الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيمان البكرى تكتب: ضبابية مفهوم حقوق الإنسان

صدى البلد

المادة الثالثة من الإعلان العالمى لحقوق الانسان تنص على انه " لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفى الأمان على شخصه" ،  الغرب اقروا هذا المبادئ  فى العاشر من ديسمبر ١٩٤٨ وتلاقت إرادة المجتمع الدولى على الالتزام بمواد حقوق الانسان ، وطبقا  للمادة الثالثة لهذا النص  فكل من يهدد حياة الانسان او يهدد الامن والسلام الاجتماعى  يكون قد خرق احد مبادئ الامم المتحده التى استقرت عليها ارادة الشعوب  ، ويعتبر  تحديا صارخا لمواد الاعلان العالمى لحقوق الإنسان .


إن أغلى وأهم حق من حقوق الإنسان هو حق الإنسان فى الحياة ،  والارهاب يستهدف هذا الحق يستهدف امان البشر ووجودهم ، فحق الانسان فى الحياة يفوق حقه فى التعبير او فى اى  مَنْحًى من مَناحٍ الحياة ، لانه يستهدف الحياة ذاتها ، ولم اجد اى دولة فى العالم تتعامل برفق مع من يرهب مواطنيها ويهدد امنها ، فى المانيا وتحديدا فى ديسمبر من عام ٢٠١٦ تم اطلاق النار من قبل قوات الامن  على مرتكب حادث دهس ارهابى  نفذه التونسى (انيس العمرى)  فى احد اسوق عيد الميلاد  بقلب العاصمة الالمانية  واودى  بحياة  12 شخصا  ، كما أصيب نحو 100 آخرون في الهجوم الذى تم تنفيذه بشاحنة ضخمة،  فى ساحة برايتشايد ببرلين .


وفى فرنسا تم اطلاق النار على سائق  شاحنة ارهابى فى هجوم دهس مماثل عام ٢٠١٦  فى نيس الفرنسية الذى اسفر عن مقتل ٨٤  قتيلا واكثر من ١٠٠ جريح والتى نُفذت  بشاحنة ضخمة يقودها فرنسى من اصل عربى دهست جمعا من الناس احتشدوا لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطنى يوم الباستيل .


واذا تحدثنا عن حقوق الانسان فاين حقوق الانسان فى معتقل جوانتانمو  الم يتم هتك  عرض المادة الثالثة من الاعلام العالمى لحقوق الانسان داخل اسوار جوانتانمو ؟  .  


الماده الثامنه عشر من الاعلان العالمى لحقوق الانسان تنص على ان لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين ، وعلى الرغم من هذه الماده الواضحه  سطوع الشمس وعلى الرغم من وجود ايضا المادة الرابعة فى القانون الالمانى (الدستور الالمانى) التى   تنص على حرية الاديان الا ان المانيا لا تعترف بالدين الاسلامى رغم وجود اكثر من ٧ ملايين مسلم على اراضيها  …! 


ويتبع ذلك انتهاكات بعينها تحدث يوميا على الاراضى الالمانيه  بشكل مباشر او غير مباشر مثل  حالات رفض توظيف ( المُدرّسة  المحجبة ) والتى تتارجح داخل المجتمع  بين القبول والرفض ،  وحالات اخرى ترفض دخول محجبة لقاعة المحكمة الا بنزع غطاء راسها ، وغيرها من الحالات التى ترفض وتعلن بكل وضوح عن تفشى ظاهرة الاسلاموفوبيا فى تلك المجتمعات ، ناهيك عن الاحداث اليومية التى اراها مرأى العين  من تحرشات لفظية واهانات للمحجبات داخل المحال ووسائل النقل  ، ولكل من ترمز هيئته انتمائه لهذا الدين او للاجانب اصحاب البشرة السمراء.

 … 

احزاب معادية للاجانب تمثل بقوة فى البرلمانات الغربية  من قبل اليمين المتطرف المعادى للاجانب والمسلمين ،  ففى معظم دول اوربا (المانيا  النمسا وفرنسا )  احزاب  يمينيه تمثل فى البرلمان ضد الاجانب والمسلمين ،   وتشارك تلك الاحزاب فى المعارضه وتشكيل القرار السياسي فى اوربا مثل حزب (البديل من اجل المانيا)  والذى يحمل نزاعات غاضبة لكل ما هو مسلم ،  حتى ان الاحزاب المعادية للتواجد الاجنبى على الاراضى الالمانية  كانت حملتها الانتخابية على شكل ملصق لمسجد  عليه علامة رفض !! 

اليس هذا انتهاك للمادة الثامنة عشر لحقوق الانسان المعنية بحق الانسان و حرية عقيدته وفكره ؟     … 


هل توقف الامر عن حد الرفض والتعدى اللفظى فقط ،  الاجابه( لا ) حالات قتل مسبقة معروفة ضد اجانب ومصريين  تم قتلهم بدوافع عنصرية فى  الشرق الالمانى  على غرار الشهيده باذن الله مروة الشربينى المعروفة اعلاميا  باسم (شهيدة الحجاب)  التى تم ذبحها من قبل متطرف المانى من اصل روسى فى ساحه محكمه دريسيدن عام ٢٠١٠ ،  و طالبه الهندسه الشهيده باذن الله شادن محمد التى تم دهسها فى مدينه كوتبوس الالمانيه بدوافع عنصريه عام ٢٠١٨ ، فضلا عن الجدل الذى اطاح برئيس المانيا الاسبق كريستان فولف عام ٢٠١٠  بسبب مقولته الشهيرة  "الاسلام جزء من المانيا "  اليس كل هذا هذا انتهاك لحق الانسان فى امنه و حياته وحرية عقيدته    ..

اذن ماذا ننتظر من غريب يضع لنفسه الحق فى التدخل فى شؤنك الداخليه لافساد بلادك بحجة حقوق الأنسان  ثم لا يحمى مواطنيك على  ارضه  ، ولا يتم منحهم اقل قدر من حقوقهم الانسانية فى حمايه حياتهم  وممارستهم عقائدهم   والاعتراف بدينهم وحماية امنهم  الاجتماعى .. 

كثير من الحقائق التى تظهر جليه فى انتهاكات حقوق الانسان على الاراضى الغربية ففى الوقت الذى يطلق فيه الغرب  مصطلح الحرب على الارهاب على اراضيه يطالبوننا  نحن باستئناث الارهاب على اراضينا ، وسط ضبابية تحوم حول مفهوم حقوق الإنسان .