الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. علاء الشال يكتب: شبكة الإنترنت وضياع العمر

صدى البلد

الملاحظ على أغلب مشتركي شبكات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك- التويتر- الانستجرام) وغيرها، إشغال أنفسهم بما لا ينفع، والبحث دوما عن الغرائب والعجائب بحيث أن أحدهم قد يقضي قرابة العشرين ساعة متصلا بشبكة الانترنت ومع ذلك لا يستطيع أن يفيد غيره أو نفسه وأصبحت التفاهة عنوانًا لأغلب مواقع الفيس بوك واليوتيوب.


اشغلوا أنفسكم بما ينفعكم، وعلى الإنسان العاقل أن يغتنم أيامه ولياليه في استثمار لنفسه ولأهله وهو ما يسعى له البعض لا الكل، ورد في الحديث " لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ".


كثير من الناس اغتنوا وجمعوا الثروات من شبكة الإنترنت، وأصبحت استثماراتهم من خلال مشاهدات اليوتيوب والانستجرام ، وليست المشكلة في جمع المال وإنما في الطرق التي تجمع بها الأموال شريفة أو غير شريفة.


وعلى الجانب الآخر كانت شبكة الانترنت سببا في انحراف البعض والوقوع في فخ الجريمة ودعوتهم الصريحة للفجور وأودت بهم في النهاية في غياهب السجون.


وللأسف فإن الشبكة العنكبوتية لا تحكم مواقعها معايير أخلاقية ولا أدبية، اللهم إلا الضمير والوازع الديني وهو ما يغيب عن البعض أحيانا.


أغلب الجرائم والمصائب المسئول الأول عنها هو شبكة الانترنت، المسئول الأول عن ضياع مستقبل الأبناء وتفويتهم أغلب الفرص الممتازة، هو جهاز الكمبيوتر المتصل بشبكة الانترنت الذي يجلس أمامه أغلب الطلاب في غرف مغلقة لا رقيب عليهم إلا الله.


الإنسان مجموع من الأيام إن ذهب بعضه ذهب كله وأغلب من ندبوا حظهم وحزنوا لضياع الفرص الممتازة وندموا بعد فوات الأوان كان بسبب أنهم شغلوا أنفسهم فيما لا يفيد في مرحلة الشباب وما بعدها.


وياليتهم اعترفوا بأن الكمبيوتر والهاتف المحمول كانا ولا يزالان سببا في خراب أدمغتهم وفراغ جيوبهم إن لم يستغلوهما فيما ينفع .


شبكة الانترنت في الأساس أنها لبناء عقل معرفي وتسهيل المنافع على الناس وتوصيل المعلومة المفترض أنها في الكتب وعرضها على شاشات الحواسب لكل الناس.


نصيحة لكل من يضيع الساعات الطوال في متابعة الأخبار والدخول على المواقع التي لا نفع من ورائها فضلا عن المواقع المنشأة في الأصل لتدمير أخلاق الشباب ودفعهم إلى الرذيلة دفعا.


نصيحة لكل شاب وفتاة ليس عليهم رقيب في هواتفهم وحواسبهم إلا الله .. استحيوا من الله حق الحياء واشغلوا أنفسكم بما يفيد وينفع، فالحياة قصيرة والأعمار تنقضي كلمح البصر وخطف البرق.. كونوا على قدر المسئولية واشغلوا أنفسكم ببناء أسرة سعيدة تقوى على أزمات الحياة.