الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ياسر عبيدو يكتب: قليل من كثير

صدى البلد

 حيث يقول احد الطلاب : عندما وصلت الى هامبورج استوقفتنى هذه القصة التى انقلها عن بعض الشباب..

رتب أحد زملائي الموجودين في هامبورج جلسة ترحيب لي في أحد المطاعم وعندما دخلنا المطعم لاحظنا ان كثيرا من الطاولات كانت فارغة وكانت هناك طاولة صغيرة جلس عليها زوجان شابان لم يكن أمامهما سوى طبقين من الأطباق وعلبتين من المشروبات,

كنت أتساءل اذا كانت هذه الوجبة البسيطة يمكن ان تكون رومانسية ؟! ..وماذا ستقول الفتاة عن بخل الزوج هذا وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن يجلسن جانبا.

طلب زميلنا الطعام وكنا جياعا فطلب المزيد في الاطباق وبما أن المطعم كان هادئا وصل الطعام سريعا.

لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام وعندما قمنا بمغادرة المكان كان هناك حوالي ثلث الطعام متبقيا ولم نكد نصل الى باب المطعم الا وصوت ينادينا,التفتنا  فلاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا الى مالك المطعم ..وعندما تحدثوا الينا فهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لاضاعة الكثير من الطعام المتبقي منا بالاطباق.


أجابهم زميلي : " لقد دفعنا ثمن الطعام الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لايعنينكن ..؟؟

احدى السيدات نظرت الينا بغضب شديد واتجهت نحو الهاتف واستدعت أحدهم

بعد فترة من الزمن وصل رجل في زي رسمي قدم نفسه على أنه ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية وحرر لنا مخالفة بقيمة 50 يورو  .. فأخرج زميلي 50 يورو التزمنا جميعا الصمت.


قدمها مع الاعتذار الى الموظف فقال الضابط بلهجة حازمة, " اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها المال لك لكن الموارد للجميع .. وهناك العديد من الآخرين في العالم يواجهون نقص الموارد ..ليس لديكم سبب لهدر الموارد احمرت وجوهنا خجلا ..ولكننا في النهاية اتفقنا معه "

نحن فعلا بحاجة الى التفكير في هذا الموضوع لتغيير عاداتنا السيئة

قام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة وأعطى نسخة لكل واحد منا كهدية تذكارية

" المال لك .. لكن الموارد ملك للجميع "  تذكر شهر رمضان قادم .. ونحن اولى بتطبيق هذا الامر

شكرا لمن قرأ الرسالة وعمل على توعية الاخرين بعدم الاسراف وحفظ النعم  "لا تسرف"

"وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين "

انتهت القصة ولكن هل اعتبرنا منها ؟!..فما زال الاسراف موجودا فى بلادنا بالشرق الاوسط المترف بالثروات الفقير فلى الاعتبار فنحن مغموسون بالشهوات نعم انها من صفات النفس البشرية لكن لا يشاركنا فى تلك الصفة الذميمة كثير؟!..بل هناك كثير من بؤر التوتر والصراع باليمن وسوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان تسيطر عليها جماعات من المجرمين يعربدون بحدودها ويمولهم اسيادهم من شياطين الغرب المتصهين والطامعين فى استلاب ثروات الشرق بتأجيج صراعات وهمية وأعداء من صنعه وتدبيره نعم لا يحيق المكر السيء الا بأهله لكن لضلمنا وغفلتنا وحكمة الله وعدم حفظنا لنعمه وتعاليمه ليس آخرها " وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ " صرنا كمثل الحمار يحمل اسفارا بها نفائس وخارطة طريق ينجينا من عذاب أليم بالآخرة ويوفر أسباب الرزق ومكارم الأخلاق والتكافل الاجتماعى بيننا عندما طبقنا مافيها وكان الفضل للعلماء أيا كانت جنسيتهم لا للقبلية العربية ولا للشعوبية والتمييز البغيضة التى افرزت البخارى والاصمعى والخوارزمى وعلماء الهند وفارس والاندلس ومصر والمغرب لافضل لعربى على عجمى الا بالتقوى وساد التكافل الاجتماعى وحرية التدين وحرية التعلم واطلاق التنافس فى العلم والموسيقى والتسلح ثم استسلمنا لبحياة الترف واستلبتنا المؤامرات وحب السيطرة واقصاء الضعيف وغير العربى فتمزقت اوصال الدولة العظيمة وانطفأت الحضارة وأكلنا الاستعمار وبراثن الصهيونية والحروب الانجلوسكسونية وضاع التسامح واغتصبت فلسطين وحواضر سوريا والعراق وليبيا وتمزقت السودان الى دولتين وها هى العراق وسوريا ولبنان فى طريقها الى التقسيم البغيض ونحن ننظر ونطبع ونبيع ونوغل فى وحل وفخ التغريب حتى صار الفتى العربى فى بلاده غريب الوجه واليد واللسان كما تنبأ المتنبى وحذر منذ مئات السنين فمتى ندرك الدرس يا عرب ونلحق الركب.