الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بابا الفاتيكان في العراق .. زيارة تاريخية ودعوة إلى تعزيز السلام والوحدة في المنطقة.. ومن بغداد: فلتصمت الأسلحة

البابا فرنسيس في
البابا فرنسيس في زيارة تاريخية إلى العراق

- بابا الفاتيكان يلتقي الكاظمي وبرهم صالح فور وصوله العراق 

- البابا فرنسيس يزور كنيسة "سيدة النجاة" في بغداد وسط إجراءات أمنية مشددة 

- البابا للعراقيين: 
عانيتم من آثار كارثية للحروب والإرهاب والصراعات الطائفية


وصل بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، الجمعة، إلى العراق في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها إلى ذلك البلد، حاملا رسالة لتعزيز السلام في بغداد والشرق الأوسط بشكل عام.

وحظي البابا فرنسيس 84 عاما، باستقبال رسمي في قصر بغداد، وكان في انتظاره الرئيس برهم صالح الذي رحب بتلك الزيارة التاريخية، واعتبر أنها فرصة "لإعادة التأكيد على قيم المحبة والسلام والعيش المشترك ودعم التنوع الديني والاجتماعي".

وفي كلمة ألقاها من قصر بغداد، قال بابا الفاتيكان "لتصمت الأسلحة ولنضع حدا لانتشارها هنا وفي كل مكان.. كفى عنفا".

كما اعتبر البابا فرنسيس أن "التنوع الديني والثقافي والعرقي الذي كان سمة مميزة للمجتمع العراقي لآلاف السنين، هو مورد ثمين يمكن الاعتماد عليه، وليس عقبة يجب إزالتها".

وقال البابا إنه يجب على الشعب العراقي إنهاء الخلافات من أجل التعايش، داعيا السلطات العراقية إلى منح جميع المواطنين حقوقهم الدينية والسياسية، وتعزيز روح التضامن والتصدي للفساد وسوء استعمال السلطة وكل ما هو غير شرعي.

وتهدف الزيارة الأولى من نوعها والتي تستمر 3 أيام، إلى طمأنة المجتمع المسيحي في العراق، وتعزيز الحوار بين الأديان، حيث يرافقه وفدا كبيرا من المسؤولين والصحفيين.

وخلال كلمته، أكد بابا الفاتيكان أن الوجود القديم للمسيحيين وإسهاماتهم في حياة العراق يشكلان تراثا ثريا يرغبون في الاستمرار في وضعه في خدمة الجميع.

بدوره، منح الرئيس العراقي البابا فرنسيس جداريتين من تصميم "شيخ النحّاتين العراقيين " محمد غني حكمت تحمل اسم "درب الآلام" للسيد المسيح.

وذكرت الرئاسة العراقية في بيان أن "الجداريتين جزء من مجموعة أعمال انجزها محمد غني حكمت بحجم أكبر على جدران كنيسة الصعود في بغداد مستمدة من النحت الآشورى"، موضحة أن موضوع  الجداريتين يتعلق آلام السيد المسيح، والمعاناة التي عاشها العراقيون على مدى عقود".  

كما اختار بابا الفاتيكان كاتدرائية "سيدة النجاة" وسط العاصمة بغداد، لتكون محطته الثانية خلال الزيارة، وذلك بعد نحو 11 عاما على هجوم تنظيم القاعدة على الكنسية وارتكاب مجزرة راح ضحيتها عشرات الأشخاص.

وفي كلمة من كنسية سيدة النجاة، قال البابا "إني أشكركم، أيها الإخوة الأساقفة والكهنة، على بقائكم قريبين من شعبكم، وعلى دعمكم له، وسعيكم لتلبية احتياجات الشعب ومساعدة كل واحد على القيام بدوره في خدمة الخير العام".

وتابع "الصعاب جزء من حياتكم اليومية.. أنتم المؤمنين العراقيين، فقد كان عليكم في العقود الأخيرة، أن تواجهوا عواقب الحرب والاضطهاد، وهشاشة البنى التحتية الأساسية، وأن تناضلوا باستمرار، من أجل الأمن الاقتصادي والشخصي، والذي غالبا ما أدى إلى نزوح داخلي وهجرة الكثيرين، بما في ذلك بين المسيحيين، إلى بلدان أخرى في العالم".

وتوجه البابا للحضور في الكاتدارئية التي تعرضت لهجوم إرهابي في عام 2010 بالقول "​المسيح​ي مدعو للشهادة بمحبة المسيح في كل مكان وزمان.. وهذا هو ​الانجيل​ الذي يجب تجسيده في هذا البلد الحبيب".

وأكمل "سأتوجه غدا إلى مدينة أور لنؤكد أن الدين يجب أن يكون لخدمة السلام، ونحن نعلم كم هو سهل أن نصاب بفيروس الإحباط لكن الله منحنا لقاحا له".

وصباح الجمعة، استقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، البابا في مطار بغداد، كما نشر العراق آلافا إضافية من أفراد قوات الأمن لحماية البابا فرنسيس خلال الزيارة التي تأتي بعد موجة من الهجمات بالصواريخ والقنابل أثارت المخاوف على سلامته.

وحظيت زيارة البابا بترحيبا دوليا وعربيا واسعا، حيث غرد الرئيس اللبناني ميشال عون قائلا "أهلا بقداسة البابا فرنسيس على أرض المشرق، الأرض التي طالما كانت موطن لقاء الحضارات والأديان والثقافات".

وأضاف "كلنا أمل بأن تعطي زيارة قداسته لبلاد الرافدين دفعا لإرساء سلام حقيقي، يحتاجه شعب العراق كما سائر شعوب المنطقة".

بدوره، تمنى شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، التوفيق للبابا فرنسيس في زيارته، قائلا: "أدعو بالتوفيق للبابا فرنسيس في رحلته، وأن تحقق المأمول على طريق الأخوة الإنسانية".

ومن المقرر أن يزور البابا خلال رحلته للعراق، 4 مدن من بينها الموصل التي كانت معقلا لتنظيم "داعش"، والتي ما زالت كنائسها ومبانيها تحمل آثار الصراع، فضلا عن مدينة أور مسقط رأس النبي إبراهيم، كما سيلتقي  أبرز رجال الدين من الشيعة هناك.

وتعد هذه الزيارة هي أول رحلة خارجية للبابا منذ تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وأظهر البابا التزاما واضحا بالإجراءات الاحترازية حيث حرص على ارتداء الكمامة فور وصوله وتنقله في بغداد.