الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطبتا الحرمين تؤكدان: الله حرم الظلم ولو على غير المسلم.. والأمن من أعظم النعم وبه تتيسر الأرزاق وتفتح كنوز الأرض وبركات السماء.. وتحذران من المعاصي والشهوات فبها تنزل النقم والعقوبات

خطبتا الحرمين ..
خطبتا الحرمين .. تؤكدان: الله حرم الظلم ولو على غير المسلم

خطيب المسجد الحرام:
  • العدل بين الرعية يبسط الأمن والاستقرار ويفتح كنوز الأرض وبركات السماء
  • من مشكاة النبوة حديث عظيم هو أصل أصيل في مراقبة الله 
  • تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
  • من اتقى الله وقاه ومن كل شر نجاه
خطيب المسجد النبوي:
  • حرّم الله الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما ولو على غير المسلم
  • الأمن الذي يحبّه الله ويرضاه وشرّعه لنا هو الأمن على الدين
  • الأمن بهجة الحياة وبه تتحقق المصالح للعباد والبلاد

أوصت خطبتا الجمعة من المسجدين الحرام والنبوي ، بتقوى الله سبحانه وتعالى، حيث إنها خير وقاية ونجاة من كل شر، وكذلك ضرورة تذكر نعم الله تعالى وأداء شكرها، فهما أفضل ضامن لدوام النعم، كما أن الأمن يعد من أعظم النعم في الدنيا، فيما يغفل عنه الكثير من الناس، رغم أن به تتيسر الأرزاق ويتّسع العمران، وتزدهر به الحياة، وتنتظم به التجارة، وتأمن معه السبل، ويتبادل معه الناس المصالح والمنافع في الأرض، وتنبسط معه الآمال التي تقوي العزائم، لنستبشر بالمستقبل.

 مشكاة النبوة 
 ومن مكة المكرمة، قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله سبحانه وتعالى بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون والمشركون.

اقرأ أيضًا.. 
وأوضح «الجهني» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حرص على تحقيق العباده لله وحده لا شريك له، وحمى جناب التوحيد من أعمال الجاهلية ومن شوائب البدع والخرافات، حرصًا منه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على سعادة أمته ونجاتها في الدنيا والآخرة.

وأفاد بأن من مشكاة النبوة حديث عظيم هو أصل أصيل في مراقبة الله عز وجل ومراعاة حقوقه ، والتوكل عليه ، وتفويض الأمر إليه، وتحقيق توحيده بإفراده بالعبادة وحده لا شريك له ، والاعتقاد الجازم أن المخلوقين كلهم عاجزون ومفتقرون إليه سبحانه وتعالى.

تعرف على الله في الرخاء
واستشهد بما أخرج الامام أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس - رضي الله عنه - قَالَ : كنت خلف النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يوما فَقَالَ: «يَا غُلَام إِنِّي أعلمك كَلِمَات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تَجدهُ تجاهك، إِذا سَأَلت فاسأل الله، وَإِذا استعنت فَاسْتَعِنْ بِاللَّه، وَاعْلَم أَن الْأمة لَو اجْتمعت على أَن ينفعوك بِشَيْء لم ينفعوك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله لَك، وَلَو اجْتَمعُوا على أَن يضروك بِشَيْء لم يضروك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله عَلَيْك، رفعت الأقلام وجفت الصُّحُف».

وتابع: وَفِي رِوَايَة أَحْمد : تعرف على الله فِي الرخَاء يعرفك فِي الشدَّة, وَاعْلَم أَن فِي الصَّبْر على مَا تكره خيرا كثيرا وَأَن النَّصْر مَعَ الصَّبْر وَأَن الْفرج مَعَ الكرب وَأَن مَعَ الْعسر يسرا .

وصية الله للخلق أجمعين
ونبه  إلى أن الله -جل وعلا- امتن على هذه البلاد بنعمة التحاكم الى كتاب الله وسنة -رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وبإقامة الحدود ، وبالعدل بين الرعية ، فكان من ثمرة ذلك أن بسط الله على هذه البلاد الأمن والرخاء والاستقراروفتح عليها كنوز الأرض وبركات السماء فله الحمد أولا وآخرًا وظاهرا وباطنا ، فكاد لها الأعداء ومازالوا للنيل منها ومن قادتها ومن علمائها ومن أبنائها ومع كل تلك الهجمات الشرسة نرى إحاطة الله وعنايته ورعايته بها ، فلا يريدها أحد بسوء إلا خذله الله ، ورد كيده في نحره.

