الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم المنشاوي يكتب: حُبك لن يشيخ أبدًا!!

صدى البلد

لو النجمات تسكب نورها شلالًا.. وكل حناجر الأطيار لو غنتك موالًا.. لو الأنسام طافت في رحابك تنثر عطرًا، ما وفتك أماه.. فكم أتمنى ألا يقف قلمي عن وصفك، وألا ينقطع لساني يومًا عن تهنئتك، فكم وددت يا أمي وجودك وقربك.. ودك وحبك.. حضنك.. وصدق دعواتك.. فأنتي الحضن الأدفى والملاذ الأكثر أمانا، فلم نرى منك إلا كل خير، فلقد تعبتي من أجلنا كثيرًا، وضحيتي من أجلنا بالنفيس والغالي، حتى صنعتي رجالًا ونعم الرجال، وما زلتي تشملينا جميعًا بدفء نصائحك، وحسن مشورتك، وتذكرينا دائما بفضل الله علينا، وألا ينقطع حبل الوصل بيننا وبين الله سبحانه وتعالى.
كم أتمنى ألا تفارق عيناي عيناك ورؤيتك عدد الثواني، وكم أتمنى لو أمكث تحت قدمك ما تبقى من عمري، فقط لأوفيك ولو جزء بسيط مما منحتني إياه طيلة عمرك، وهبتينا الفرح والسعادة، وضربتى لنا أسمى معاني الحب والعطاء، وما زلتي ترعانا بكل ما أوتيت من قوة وتفتخري بنا، لذا يا أمي، فإن فضلك لا يرده دين ولا أي شيء آخر حتى موتي، يا مصدر الحب الدائم، يا وطني وموطني، وسكني ومسكني، يا مستودع كل المعاني الجميلة، ويا طوق نجاتي من أي كرب ومن كل مصائب الدهر.
فمن يبحث عن الإخلاص والعطاء والحب دون مقابل، وكذلك التضحية لأجل الآخرين، فلن يجدها إلا في قلب الأم، فهي النور الذي ينير الطرق العتمة، لذا لا أحد يشبهك عندي يا أمي، فأنتي قمري في عتمة الليالي ونور شمسي في صباحي، فتشرق الشمس حين تستيقظين وتغيب باختفاء ابتسامتك حتى وإن كنت في وضح النهار، يا من كنت الأب قبل الأم، يا من نزعت من قلوبنا الحقد والغل والحسد وزرعت مكانهم الأمل والعطاء منذ السنين.
أمي يا هبة الأقدار، يا أروع ما خلق المنان.. أمي يا منبع السكينة والحنان.. أمي يا حبًا أهواه، يا قلبًا أعشق دنياه، يا شمسًا تشرق في أفقي، يا وردًا في العمر شذاه، أمي يا جنة الدنيا ونعيم الآخرة، وحدك يا أمي صاحبة القلب المزهر والوجه النضر، يا تاج الزمان وصدر الحنان، ولو كان للحب وسامًا فأنت بالوسام جديرة، فشكرًا لكي على غرسك حب الله في فؤادي، ووضع خشيته نصب عيني، ورسختي عقيدة التوحيد في أعماقي.
يا مثلي الأعلى في الحياة منك تعلمت كيف أصبح أروع إنسان، والله يا أمي لو كان عمرك بيدي لزدته ولو كان فيه فنائي، ولو كان أمري بيدي لرفعتك لعنان السماء، وصدق من قال: حنانك أمي شفاء جروحي وبلسم عمري وظلي الظليل.. وبعد الله أرنو إليك إذا حلّ خطب وأثني الكواهل حمل ثقيل.. بدعواك أمي تزول الصعاب فدعواك أمي لقلبي السبيل، وحقًا ما أنا يا أمي الآن إلا حسنة من حسناتك.. فكل عام وأنتي وكل أم بألف خير، ولا حرمني الله منك.