الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هبة مصطفى تكتب: مع فائق الاحترام

صدى البلد

الشباب هم العمود الفقرى للمجتمع ، وعماد التنمية والتقدم فى أى مجتمع وهو الاجدر بمعرفة متطلبات مجتمعه وعنده من الإبداع والثقافة العصرية ما يحقق هذا الطموح بشرط ان يكون مقترنا بمن يمتلك من القدرات والمواهب المشروعة من الشباب، ما يدفع بالمجتمع لنهوضه وتقدمه بوجه عام وفى شتي  المجالات ، وليست المواهب الزائفة وتعظيم الأنا. للوهلة الأولى، يبدو أن الشباب هم أكثر ذكاءً لأنهم يتوصلون إلى قراراتهم بشكل أسرع الا ان الواقع العملي في معظم الأحيان أظهر لنا غير ذلك، فأغلبية الذين رشحوا الي مناصب قيادية غيروا الأوليات نهائيا وتحولت الي نجاح أنوي ... وما ادراك ما هو هذا النجاح ..


عزيزي القارئ..  ولد الناس متساوين مهما اختلفت تواريخ ميلادهم، لكن الفضائل تصنع الفروق فيما بينهم.هكذا تعلمنا، لكن ما نعيشه اليوم هو شيء آخر. حيث تمخضت ثورة يناير 2011 عن سلوك تصادمي بين جيلين جيل التغير السريع وجيل التغير بخطوات مدروسة. نعم كلا المدرستين تحوي نزعة عصبية تقف وراءها رغبة في الصدام العمري المجتمعي علي مختلف الفئات وفِي جميع المجالات، هذا النوع من التصادم  بمثابة مقصلة لفئات معينة غابت معها القيم والمبادئ  وتراجعت نسبيًا مقارنة بما كانت عليه في الماضي عندما اقتحمت ثورة تكنولوجيا المعلومات والسوشيال ميديا حياتنا وزادت الفروق الجوهرية بين الماضي والحاضر والمستقبل، ورغم اليقين بطبيعة هذا الاختلاف مع التطور الطبيعي  للحياة البشرية . 


فكل  جيل متناغم  مع مبادئ وقيم عصره فسلوك الذي حنكته الحياة قراراته ذات سمة شرعية مدروسه محايدة عن اصحاب ثورة الشك التي تختلف بين  المثالية وتعظيم الأنا .


وعليه تغيرت آليات التنفيذ وتحولت الي مقصلة وبخاصة لذوي الخبرات ورفعت رايات التهميش والاستعانة بأرباب قانون الطاعة العمياء من أجل قفز السلم او تبدلت الأحلام وأصبحت بمثابة  (حضانه يكمل فيها فترة ما قبل ولادته الحقيقية ) والثمن تكاليف ما انزل الله بها من سلطان وكله تمام في النهاية ، وكأن القدر يقول لنا يا فرحة ماتمت عندما سمعنا قادتنا تفسح الطريق امام الشباب للعمل والإنتاج  لا لتولي مناصب ادارية وتشغيل السكين الكهربائي وإهدار وتجميد ذوي الخبرات .فعلا كل هدف نبيل يطرح علينا يتم استغلاله بسواعد خفية . 


يا ارباب الضمائر .القيادة السياسية لن تراقب الضمير والأخلاق .فلابد من تجريم من يتمسك بسياسة المنشار الذى يغتال عقول وخبرات كان من الممكن ان تخدم الوطن...هل نحتاج الي مترجم يفك لنا شفرات ما يحدث ممن يملك خصالا عملية ما انزل الله بها من سلطان تجاه الاخرين؟،ولماذا الحروب الخفية والتي تعبر عن مستوي متدن من الأخلاق ؟ لكن هناك سببا لزيادة ارتفاع هذا المنحي هو الايدي المرتعشة التي لا تقدر علي اتخاذ قرار .


وكعهدي بكم شباب بلادي يا من تخصب بهم ارضها تذكروا جيدا من ساهم في الحضارة والبناء هم الاجداد والاباء وفي انتظار الاجادة في التكملة والتجويد لا الالغاء والبداية من الصفر فهناك ثمن يتكبده الوطن وهو حق مشروع لأجيال اخري وان هناك حلقة وصل صادقة بين الأجيال الجديدة  وخبرة الأجداد المتراكمة سعيا الى التغيير للافضل ، لنري مجتمعا تنمويا متقدما ديناميكيا جديدا مبنيا علي سواعد وعقول متحضرة لا علي أحلام مغتالة ودموع كفاءات مهدرة. ونتذكر  في بريطانيا أيام العصور القديمة كانوا يرسلون إلى السجين رسالة تقول: تقرّر إعدامكم مع فائق الاحترام، لا يا سيدي اترك لي حقي في الحياة التي خلقني الله من اجلها لا أريد تهذبك المزيف هذا .لا تغتال حقي  فإن لم نستطع أن نتحالف فعلينا أن نتعاون، وإن لم نستطع أن نتعاون فعلينا أن نتبادل الاحترام فنحن في مجتمع واحد ،والمعيار في النهاية هو صانع النجاح والانتصار، وهذا المعيار غير مقرون بعمر ولكن مرتبط بمثلث الحياة "الرغبة في العمل ،التأهيل ،الالتزام بأهداف واجبة التحقيق" وهذا ما يرفع شأن الوطن.