وثقافة تعدد اللغات، وإنما ستشجع أيضًا على تطوير وعي أكمل للتقاليد اللغوية والثقافية في كافة أنحاء العالم كما ستلهم على تحقيق التضامن المبني على التفاهم والتسامح والحوار. 

أخي العربي السوري لا بد إنك تعرف أن لكل قومية ساسة وقادة ومفكرين وأدباء وشعراء ومطربين. لكل قومية تاريخ مكتوب بالدم والجراح وقت الحروب ومكتوب أيضًا بالورود أيام الرخاء والرفاه. ثم أعود للسؤال ما هو الشىء الذي يضرك أخي العربي السوري اذا كان لي اهتمام أنا الكردي السوري بالفن والفلكلور الكردي وبكتابات وأدب المفكرين والأدباء الكرد وأردد الأشعار والأغاني الكردية كما تعشق انت ام كلثوم وفيروز (علما انني أعشقهما أيضًا). وكم هو جميل أن تلبي دعوتي بعد أيام لنحتفل معًا بيوم 21 آذار عيد النوروز وتكون ضيفًا عزيزًا مكرمًا تشاركني فرحتي ونبتهج معًا.

لماذا أنت يا أخي العربي السوري تطالبني بمطالب ليس لها علاقة بالديمقراطية ولا بالحقوق الأساسية لحقوق الإنسان ولو سألتك من أجل ماذا؟ ولماذا تريد أن تحرمني أنا الكردي السوري من هذه الحقوق وهي من البديهيات لحقي كإنسان. واذا كنت لا تزال تعتقد أنني كسوري كردي أفكر بالانفصال أو التقسيم فقد آن الأوان لكي تطرد هذه الأفكار من رأسك ونتجه معًا الى بناء العلاقة فيما بيننا على أسس أخلاقية إنسانية بحتة. ولا مجال لطرد هذه الأفكار ما لم تتحرر من الميراث الشوفيني الذي زرعه أتاتورك وزرعته الحركة القومية العربية القومجية المتعصبة وبشكل أساسي نظام البعث في العراق وسوريا اضافة للفكر القومي الفارسي، كل ذلك تجاه الشعب الكردي. 

ولنتحرر من ذلك ونتعامل مع هذا الأمر تعاملا سياسيا طبيعيا في إطار الشرعة الدولية لحقوق الإنسان. وما زلت وسأبقى باسطًا إليك يدي لتصافحك وتباركك ونتعاهد أن نبني سوريا بكل صدق وإخلاص ومحبة.