ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه " ما معنى أن الله تعالى يحول بين المرء وقلبه؟
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الله سبحانه وتعالى بيده كل الأمور وهو مقلب القلوب، فهو قادر على عصمة عبده المؤمن من الوقوع في المعصية فيحول بينه وبين المعصية ويحفظه من الوقوع فيها.
كما أن الله تعالى قادر على أن يخذل الكافر فيحول بينه وبين الطاعة، فكون الله يحول بين الكافر والطاعة والمؤمن والمعصية، فبعض أهل التفسير قالوا بهذا المعنى.
وذكر أن بعضهم قالوا أن هذا إشارة إلى أن الإنسان لا يقدر على الإيمان والكفر إلا بيد الله عزوجل، فلا شئ يحصل في الكون إلا بمشيئة الله وعلمه.
وتابع: فالله سبحانه وتعالى عالم بكلّ شيء من أحوال مخلوقاته ومصنوعاته، يتصرف في عباده ، فقد يوفق هذا ويفتح قلبه للإيمان ويهديه للإسلام، وقد يجعل في قلبه من الحرج والتثاقل عن دين الله ما يحول بينه وبين الإسلام، فهو يحول بين المرء وقلبه ؛ كما قال : فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء [(125) سورة الأنعام]. فهو سبحانه الذي يتصرف في عباده كيف يشاء، فهذا يشرح قلبه للإيمان والهدى ، وهذا لا يوفق لذلك.
القلب منبع الطاعات والآثام