الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد عزت يكتب: السياحة المستدامة في مصر

صدى البلد

يعتبر القطاع السياحي بكافة أنشطته أكثر القطاعات نموًا في العالم باعتباره قطاعا إيجابيا يلعب دورًا هامًا في زيادة الدخل القومي، وتحسين ميزان المدفوعات كمصدر للنقد الأجنبي، بجانب اتاحة الفرص لتشغيل الأيدي العاملة، أي هو قطاع يعمل من منظور اقتصادي ومنظور اجتماعي، ويرتبط بالجوانب الثقافية، والحضارية، والبيئية من ناحية وله القدرة على خلق التشابكات الاقتصادية من خلال خلق فرص عمل لكافة القطاعات المرتبطة بها من إنشاءات ونقل وغيرها.


ويسهم التخطيط السياحي في تنمية مواقع التراث والمواقع السياحية لزيادة جاذبيتها السياحية، ومن ثم إنشاء مشروعات للتنمية السياحية المستدامة التي تعود بالفوائد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المستوي القومي والمحلي. وبالتالي، فإن التخطيط للتنمية السياحية المستدامة لا يقل أهمية عن التخطيط للأنشطة الاقتصادية داخل الدولة، نظرا لما تمثله السياحة من مصدر من مصادر الدخل القومي ووسيلة لسد العجز في ميزان المدفوعات ومدخل للنقد الأجنبي للبلاد.


ويحدد التخطيط السياحي المستدام شكل التنمية المستقبلية في قطاع السياحة ومعرفة ماهية احتياجاته ويعمل على تحقيقها، ويحدد أيضا مدي قدرة المجتمعات المحلية على استمرارية النشاط السياحي، وأخيرا إيجاد التوازن بين البيئة والاقتصاد والقيم الاجتماعية. ويعرف التخطيط السياحي المستدام على أنه " التخطيط الذي يحافظ على البيئة من خلال مجموعة من الأنشطة والتحليلات قبل اتخاذ قرار التنمية السياحية بهدف منع الاستخدام الضار للموارد السياحية والحفاظ عليها ". وبالتالي تكمن أهمية ذلك النوع من التخطيط في تعدد الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تنتج أثرا كبيرا في دعم توجهات الدولة للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية والاقتصادية للأجيال المقبلة.


ويتميز التخطيط السياحي المستدام بعدة خصائص منها أنه تخطيط مرن يتم إجراء التعديلات عليه بشكل دوري بناء علي المتابعة المستمرة , وشامل لجميع الجوانب سواء أكانت اقتصادية أو سكانية أو بيئية أو غيرهم , و متكامل لأنه مكمل و يتكامل مع كافة القطاعات الاقتصادية في الدولة , و مجتمعي لأنه يشرك كل الجهات المعنية بما في ذلك الأهالي , وبيئي لأنه يهدف إلي عدم حدوث تدهور لعناصر الجذب السياحي وصيانتها بشكل مستمر , وواقعي لأنه لا يتجاوز الإمكانيات المتوافرة ماليا وبشريا وغيرهم , و منظم لأنه يعتمد علي مجموعة من الخطط المتوالية والمتتابعة .


ولهذا التخطيط عدة أهداف منها على سبيل المثال:
1- تحديد أهداف التنمية السياحية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدي ورسم السياسات اللازمة وتنفيذها.
2- مشاركة القطاعين العام والخاص في الاستثمار السياحي.
3- مضاعفة الفوائد الاقتصادية والاجتماعية وتقليل التكلفة لأقل درجة ممكنة مع الحفاظ على أعلى جودة ممكنة.
4- العمل على عدم تدهور الموارد السياحية وحماية النادر منها.
5- توفير وتنظيم الخدمات العامة التي تقدم في إطار القطاع السياحي.
6- توفير التمويل اللازم من مصادر متعددة بغرض التنمية السياحية.
7- تنمية المناطق السياحية وبالأخص النائية منها.


لذلك فإن وزارة السياحة المصرية ركزت في خططها على مراعاة جوانب الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وركزت على الترويج للأماكن السياحية البيئية لأن مصر تمتلك العديد من الأماكن السياحية الفريدة. فعلي سبيل المثال، يمكن للوزارة أن تشجع رحلات الغوص داخل مياه البحر الأحمر بما يتوافق مع المعايير البيئية، وهناك بعض الرحلات التي يستطيع السائح من خلالها مشاهدة غابات المنجروف في منطقة حلايب وشلاتين، فضلا عن الرحلات داخل الصحراء في أدوية وجبال مشهورة مثل جبل الكريستال والواحات والمحميات مثل محمية وادي الريان، والعيون مثل عيون دله. ولا ننسي بعض الزيارات التي تذهب لأماكن المحاجر التاريخية أو للأديرة الموجودة داخل الصحراء مثل دير الأنبا بولس.