الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طارق البرديسي يكتب: دبوس بالون النجومية الفانية!

صدى البلد

حبُ الشهرة وجنونُها أحيانًا، معروفٌ منذ أمدٍ، بيدَّ أن معدلاتِها (كمًا وكيفًا) اختلف جذريًا وقفز قفراتٍ ضفداعيةً بعد استحداث صنوف وتطبيقات وسائل التفسخ الاجتماعي الجديدة التي كشفت الغطاءَ عن حب الشهرة المستشري في كل قطاعات وفئات البشر بعد طول وهم اعتقاد وجوده بنسبٍ محدودة واستثناءات معدودة!

أزعم أن الميديا الجديدة كانت كاشفةً لتلك الآفة ولم تكن منشأةً لها رغم دورها غير المنكر في رفع معدلاتها وإجتياحها كل المجتمعات،،،،، 

لم تقدم السوشيال ميديا الشهرةَ فقط للساعين إليها بل كانت سخيةً في عطائها فأعطتهم عوائدَ مالية سخية أضحت مرتبطةً إرتباطًا لا يقبل التجزئة بالشهرة والنجومية وانتشار التأثير!

ودعوني أُخبرُكم أن القيمة الحقيقية ليست صنوًا للنجومية والشهرة والمال ، وهذه هي المآساة ذلك أن الحياةَ غيرُ عادلة ،،،،
 فليس معنى تفوقك ونبوغك أن ينتبه لك الناس ويستيقظ لك المجتمع، فيمنحك ما تستحقه من منزلةٍ مالية ووجاهةٍ إجتماعية ،وهذي هي مفارقةُ الدنيا وعدمُ نزاهتها لأنك لا تعيش في جنة المثالية وفي ماينبغي أن يكون ولكنك تعيش واقعَ ماهو كائن !!
وشتان مابين النظريات النموذجية مُنشِدةِ الكمال والإكتمال ومابين مرارة الواقع وسخافاته وسخريته !

ذاتَ مرة قالت راقصةٌ مشهورة أنا أكثرُ شهرةً ونجومية وتأثيرًا وأعزُّ نفرًا ،من العملاق (عباس محمود العقاد) ، والدليل سأمشي في الشارع ودعوه يسير أمامي وشاهدوا من ستحتشد حوله المارة؟!
فلما عَلِمَ العقاد رد قائلًا: 
أي إمرأة مجهولة تتخلص من ثيابها وتسير بجواري أو خلفي سيلتفُ حولها المارة ويتركوني!

ليس حصادُك شهرةً أو مكسبًا ماليًا  بطريقةٍ أو بأخرى أنه تفوقٌ يحظى بالإحترام أو تميز ٌ يستأهل التقدير ، فالعبرة بمضمون وقيمة عطائك وليس بمعيارٍ آخر ،لأنه في النهاية القاصي والداني يدرك أنك تافهٌ أجوفٌ، 
فمهما امتطيت الدواب الفارهة وتنقلت بين القلاع المشيدة ،تعلم في قرارة نفسك وكذلك المحيطون بك والمجتمع بأطيافه وقطاعاته ونسيجه أنك ضحلٌ ذو حظٍ عظيم ، لا تعدو أن تكون بالونًا ضخمًا لا يحمل إلا هواءًا يُحدِثُ جلبةً وصخبًا وفرقعةً، عند اصطدامه بأصغر دبوس حقيرٍ صَدِئ، وكلٌ منا في هذه الحياة الدنيا سريعة الانتهاء بعد قِصر إبتداء، له حريةُ الاختيار، فلا يصح إلا الصحيح، فأما الزَبدُ فيذهب جُفاءً وأما ماينفع الناسَ فيمكثُ في الأرض.