الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الموصل تستقبل البابا.. فرنسيس الثاني يجلب السلام إلى مدينة دمرها داعش

بابا الفاتيكان يصلي
بابا الفاتيكان يصلي في كنيسة الطاهرة بالعراق

في زيارة تاريخية، وصل بابا الفاتيكان، فرنسيس الثاني، صباح اليوم الأحد، إلى الموصل للصلاة على الشهداء، بعد أن أصبحت هذه المدينة العراقية، أنقاضًا عقب تدميرها نتيجة الحروب والإرهاب من قبل تنظيم داعش.

ووفقًا لشبكة "سكاي نيوز" الناطقة بالإنجليزية، حمل البابا فرنسيس معه رسالة للسلام، بجوار كنيسة الطاهرة بالموصل، حيث صلى من أجل ضحايا الحرب.

وتعتبر كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك أكبر كنائس العراق وإحدى كبريات كنائس الشرق الأوسط سعة وهندسة وجمالًا.

وبجوارها، جلس البابا على كرسي أبيض وضع على منصة مرتفعة مغطاة بالسجاد الأحمر ومحاطة بالأنقاض الخرسانية الرمادية التي خلفتها سنوات الحرب، لإلقاء كلمته إلى عدد قليل من الناس، حيث منع كل من فيروس كورونا والمخاطر الأمنية، جمهوره من الحضور لرؤيته التاريخية.

لكن الصور وحدها - التي تُذاع عالميًا - أظهرت مدى سماحته، ودعوته إلى الوحدة والتسامح والحوار.

قبل سبع سنوات، أعلن زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، إقامة خلافته على أرض العراق، محتلًا الموصل، وشهدت المدينة حربا ونزاعا مسلحا، لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية لتحرير المدينة.

وبعد الصلاة القصيرة في الطاهرة، تجول البابا في المدينة القديمة ليرى الدمار، فانتقل من الموصل إلى قرية قره قوش المسيحية في محافظة نينوى، ومنها إلى الجنوب الشرقي الذي احتله التنظيم الإرهابي ودمره بشكل كبير.

وحظي البابا خلال زيارته باستقبال شعبي حاشد ورسمي، وخلال كلماته دعا المسيحيين إلى العودة لديارهم والبدء بإعمار ما دمرته الحرب.

كما أطلق حمامات السلام من ساحة كنيسة حوش البيعة بمدينة الموصل، شاكرًا ربه على الفرصة التي أعطاها له ليكون بين الناس ومواطني قرقوش الذين ألقوا شهاداتهم المؤلمة بشأن الحرب.

وأكد أن "كلمة المغفرة" هي كلمة أساسية للمسيحيين، متابعًا قوله: "قد يكون الطريق إلى الشفاء الكامل طويلًا، لكنني أطلب منكم، من فضلكم، ألا تثبطوا عزيمتكم. ما نحتاجه هو القدرة على التسامح، ولكن أيضًا الشجاعة لعدم الاستسلام".

جدير بالذكر، أن كنيسة الطاهرة بدأ العمل على بنائها في عام 1859 وفتحت أبوابها أمام المصلّين في عام 1862، وهي تقع في قلب المدينة القديمة، المحاطة بأسوار المدينة العثمانية السابقة على الضفة الغربية من نهر دجلة، مقابل مدينة نينوى القديمة. 

وتعرضت للدمار في عام 2017 على يد داعش والإرهاب، ولها مكانة مهمة كتراث ثقافي ودليل على تنوع مدينة الموصل واحتضانها للثقافات والديانات المختلفة على مر السنين.

وقد أعيد إعمارها بتمويل من الإمارات، وإشراف من قبل منظمة اليونسكو.