الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي يحذر من قول إني فاعل ذلك غدا

احذر قول إني فاعل
احذر قول إني فاعل ذلك غدا.. خطيب المسجد النبوي يوضح 4 شروط

حذر الشيخ الدكتور عبد الباري بن عواض الثبيتي،  إمام وخطيب المسجد النبوي، من خطر التسويف على حياة المسلم، مشيرًا إلى ضرورة المسارعة بالتوبة عن المعاصي والمنكرات.

وأضاف «الثبيتي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة واللجوء إلى الله بطلب المغفرة والعفو، ولزوم الطاعة، وإتيان المرء ما ينفعه من أعمال دينه ودنياه، وعدم الركون إلى ظروف الحياة وتبدّل احواله حتى ينقضي الأجل المحتوم، فلا ينفع حينها الندم، منوهًا بأن الإنسان كثيرًا ما يردد في مواقف حياته «إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا».

وأوضح أنه يرددها فيما يختلج في نفسه من خطط، وفيما يتطلع إليه من أمنيات وطموحات يرنو بلوغها من صحة وعافية وغنی ومال ومسكن واسع ومركب ومنصب، هذه التطلعات وتلك الخطط هذّبها الإسلام بآداب، قال تعالى «وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا».

وأشار إلى أن من أدب الإسلام في قول «إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا» الاستخارة عند العزم على فعل أمر، فالاستخارة تنير درب المستقبل، وتبصرك مواطن التوفيق، وتسدّد مسيرك، وإذا عزم المرء وقال "إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا"، فصاحب الهمّة يغتنم الأوقات، ويسارع بالأعمال قبل الفوات، ولا يتراجع عن عزمه ولا يتردّد في بلوغ هدفه، ليسجل في سيرة حياته سيلًا من الأعمال المثمرة، وصفحات من الإنجاز مشرقة.

واستشهد بما قال تعالى « فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ»، لافتًا إلى أن من وهبه الله القدرة، وأمده بالقوة، وقَعَدَ عن العمل، فقد أسلَمَ نفسه للكسل، وأهدر ساعات عمره، ورضي بأن يكون في مؤخرة الركْب وعلى هامش الحياة بطالًا، يقول عمر بن الخطاب: «لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة»، وقال تعالى: «فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ».

ونبه إلى أن مقولة «إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا» قد تنقلب على قائلها بالخسران والوبال إذا كان غارقًا في الشهوات والشبهات، وهو يسوّف التوبة يومًا بعد يوم حتى يأتيه الموت، فيصرخ نادمًا «رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ»، مشيرًا إلى أنه قد يخفق المسلم في إنجاز الأهداف بسبب النسيان, ودواء النسيان لزوم ذكر الله سبحانه, قال تعالى :«وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» .