الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. فتحي حسين يكتب: ملف أجور الصحفيين وحريتهم!

صدى البلد

لا صوت الآن يعلو فوق صوت انتخابات مجلس نقابة الصحفيين التي يفترض أن تعقد الجمعة المقبلة في الأسبوع الأول من مارس كما في اللائحة الداخلية للنقابة، وفي ظل أجواء من الحذر والترقب من تداعيات فيروس كورونا القاتل والإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة والتي ستحرص عليها نقابة الصحفيين عند إجراء الانتخابات، وحتي لا تعطي النقابة فرصة لتدخل الحكومة في انتخاباتها وتوقفها بالرغم من انتخابات الآخرين التي أجرتها مثل مجلس النواب والشبوخ ونقابة المحاميين وبطولات مصر المختلفة وهذا أمر لا جدال فيه ومن ثم يجتمع الصحفيون لاختيار نقيبهم الجديد وستة من أعضاء المجلس، حرصا منهم علي استمرار الانتخابات وقطع أي محاولات من الحكومة لوأد العملية الانتخابية أو تأجيلها لأجل غير مسمي والدخول بالنقابة والصحفيين إلي نفق مظلم قاتم ولا يعلم أحد مداه أو منتهاه!

في مقدمة الملفات التي لا بد أن يناقشها الصحفيون في جمعيتهم العمومية هو ملف أجور الصحفيين وبدل التكنولوجيا والذي ترتبط للأسف الشديد بكل انتخابات جديدة للمجلس والنقيب وهذا شيء محزن إلا أنه ضرورة لحفظ ماء وجه الصحفي في عمله وحيلته المعيشية التي صارت علي الكفاف ووصلت إلي أقصي درجات التدني المعيشي، بل وأصبحت أقل المهن حصولا علي رواتب، فضلا عن تراجع المهنة نفسها في ممارستها، فضلا عن اختفاء المعارك الفكرية والأيديولوجية التي كانت سائدة في السنوات الماضي بشكل كبير، فضلا عن تراجع مستوي الحريات الصحفية عن السابق، وهو ملف مهم أيضا لا بد أن يتناوله الصحفيون في جمعيتهم العمومية، بالإضافة إلي ميزانية النقابة ومواردها والخدمات المقدمة الصحفيين من مشروع علاج وخدمات الإسكان والمعاشات والرحلات والتدريب وغيره من الملفات التي لا بد من مناقشتها في هذا الاجتماع الهام الصحفيين داخل نقابتهم!

ولا بد من مناقشة إغلاق ملف القيد بالنقابة لمدة ما من الزمن من أجل تنقية جدول القيد بها وتنقية الشهادات المقدمة وغيرها من الأمور التي صارت تؤرق المهنة وتضربها في مقتل!

والأمر الآخر الجدير بالمناقشة وهو كرامة وهيية الصحفيين والتي اختفت نسبيا في السنوات الماضية نتيجة تراكمات ممارسات خاطئة لعدد من المحسوبين علي نقابة الصحفيين وبفعل تراجع الصحف عن الصدور بسبب قلة الإعلانات والتوزيع بعد أن تحولت الجماهير القارئة إلي مواقع الإنترنت واليوتيوب والتي صارت تنافس الصحف الورقية وتسرق منها الإعلانات لصالح مواقع اليوتيوب والفيس بوك!

وهو ما خلق جيل من الصحفيين لا يعمل بشكل كلي ودفع من ناحية أخري عدد كبير من الصحفيين إلي الانضمام إلي طابور البطالة والجلوس دون عمل، وهناك تحدي السرعة في نقل الأحداث والأخبار إلي الجمهور وهو ما تتنافس فيه الصحف الورقية المواقع لأجل نشر الحقائق للناس والوصول إلي حقائق الأمور  في أسرع وقت وبأقل التكاليف!

ولا بد للمجلس القادم والنقيب أن يقدموا خدمات جديدة للصحفيين وأن يقدموا للمجتمع صورة جيدة الصحفي الآن والذي يختلف بلا شك عن الآخرين!

ولا بد أن ينشغل الأعضاء والنقيب القادم بتصدير صورة جيدة عن صحفي اليوم وأن يقوموا بخدمة زملائهم من الصحفيين طوال فترة السنوات الأربعة وأن يقدموا الخدمات كالصحة والمرافق والإسكان والتدريب وضبط المهنة والكرامة المهنية وغيرها من القيم النبيلة التي ينبغي أن يتحلي بها كل صحفي علي أرض هذه البسيطة!

لا بد من اهتمام النقابة بملف المعاشات والخدمات المقدمة لهم نظير ما قدموه المهمة!

الصحافة هي مهمة البحث عن المتاعب وهي السلطة الرابعة بعد سلطات الدولة الثلاثة فلا بد من الحفاظ عليها والاهتمام به حتي نصل إلي ما يرضينا كصحفيين ويرضي الشعب والمواطنيت الذين نتحدث عنهم!