وأوصى المسلمين بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى فمن اتقى الله وقاه ومن كل شر نجاه وهي وصية الله للخلق أجمعين الأولين منهم والآخرين، كما قال تعالى : « وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ».

الأمن بهجة الحياة
ومن المدينة المنورة ، قال  الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي،  إمام وخطيب المسجد النبوي، أن نعمة الأمن هي بهجة الحياة وبها تتحقق المصالح للعباد والبلاد.

وأضاف «الحذيفي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة: أذكّركم بنعم الله سبحانه وتعالى عليكم، فتذكّر النعم يزيد الإيمان، ويغيظ الشيطان، ويوجب الشكر، والشكر يعصم من الكفر، قال تعالى: « فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » ، وقال سبحانه: « وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ » .

أعظم النعم
وأكد أن أعظم النعم الإيمان والتقوى واليقين ثم القرآن والعافية، فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : سلوا الله العفو والعافية فإن أحدكم لم يعظ بعد اليقين خيرًا من العافية . رواه الترمذي، منوهًا بأن نعمة الأمن نعمة عظمى يغفل عنها أكثر الناس، ولا يقومون بشكرها، ولا يتفكّرون في منافعها.

وتابع: ولا يحرص الأكثر من الناس على حفظ أسباب هذه النعمة من العمل بالطاعات ومجانبة المحرمات ، فهي بهجة الحياة، وحارس ما يخاف عليه الإنسان من الحرمات والمصالح، والمنافع والآمال، فالأمن أخو الإسلام وقرينه، وصاحب الإسلام في كل زمان ومكان، فحيثما حلّ الإسلام صحبه الأمن ولزمه .

الأمن الذي يحبّه الله 
وأوضح أن الأمن الذي يحبّه الله ويرضاه وشرّعه لنا هو الأمن على الدين، فلا يفتن مسلم في دينه ولا يغيّره، والأمن على الدماء فلا يعتدى عليها ولا تسفك وتضيع، والأمن على العقول من المسكرات والمخدرات ومسببات الأمراض، والأمن على الحرمات والأعراض فلا تنتهك ويعبث بها المفسدون والمجرمون، والأمن على الأموال فلا يعتدى عليها وتسلّط عليها أحد، والأمن كذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو حارس الدين وحماية المجتمع من الشرور.

الأمن لا يتحقق إلا بتطبيق الدين الإسلامي
ونبه إلى أن الأمن لا يتحقق إلا بتطبيق الدين الإسلامي العظيم لأنه من عند الله العليم الحكيم الرحمن الرحيم، وأما القوانين التي يضعها الناس بأهوائهم، فلا تحقق شيئًا من هذا كلّه، والحمد لله أن دستور بلادنا القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد وعد الله بالأمن التام لمن لم يظلم نفسه بالشرك والكبائر والإصرار على الصغائر، قال الله تعالى « الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون » .

وأفاد بأن الأمن به يتّسع العمران، وتزدهر به الحياة، وتنتظم به التجارة، وتأمن معه السبل، ويتبادل معه الناس المصالح والمنافع في الأرض، وتنبسط معه الآمال التي تقوي العزائم، لنستبشر بالمستقبل، ومع الأمن يتعاون المجتمع ويتراحم ويتناصر، وبه تجتمع الكلمة وترتفع الفرقة، وتتيسّر الأرزاق، وأعظم منافع الدنيا ومرافق الحياة قوة الدين، فبالأمن تقام شعائر الإسلام، فتقام الصلوات جماعة، والجمع والأعياد، وتجبى الزكاة، ويقوم الحج، وتقام الحدود، وتحفظ الحقوق، ويكبت العدو، ويكفّ المفسد عن إفساده ".

حرّم الله الظلم ولو على غير المسلم
وحذر من المعاصي ومحرم الشهوات، وظلم النفس وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، إذ حرّم الله الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرمًا ولو على غير المسلم، موصيًا بشكر الله على نعمة الأمن والاستقرار، فما نزلت النقم والعقوبات إلا بانفتاح أبواب الأهواء والشهوات، فلله سنن لا تتبدّل، يسير الكون عليها، فلا يشقى أحد بطاعة الله ولا يسعد بمعصيته أحد.